1 - (الذين كفروا) من أهل مكة (وصدوا) غيرهم (عن سبيل الله) الإيمان (أضل) أحبط (أعمالهم) كإطعام الطعام وصلة الأرحام فلا يرون لها في الآخرة ثوابا ويجزون بها في الدنيا من فضله تعالى
ك أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم قال هم أهل مكة نزلت فيهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات قال هم الأنصار
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : الذين جحدوا توحيد الله وعبدوا غيره وصدوا من أراد عبادته والإقرار بوحدانيته ، وتصديق نبيه صلى الله عليه وسلم عن الذي أراد من الإسلام و الإقرار و التصديق "أضل أعمالهم " يقول : جعل الله أعمالهم ضلالاً على غير هدى وغير رشاد ، لأنها عملت في سبيل الشيطان وهي على غير استقامة .
مدنية في قول ابن عباس ، ذكره النحاس ، وقال الماوردي : في قول الجميع إلا ابن عباس و قتادة فإنهما قالا : إلا آية منها نزلت عليه بعد حجة الوداع حين خرج من مكة ، وجعل ينظر إلى البيت وهو يبكي حزناً عليه ، وفنزل عليه " وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك " [ محمد : 13 ] ، وقال الثعلبي : إنها مكية ، وحكاه ابن هبة الله عن الضحاك و سعيد بن جبير ، وهي تسع وثلاثون آية وقيل ثمان .
قوله تعالى :" الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم "
قال ابن عباس و مجاهد : هم أهل مكة كفروا بتوحيد الله ، وصدوا أنفسهم والمؤمنين عن دين الله وهو الإسلام بنهيهم عن الدخول فيه ، وقاله السدي : وقال الضحاك : ( عن سبيل الله ) عن بيت الله بمنع قاصديه ، ومعنى ( أضل أعمالهم ) : أبطل كيدهم ومكرهم بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وجعل الدائرة عليهم ، قاله الضحاك : وقيل : أبطل ما عملوه في كفرهم بما كانوا يسمونه مكارم ، من صلى الأرحام وفك الأسارى وقرى الأضياف وحفظ الجوار ، وقال ابن عباس : نزلت في المطعمين ببدر ، وهم اثنا عشر رجلاً : أبو جهل ، والحارث بن هشام ، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة ، وأبي أمية ابنا خلف ، ومنبه ونبيه ابنا الحجاج ، وأبو البختري بن هشام ، وزمعة بن الأسود ، وحكيم بن حزام ، والحارث بن عامر بن نوفل .
سورة محمد
بسم الله الرحمـن الرحيم
يقول تعالى: "الذين كفروا" أي بآيات الله "وصدوا" غيرهم "عن سبيل الله أضل أعمالهم" أي أبطلها وأذهبها ولم يجعل لها ثواباً ولا جزاء كقوله تعالى: "وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً" ثم قال جل وعلا: "والذين آمنوا وعملوا الصالحات" أي آمنت قلوبهم وسرائرهم وانقادت لشرع الله جوارحهم وبواطنهم وظواهرهم "وآمنوا بما نزل على محمد" عطف خاص على عام وهو دليل على أنه شرط في صحة الإيمان بعد بعثته صلى الله عليه وسلم. وقوله تبارك وتعالى: "وهو الحق من ربهم" جملة معترضة حسنة ولهذا قال جل جلاله: "كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم" قال ابن عباس رضي الله عنهما: أي أمرهم. وقال مجاهد: شأنهم. وقال قتادة وابن زيد: حالهم والكل متقارب. وقد جاء في حديث تشميت العاطس "يهديكم الله ويصلح بالكم" ثم قال عز وجل: "ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل" أي إنما أبطلنا أعمال الكفار. وتجاوزنا عن سيئات الأبرار, وأصلحنا شؤونهم لأن الذين كفروا اتبعوا الباطل أي اختاروا الباطل على الحق "وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم" أي يبين لهم مآل أعمالهم, وما يصيرون إليه في معادهم, والله سبحانه وتعالى أعلم.
وتسمى سورة القتال، وسورة الذين كفروا. وهي تسع وثلاثون آية، وقيل ثمان وثلاثون
وهي مدنية. قال الماوردي: في قول الجميع، إلا ابن عباس وقتادة فإنهما قالا: إلا آية منها نزلت بعد حجة الوداع حين خرج من مكة وجعل ينظر إلى البيت وهو يبكي حزناً عليه، فنزل قوله تعالى: "وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك" وقال الثعلبي: إنها مكية. وحكاه ابن هبة الله عن الضحاك وسعيد بن جبير وهو غلط من القول، فالسورة مدنية كما لا يخفى. وقد أخرج ابن الضريس عن ابن عباس قال: نزلت سورة القتال بالمدينة. وأخرج النحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عنه قال: نزلت سورة محمد مدنية. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير قال: نزلت بالمدينة سورة الذين كفروا. وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عمران أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بهم في المغرب "الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله".
قوله: 1- "الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله" هم كفار قريش كفروا بالله وصدوا أنفسهم وغيرهم عن سبيل الله، وهو دين الإسلام بنهيهم عن الدخول فيه، كذا قال مجاهد والسدي. وقال الضحاك: معنى عن سبيل الله: عن بيت الله بمنع قاصديه. وقيل هم أهل الكتاب والموصول مبتدأ وخبره "أضل أعمالهم" أي أبطلها وجعلها ضائعة. قال الضحاك: معنى أضل أعمالهم أبطل كيدهم ومكرهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعل الدائرة عليهم في كفرهم. وقيل أبطل ما عملوه في الكفر مما كانوا يسمونه مكارم أخلاق، من صلة الأرحام وفك الأسارى وقرى الأضياف، وهذه وإن كانت باطلة من أصلها، لكن المعنى أنه سبحانه حكم ببطلانها.
1. مدنية، " الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم "، أبطلها فلم يقبلها [وأراد بالأعمال ما فعلوا من إطعام الطعام وصلة الأرحام]، قال الضحاك : أبطل كيدهم ومكرهم بالنبي صلى الله عليه وسلم، وجعل الدائرة عليهم.
1-" الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله " امتنعوا عن الدخول في الإسلام وسلوك طريقة ، أو منعوا الناس عنه كالمطعمين يوم بدر ، أو شياطين قريش أو المصريين من أهل الكتاب ، أو عام في جميع من كفر وصد . " أضل أعمالهم " جعل مكارمهم كصلة الرحم وفك الأسارى وحفظ الجوار ضالة أي ضائعة محيطة بالكفر ، أو مغلوبة مغمورة فيه كما يضل الماء في اللبن ، أو ضلال حيث لم يقصدوا به وجه الله ، أو أبطل ما عملوه من الكيد لرسوله والصد عن سبيله بنصر رسوله وإظهار دينه على الدين كله .
Surah 47. Muhammad
1. Those who disbelieve and turn (men) from the way of Allah, He rendereth their actions vain.
SURA 47: MUHAMMAD
1 - Those who reject God and hinder (men) from the Path of God, their deeds will God render astray (from their mark).