102 - (فهل) فما (ينتظرون) بتكذيبك (إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم) من الأمم أي مثل وقائعهم من العذاب (قل فانتظروا) ذلك (إني معكم من المنتظرين)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، محذراً مشركي قومه من حلول عاجل نقمه بساحتهم نحو الذي حل بنظرائهم من قبلهم من سائر الأمم الخالية من قبلهم، السالكة في تكذيب رسل الله وجحود توحيد ربهم سبيلهم: فهل ينتظر، يا محمد، هؤلاء المشركون من قومك، المكذبون بما جئتهم به من عند الله، إلا يوماً يعاينون فيه من عذاب الله مثل أيام أسلافهم الذين كانوا على مثل الذي هم عليه من الشرك والتكذيب، الذين مضوا قبلهم فخلوا من قوم نوح وعاد وثمود؟ قل لهم، يا محمد، إن كانوا ذلك ينتظرون: فانتظروا عقاب الله إياكم، ونزول سخطه بكم، إني من المنتظرين هلاككم وبواركم بالعقوبة التي تحل بكم من الله.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: " فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم "، يقول: وقائع الله في الذين خلوا من قبلهم، قوم نوح وعاد وثمود.
حدثني المثنى قال، حدثنا إسحق قال، حدثنا ابن أبي جعفر عن أبيه، عن الربيع بن أنس في قوله: " فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين "، قال: خوفهم عذابه ونقمته وعقوبته، ثم أخبرهم أنه إذا وقع من ذلك أمر، أنجى الله رسله والذين آمنوا معه، فقال الله: " ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين ".
قوله تعالى: "فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم" الأيام هنا بمعنى الوقائع، يقال: فلان عالم بأيام العرب أي بوقائعهم. قال قتادة: يعني وقائع الله في قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم. والعرب تسمي العذاب أياماً والنعم أياماً، كقوله تعالى: "وذكرهم بأيام الله" [إبراهيم: 5]. وكل ما مضى لك من خير أو شر فهو أيام. "فانتظروا" أي تربصوا، وهذا تهديد ووعيد. "إني معكم من المنتظرين" أي المتربصين لموعد ربي.
يرشد تعالى عباده إلى التفكر في آلائه وما خلق الله في السموات والأرض من الايات الباهرة لذوي الألباب, مما في السموات من كواكب نيرات, ثوابت وسيارات, والشمس والقمر والليل والنهار واختلافهما وإيلاج أحدهما في الاخر حتى يطول هذا ويقصر هذا, ثم يقصر هذا ويطول هذا, وارتفاع السماء واتساعها وحسنها وزينتها وما أنزل الله منها من مطر فأحيا به الأرض بعد موتها, وأخرج فيها من أفانين الثمار والزروع والأزاهير وصنوف النبات وما ذرأ فيها من دواب مختلفة الأشكال والألوان والمنافع وما فيها من جبال وسهول وقفار وعمران وخراب, وما في البحر من العجائب والأمواج وهو مع هذا مسخر مذلل للسالكين يحمل سفنهم ويجري بها برفق بتسخير القدير لا إله إلا هو ولا رب سواه.
وقوله: " وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون " أي وأي شيء تغني الايات السماوية والأرضية والرسل بآياتها وحججها وبراهينها الدالة على صدقها عن قوم لا يؤمنون كقوله "إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون" الاية. وقوله: "فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم" أي فهل ينتظر هؤلاء المكذبون لك يا محمد من النقمة والعذاب إلا مثل أيام الله في الذين خلوا من قبلهم من الأمم الماضية المكذبة لرسلهم "قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين * ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا" أي ونهلك المكذبين بالرسل "كذلك حقاً علينا ننج المؤمنين" حقاً أوجبه الله تعالى على نفسه الكريمة كقوله: "كتب ربكم على نفسه الرحمة" وكما جاء في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله كتب كتاباً فهو عنده فوق العرش إن رحمتي سبقت غضبي".
قوله: 102- "فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم" أي فهل ينتظر هؤلاء الكفار المعاصرون لمحمد صلى الله عليه وسلم إلا مثل وقائع الله سبحانه بالكفار الذين خلوا من قبل هؤلاء، فقد كان الأنبياء المتقدمون يتوعدون كفار زمانهم بأيام مشتملة على أنواع العذاب، وهم يكذبونهم ويصممون على الكفر حتى ينزل الله عليهم عذابه ويحل بهم انتقامه، ثم قال: "قل" يا محمد لهؤلاء الكفار المعاصرين لك "فانتظروا" أي تربصوا لوعد ربكم إني معكم من المتربصين لوعد ربي، وفي هذا تهديد شديد، ووعيد بالغ بأنه سينزل بهؤلاء ما نزل بأولئك من الإهلاك.
102-"فهل ينتظرون"، يعني: مشركي مكة، "إلا مثل أيام الذين خلوا"، مضوا، "من قبلهم"، من مكذبي الأمم، قال قتادة: يعني وقائع الله في قوم نوح وعاد وثمود. والعرب تسمي العذاب أياما، والنعيم أياما، كقوله: "وذكرهم بأيام الله" (إبراهيم-5)، وكل ما مضى عليك من خير وشر فهو أيام، "قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين".
102."فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم"مثل وقائعهم ونزول بأس الله بهم إذ لا يستحقون غيره من قولهم أيام العرب لوقائعها."قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين"لذلك أو فانتظروا هلاكي إني معكم من المنتظرين هلاككم.
102. What expect they save the like of the days of those who passed away before them? Say: Expect then! I am with you among the expectant.
102 - Do they then except (any thing) but (what happened in) the days of the men who passed away before them? say: wait ye then: for I, too, will wait with you.