11 - (قالوا يا أبانا مالك لا تأمنَّا على يوسف وإنا له لناصحون) لقائمون بمصالحه
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : قال إخوة يوسف ، إذ تآمروا بينهم ، وأجمعوا على الفرقة بينه وبين والده يعقوب ، لوالدهم يعقوب : "يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف" ، فتتركه معنا إذا نحن خرجنا خارج المدينة إلى الصحراء ، "وإنا له لناصحون" ، نحوطه ونكلؤه .
قوله تعالى: " قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف " قيل للحسن: أيحسد المؤمن؟ قال: ما أنساك ببني يعقوب! ولهذا قيل: الأب جلاب والأخ سلاب، فعند ذلك أجمعوا على التفريق بينه وبين ولده بضرب من الاحتيال. وقالوا ليعقوب: ( يا أبانا مالك لا تأمنا على يوسف) وقيل: لما تفاوضوا وافترقوا على رأي المتكلم الثاني عادوا إلى يعقوب عليه السلام وقالوا هذا القول. وفيه دليل على أنهم سألوه قبل ذلك أن يخرج معهم يوسف فأبى على ما يأتي. قرأ يزيد بن القعقاع وعمرو بن عبيد و الزهري ( لا تأمنا) بالإدغام، وبغير إشمام وهو القياس، لأن سبيل ما يدغم أن يكون ساكناً. وقرأ طلحة بن مصرف ( لا تأمننا) بنونين ظاهرتين على الأصل. وقرأ يحيى بن وثاب وأبو رزين - وروي عن الأعمش - ( لا تيمنا) بكسر التاء، وهي لغة تميم، يقولون: أنت تضرب، وقد تقدم. وقرأ سائر الناس بالإدغام والإشمام ليدل على حال الحرف قبل إدغامه. " وإنا له لناصحون " أي في حفظه وحيطته حتى نرده إليك. قال مقاتل: في الكلام تقديم وتأخير، وذلك أن إخوة يوسف قالوا لأبيهم: ( أرسله معنا غداً) الآية، فحينئذ قال أبوهم: ( إني ليحزنني أن تذهبوا به) فقالوا حينئذ جواباً لقوله: ( ما لك لا تأمنا على يوسف) الآية.
لما تواطأوا على أخذه وطرحه في البئر كما أشار به عليهم أخوهم الكبير روبيل, جاءوا أباهم يعقوب عليه السلام فقالوا: ما بالك "لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون" وهذه توطئة ودعوى, وهم يريدون خلاف ذلك لما له في قلوبهم من الحسد لحب أبيه له "أرسله معنا" أي ابعثه معنا " غدا يرتع ويلعب " وقرأ بعضهم بالياء "يرتع ويلعب" قال ابن عباس: يسعى وينشط, وكذا قال قتادة والضحاك والسدي وغيرهم "وإنا له لحافظون" يقولون: ونحن نحفظه ونحوطه من أجلك.
لما أجمع رأيهم على أن يلقوه في غيابات الجب جاءوا إلى أبيهم وخاطبوه بلفظ الأبوة استعطافاً له وتحريكاً للحنو الذي جبلت عليه طبائع الآباء للأبناء، وتوسلاً بذلك إلى تمام ما يريدونه من الكيد الذي دبروه، واستفهموه استفهام المنكر لأمر ينبغي أن يكون الواقع على خلافه، فـ 11- " قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف " أي أي شيء لك لا تجعلنا أمناء عليه، وكأنهم قد كانوا سألوه قبل ذلك أن يخرج معهم يوسف فأبى، وقرأ يزيد بن القعقاع وعمرو بن عبيد والزهري "لا تأمنا" بالادغام بغير إشمام. وقرأ طلحة بن مصرف لا تأمننا بنونين ظاهرتين على الأصل: وقرأ يحيى بن وثاب وأبو رزين والأعمش لا تيمنا وهو لغة تميم كما تقدم، وقرأ سائر القراء بالإدغام والإشمام ليدل على حال الحرف قبل إدغامه "وإنا له لناصحون" في حفظه وحيطته حتى نرده إليك.
11-"قالوا"، ليعقوب، " يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف "، قرأ أبو جعفر: "تأمنا" بلا إشمام، وهو رواية عن نافع، وقرأ الباقون: "تأمنا" بإشمام الضمة في النون الأولى المدغمة، وهو إشارة إلى الضمة، من غير إمحاض، ليعلم أن أصله: لا تأمننا بنونين على تفعلنا، فأدغمت النون الأولى في الثانية، بدؤوا بالإنكار عليه في ترك إرساله معهم كأنهم قالوا: إنك لا ترسله معنا أتخافنا عليه؟.
"وإنا له لناصحون"، قال مقاتل: في الكلام تقديم وتأخير، وذلك أنهم قالوا لأبيهم: "أرسله معنا" فقال أبوهم: " إني ليحزنني أن تذهبوا به " فحينئذ قالوا: " ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون "، النصح هاهنا هو: القيام بالمصلحة، وقيل: البر والعطف، معناه: إنا عاطفون عليه، قائمون بمصلحته، نحفظه حتى نرده إليك.
11." قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف "لم تخافنا عليه ."وإنا له لناصحون"ونحن نشفق عليه ونريد له الخير ، أرادوا به استنزاله عن رأيه في حفظه منهم لما تنسم من حسدهم ، والمشهور"تأمنا"بالإدغام بإشمام .وعن نافعبترك الإشمام ومن الشواذ ترك الإدغام لأنهما من كلمتين وتيمناً بكسر التاء.
11. They said: O our father! Why wilt thou not trust us with Joseph, when lo! we are good friends to him?
11 - They said: O our father why dost thou not trust us with Joseph, seeing we are indeed his sincere well wishers?