125 - (أتدعون بعلا) اسم صنم لهم من ذهب وبه سمي البلد أيضا مضافا إلى بك أي أتعبدونه (وتذرون) تتركون (أحسن الخالقين) فلا تعبدونه
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن المثنى، قال : ثنا حرمي بن عمارة، قال : ثنا شعبة، قال : أخبرني عمارة، عن عكرمة، في قوله "أتدعون بعلا"؟ قال : إلهاً.
حدثنا عمران بن موسى، قال : ثنا عبد الوارث، قال : ثنا عمارة، عن عكرمة؟ في قوله "أتدعون بعلا" يقول : أتدعون رباً، وهي لغة أهل اليمن ، تقول : من بعل هذا الثور: أي من ربه؟.
حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ومحمد بن عمرو، قالا : ثنا أبو عاصم، قال : ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال : ثنا الحسن، قال ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله "أتدعون بعلا"؟ قال : رباً.
حدثنا بشر، قال : ثنا يزيد، قال : ثنا سعيد، عن قتادة: قوله "أتدعون بعلا"؟ قال : هذه لغة باليمانية: أتدعون رباً دون الله.
حدثنا محمد، قال : ثنا أحمد، قال : ثنا أسباط، عن السدي، قوله "أتدعون بعلا" قال: رباً.
حدثني محمد بن عمرو، قال : ثنا أبو عاصم، قال : ثنا عيسى، عن عبد الله ين أبي بزيد، قال : كنت عند ابن عباس فسألوه عن هذه الآية "أتدعون بعلا"؟ قال : فسكت ابن عباس ، فقال رجل : أنا بعلها، فقال ابن عباس : كفاني هذا الجواب.
وقال آخرون : هو صنم كان لهم يقال له بعل ، وبه سميت بعلبك.
ذكر من قال ذلك :
حدثت عن الحسين، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله "أتدعون بعلا"؟ يعني : صنماً كان لهم يسمى بعلاً.
حدثني يونس، قال : أخبرنا ابن وهب، قال : قال ابن زيد، في قوله "أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين"؟ قال : بعل : صنم كانوا يعبدون ، كانوا ببعلبك ، وهم وراء دمشق ، وكان بها البعل الذي كانوا يعبدون.
وقال آخرون : كان بعل : امرأة كانوا يعبدونها.
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حميد، قال : ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال : سمعت بعض أهل العلم يقول : ما كان بعل إلا امرأة يعبدونها من دون الله.
وللبعل في كلام العرب أوجه : يقولون لرب الشيء هو بعله ، يقال : هذا بعل هذه الدار، يعني ربها، ويقولون لزوج المرأة بعلها، ويقولون لما كان من الغروس والزروع مستغنياً بماء السماء، ولم يكن سقياً بل هو بعل، وهو العذي. وذكرأن الله بعث إلى بني إسرائيل إلياس بعد مهلك حزقيل بن يوزا.
وكان من قصته وقصة قومه فيما بلغنا، ما:
حدثنا ابن حميد، قال : ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن وهب بن منبه، قال : إن الله قبض حزقيل، وعظمت في بني إسرائيل الأحداث ، ونسوا ما كان من عهد الله إليهم ، حتى نصبوا الأوثان وعبدوها دون الله، فبعث الله إليهم إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران نبياً. وإنما كانت الأنبياء من بني إسرائيل بعد موسى يبعثون إليهم بتجديد ما نسوا من التوراة، فكان إلياس مع ملك من ملوك بني إسرائيل ، يقال له : أحاب ، كان اسم امرأته : أربل ، وكان يسمع منه ويصدقه ، وكان إلياس يقيم له أمره ، وكان سائر بني إسرائيل قد اتخذوا صنماً يعبدونه من دون الله يقال له بعل.
قال ابن إسحاق: وقد سمعت بعض أهل العلم يقول : ما كان بعل إلا امرأة يعبدونها من دون الله ، يقول الله لمحمد : "وإن إلياس لمن المرسلين * إذ قال لقومه ألا تتقون * أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين * الله ربكم ورب آبائكم الأولين" فجعل إلياس يدعوهم إلى الله ، وجعلوا لا يسمعون منه شيئاً إلا ما كان من ذلك الملك ، والملوك متفرقة بالشام ، كل ملك له ناحية منها يأكلها، فقال ذلك الملك الذي كان إلياس معه يقوم له أمره ، ويراه على هدى من بين أصحابه يوماً : يا إلياس ، والله ما أرى ما تدعو إليه إلا باطلا، والله ما أرى فلاناً وفلاناً: يعاد ملوكاً من ملوك بني إسرائيل قد عبدوا الأوثان من دون الله، إلا على مثل ما نحن عليه ، يأكلون ويشربون وينعمون مملكين ، ما ينقص دنياهم أمرهم الذي تزعم أنه باطل ، وما نرى لنا عليهم من فضل . فيزعمون - والله أعلم - أن إلياس استرجع وقام شعر رأسه وجلده ، ثم رفضه وخرج عنه ، ففعل ذلك الملك فعل أصحابه : عبد الأوثان ، وصنع ما يصنعون، فقال إلياس : اللهم إن بني إسرائيل قد أبوا إلا أن يكفروا بك والعبادة لغيرك ، فغير ما بهم من نعمتك أو كما قال.
