113 - (إن) ما (حسابهم إلا على ربي) فيجازيهم (لو تشعرون) تعلمون ذلك ما عبتموهم
القول في تأويل قوله تعالى : " إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون " .
قوله تعالى : " إلا على ربي لو تشعرون " وجواب " لو " محذوف ، أي لو شعرتم أن حسابهم على ربهم لما عبتموهم بصنائعهم . وقراءة العامة : " تشعرون " بالتاء على المخاطبة للكفار وهو الظاهر . وقرأ ابن أبي عبلة و محمد بن السميقع : (لو يشعرون ) بالياء كأنه خبر عن الكفار وترك الخطاب لهم ، ونحو قوله : " حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم " [ يونس : 22] . وروي أن رجلاً سأل سفيان عن امرأة زنت وقتلت ولدها وهي مسلمة هل يقطع لها بالنار ؟ فقال : " إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون " .
يقولون: لا نؤمن لك, ولا نتبعك ونتساوى في ذلك بهؤلاء الأراذل, الذين اتبعوك وصدقوك وهم أراذلنا, ولهذا "قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون * قال وما علمي بما كانوا يعملون" أي وأي شيء يلزمني من اتباع هؤلاء لي ؟ ولو كانوا على أي شيء كانوا عليه, لا يلزمني التنقيب عنهم والبحث والفحص, إنما علي أن أقبل منهم تصديقهم إياي, وأكل سرائرهم إلى الله عز وجل "إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون * وما أنا بطارد المؤمنين" كأنهم سألوا منه أن يبعدهم عنه ويتابعوه, فأبى عليهم ذلك وقال "وما أنا بطارد المؤمنين * إن أنا إلا نذير مبين" أي إنما بعثت نذيراً, فمن أطاعني واتبعني وصدقني كان مني وأنا منه, سواء كان شريفاً أو وضيعاً, أو جليلاً أو حقيراً.
113- "إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون" أي ما حسابهم والتفتيش عن ضمائرهم وأعمالهم إلا على الله لو كنتم من أهل الشعور والفهم، قرأ الجمهور "تشعرون" بالفوقية، وقرأ ابن أبي عبلة وابن السميفع والأعرج وأبو زرعة بالتحتية، كأنه ترك الخطاب للكفار والتفت إلى الإخبار عنهم. قال الزجاج: والصناعات لا تضر في باب الديانات.
113- "إن حسابهم"، ما حسابهم، "إلا على ربي لو تشعرون"، لو تعلمون ذلك ما عبتموهم بصنائعهم. قال الزجاج: الصناعات لا تضر في الديانات. وقيل: معناه: أي: لم أعلم أن الله يهديهم ويضلكم ويوفقهم ويخذلكم.
113 -" إن حسابهم إلا على ربي " ما حسابهم على بواطنهم إلا على الله فإنه المطلع عليها . " لو تشعرون " لعلمتم ذلك ولكنكم تجهلون فتقولون ما لا تعلمون .
113. Lo! their reckoning is my Lord's concern, if ye but knew;
113 - Their account is only with my Lord, if ye could (but) understand.