117 - (قال) نوح (رب إن قومي كذبون)
يقول تعالى ذكره : قال نوح " رب إن قومي كذبون " فيما أتيتهم به من الحق من عندك ، وردوا علي نصيحتي لهم " فافتح بيني وبينهم فتحا " يقول : فاحكم بني وبينهم حكما من عندك تهلك به المبطل ، وتنتقم به ممن كفر بك وجحد توحيدك ، وكذب رسولك .
كما حدثنا الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، في قوله : " فافتح بيني وبينهم فتحا " قال : فاقض بيني وبينهم قضاء .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله " فافتح بيني وبينهم فتحا " قال : يقول : اقض بيني وبينهم " ونجني " يقول : ونجني من ذلك العذاب الذي تأتي به حكما بيني وبينهم " ومن معي من المؤمنين " يقول : والذين معي من أهل الإيمان بك والتصديق لي .
وقوله : " فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون " يقول : فأنجينا نوحا ومن معه من المؤمنين حين فتحنا بينهم وبين قومهم ، وأنزلنا بأسنا بالقوم الكافرين . " في الفلك المشحون " ،يعني في السفينة الموقرة المملوءة .
وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله " الفلك المشحون " قال أهل التأويل :
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قا : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ،قوله : " في الفلك المشحون " قال : يعني الموقر .
حدثنا محمد بن سنان القزاز ، قال : ثنا الحسين بن الحسن الأشقر ، قال : ثنا أبو كدينة عن عطاء ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : المشحون : الموقر .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله " الفلك المشحون " قال : المفروغ منه المملوء .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، قال : " المشحون " المفروغ منه تحميلا .
حدثنا الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، في قول الله : " الفلك المشحون " قال : هو المحمل .
وقوله : " ثم أغرقنا بعد الباقين " من قومه الذين كذبوه ، وردوا عليه النصيحة .
قوله تعالى : " قال رب إن قومي كذبون " .
لما طال مقام نبي الله بين أظهرهم, يدعوهم إلى الله تعالى ليلاً ونهاراً, وسراً وجهاراً, وكلما كرر عليهم الدعوة صمموا على الكفر الغليظ والامتناع الشديد, وقالوا في الاخر "لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين" أي لئن لم تنته من دعوتك إيانا إلى دينك, "لتكونن من المرجومين" أي لنرجمنك, فعند ذلك دعا عليهم دعوة استجاب الله منه, فقال "رب إن قومي كذبون * فافتح بيني وبينهم فتحاً" الاية, كما قال في الاية الأخرى "فدعا ربه أني مغلوب فانتصر" إلى آخر الاية. وقال ههنا "فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون * ثم أغرقنا بعد الباقين" والمشحون هو المملوء بالأمتعة والأزواج التي حمل فيها من كل زوجين اثنين, أي أنجينا نوحاً ومن اتبعه كلهم, وأغرقنا من كفر به وخالف أمره كلهم أجمعين " إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ".
117- "قال رب إن قومي كذبون" أي أصروا على تكذيبي، ولم يسمعوا قولي ولا أجابوا دعائي.
117- "قال رب إن قومي كذبون".
117 -" قال رب إن قومي كذبون " إظهاراً لما يدعو عليهم لأجله وهو تكذيب الحق لا تخويفهم له واستخفافهم عليه .
117. He said: My Lord! Lo! my own folk deny me.
117 - He said: O my Lord! Truly my people have rejected me.