حدثنا ابن حميد، قال : ثنا سلمة، قال : ثنا محمد بن إسحاق، قال : فذكر لي أنه أوحي إليه : إنا قد جعلنا أمر أرزاقهم بيدك وإليك حتى تكون أنت الذي تأذن في ذلك ، فقال إلياس : اللهم فأمسك عليهم المطر، فحبس عنهم ثلاث سنين ، حتى هلكت الماشية والهوام والدواب والشجر، وجهد الناس جهداً شديداً. وكان إلياس فيما يذكرون حين دعا بذلك على بني إسرائيل قد استخفى ، شفقا على نفسه منهم ، وكان حيثما كان وضع له رزق ، وكانوا إذا وجدوا ريح الخبز في دار أو بيت ، قالوا : لقد دخل إلياس هذا المكان ، فطلبوه ، ولقي منهم أهل ذلك المنزل شراً. ثم إنه أوى ليلة إلى امرأة من بني إسرائيل لها ابن يقال له اليسع بن أخطوب به ضر، فآوته وأخفت أمره ، فدعا إلياس لابنها، فعوفي من الضر الذي كان به ، واتبع اليسع إلياس ، فآمن به وصدقه ولزمه ، فكان يذهب معه حيثما ذهب ، وكان إلياس قد أسن وكبر، وكان اليسع غلاماً شاباً، فيزعمون - والله أعلم - أن الله أوحى إلى إلياس أنك قد أهلكت كثيراً من الخلق ممن لم يعص سوى بني إسرائيل من البهائم والدواب والطير والهوام والشجر، بحبس المطر عن بني إسرائيل ، فيزعمون والله أعلم أن إلياس قال : أي رب دعني أنا الذي أدعو لهم وأكون أنا الذي آتيهم بالفرج مما هم فيه من البلاء الذي أصابهم ، لعلهم أن يرجعوا وينزعوا عما هم عليه من عبادة غيرك ، قيل له : نعم ، فجاء إلياس إلى بني إسرائيل فقال لهم : إنكم قد هلكتم جهداً، وهلكت البهائم والدواب والطير والهوام والشجر، بخطاياكم ، وإنكم على باطل وغرور، أو كما قال لهم ، فإن كنتم تحبون أن تعلموا ذلك ، وتعلموا أن الله عليكم ساخط فيما أنتم عليه ، وأن الذي أدعوكم إليه الحق ، فاخرجوا بأصنامكم هذه التي تعبدون وتزعمون أنها خير مما أدعوكم إليه ، فإن استجابت لكم ، فذلك كما تقولون ، وإن هي لم تفعل علمتم أنكم على باطل ، فنزعتم ، ودعوت الله ففرج عنكم ما أنتم فيه من البلاء، قالوا: أنصفت ، فخرجوا بأوثانهم وما يتقربون به إلى الله من إحداثهم الذي لا يرضي ، فدعوها فلم تستجب لهم ، ولم تفرج عنهم ما كانوا فيه من البلاء حتى عرفوا ما هم فيه من الضلالة والباطل ، ثم قالوا لإلياس : يا إلياس إنا قد هلكنا فادع الله لنا، فدعا لهم إلياس بالفرج مما هم فيه ، وأن يسقوا، فخرجت سحابة مثل الترس بإذن الله على ظهر البحر وهم ينظرون ، ثم ترامى إليه السحاب ، ثم أدحست ثم أرسل المطر، فأغاثهم ، فحييت بلادهم ، وفرج عنهم ما كانوا فيه من البلاء، فلم ينزعوا ولم يرجعوا وأقاموا على أخبث ما كانوا عليه ؟ فلما رأى ذلك إلياس من كفرهم ، دعا ربه أن يقبضه إليه ، فيريحه منهم ، فقيل له فيما يزعمون : انظر يوم كذا وكذا، فاخرج فيه إلى بلد كذا وكذا، فماذا جاءوك من شيء فاركبه ولا تهبه فخرج إلياس وخرج معه اليسع بن أخطوب ، حتى إذا كان في البلد الذي ذكر له في المكان الذي أمر به ، أقبل إليه فرس من نار حتى وقف بين يديه ، فوثب عليه فانطلق به ، فناداه اليسع : يا إلياس يا إلياس ما تأمرني ؟ فكان آخر عهدهم به ، فكساه الله الريش ، وألبسه النور، وقطع عنه لذة المطعم والمشرب ، وطار في الملائكة، فكان إنسياً ملكياً أرضياً سماوياً.
