118 - (وعلى الذين هادوا) أي اليهود (حرمنا ما قصصنا عليك من قبل) في آية وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر إلى آخرها (وما ظلمناهم) بتحريم ذلك (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) بارتكاب المعاصي الموجبة لذلك
يقول تعالى ذكره : وحرمنا من قبلك يا محمد على اليهود ما أنبأناك به من قبل في سورة الأنعام ، وذاك كل ذي ظفر ، ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما ، إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا ، أو ما اختلط بعظم "وما ظلمناهم" بتحريمنا ذلك عليهم "ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" فجزيناهم ذلك ببغيهم على ربهم ،وظلمهم أنفسهم بمعصية الله ، فأورثهم ذلك عقوبة الله .
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يعقوب ، قال :حدثنا ابن علية ، عن ابي رجاء ، عن الحسن ، في قوله "وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل" قال : في سورة الأنعام .
حدثني يعقوب ، قال : حدثنا ابن علية ، عن أيوب ، عن عكرمة ، في قوله "وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل" قال : في سورة الأنعام .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد، عن قتادة ، قوله "وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل" قال : ما قص الله تعالى في سورة الأنعام حيث يقول : "وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر"..... الآية .
قوله تعالى " وعلى الذين هادوا " بين أن الأنعام والحرث حلال لهذه الأمة فأما اليهود فحرمت عليهم منها أشياء " حرمنا ما قصصنا عليك من قبل " أي في سورة الأنعام . " وما ظلمناهم " أي بتحريم ما حرمنا عليهم ولكن ظلموا أنفسهم فحرمنا عليهم تلك الأشياء عقوبة لهم كما تقدم في النساء .
لما ذكر تعالى أنه إنما حرم علينا الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به وإنما أرخص فيه عند الضرورة ـ وفي ذلك توسعة لهذه الأمة التي يريد الله بها اليسرى ولا يريد بها العسرى ـ ذكر سبحانه وتعالى ما كان حرمه على اليهود في شريعتهم قبل أن ينسخها, وما كانوا فيه من الاصار والتضييق والأغلال والحرج, فقال: "وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل" أي في سورة الأنعام في قوله: " وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون " ولهذا قال ههنا: "وما ظلمناهم" أي فيما ضيقنا عليهم "ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" أي فاستحقوا ذلك, كقوله: "فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيراً" ثم أخبر تعالى تكرماً وامتناناً في حق العصاة المؤمنين أن من تاب منهم إليه تاب عليه, فقال: "ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة" قال بعض السلف: كل من عصى الله فهو جاهل "ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا" أي أقلعوا عما كانوا فيه من المعاصي وأقبلوا على فعل الطاعات "إن ربك من بعدها" أي تلك الفعلة والزلة "لغفور رحيم".
ثم خص محرمات اليهود بالذكر فقال: 118- "وعلى الذين هادوا حرمنا" أي حرمنا عليهم خاصة دون غيرهم "ما قصصنا عليك" بقولنا: "حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما" الآية، و "من قبل" متعلق بقصصنا أو بحرمنا "وما ظلمناهم" بذلك التحريم بل جزيناهم ببغيهم "ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" حيث فعلوا أسباب ذلك فحرمنا عليهم تلك الأشياء عقوبة لهم.
118 - " وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل " ، يعني في سورة الأنعام ،وهو قوله تعالى :" وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر " ( الأنعام - 146 ) الآية .
" وما ظلمناهم " بتحريم ذلك عليهم ، " ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " فحرمنا عليهم ببغيهم .
118."وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك"أي وفي سورة الأنعام في قوله:"وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر""من قبل"متعلق بـ"قصصنا"أو بـ"حرمنا"."وما ظلمناهم"بالتحريم."ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"حيث فعلوا ما عوقبوا به عليه ، وفيه تنبيه على الفرق بينهم وبين غيرهم في التحريم وأنه كما يكون المضرة يكون العقوبة.
118. And unto those who are Jews We have forbidden that which We have already related unto thee. And We wronged them not, but they were wont to wrong themselves.
118 - To the Jews we prohibited such things as we have mentioned to thee before: we did them no wrong, but they were used to doing wrong to themselves.