" وتذرون أحسن الخالقين " أي أحسن من يقال له خالق . وقيل : المعنى أحسن الصانعين ، لأن الناس يصنعون ولا يخلقون .
قال قتادة ومحمد بن إسحاق يقال إلياس هو إدريس, وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو نعيم حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبيدة بن ربيعة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: إلياس هو إدريس, وكذا قال الضحاك وقال وهب بن منبه هو إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران بعثه الله تعالى في بني إسرائيل بعد حزقيل عليهما السلام وكانوا قد عبدوا صنماً يقال له بعل فدعاهم إلى الله تعالى ونهاهم عن عبادة ما سواه, وكان قد آمن به ملكهم ثم ارتد واستمروا على ضلالتهم ولم يؤمن به منهم أحد فدعا الله عليهم فحبس عنهم القطر ثلاث سنين ثم سألوه أن يكشف ذلك عنهم ووعدوه الإيمان به إن هم أصابهم المطر, فدعا الله تعالى لهم فجاءهم الغيث فاستمروا على أخبث ما كانوا عليه من الكفر فسأل الله أن يقبضه إليه, وكان قد نشأ على يديه اليسع بن أخطوب عليهما الصلاة والسلام فأمر إلياس أن يذهب إلى مكان كذا وكذا فمهما جاءه فليركبه ولا يهبه فجاءته فرس من نار فركب وألبسه الله تعالى النور وكساه الريش وكان يطير مع الملائكة ملكاً إنسياً سماوياً أرضياً هكذا حكاه وهب بن منبه عن أهل الكتاب والله أعلم بصحته "إذ قال لقومه ألا تتقون" أي ألا تخافون الله عز وجل في عبادتكم غيره "أتدعون بعلاً وتذرون أحسن الخالقين" قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وعكرمة وقتادة والسدي بعلاً يعني رباً. قال عكرمة وقتادة وهي لغة أهل اليمن, وفي رواية عن قتادة والسدي بعلاً يعني رباً. قال عكرمة وقتادة وهي لغة أهل اليمن, وفي رواية عن قتادة قال: وهي لغة أزد شنوءة. وقال ابن إسحاق أخبرني بعض أهل العلم أنهم كانوا يعبدون امرأة اسمها بعل: وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه هو اسم صنم كان يعبده أهل مدينة يقال لها بعلبك غربي دمشق, وقال الضحاك هو صنم كانوا يعبدونه. وقوله تعالى: "أتدعون بعلاً ؟" أي أتعبدون صنماً "وتذرون أحسن الخالقين * الله ربكم ورب آبائكم الأولين" أي هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له, قال الله تعالى: "فكذبوه فإنهم لمحضرون" أي للعذاب يوم الحساب "إلا عباد الله المخلصين" أي الموحدين منهم وهذا استثناء منقطع من مثبت. وقوله تعالى: " وتركنا عليه في الآخرين " أي ثناء جميلاً " سلام على إل ياسين " كما يقال في إسماعيل إسماعين وهي لغة بني أسد, وأنشد بعض بني نمير في ضب صاده:
يقول رب السوق لما جينا هذا ورب البيت إسرائينا
ويقال ميكال وميكائين وإبراهيم وإبراهام وإسرائيل وإسرائين وطور سيناء وطور سينين وهو موضع واحد وكل هذا سائغ وقرأ آخرون " سلام على إل ياسين " وهي قراءة ابن مسعود رضي الله عنه, وقرأ آخرون " سلام على إل ياسين " يعني آل محمد صلى الله عليه وسلم, وقوله تعالى: "إنا كذلك نجزي المحسنين * إنه من عبادنا المؤمنين" قد تقدم تفسيره, والله أعلم.
ثم أنكر عليهم بقوله: 125- "أتدعون بعلاً" هو اسم لصنم كانوا يعبدونه: أي أتعبدون صنماً وتطلبون الخير منه.
قال ثعلب: اختلف الناس في قول سبحانه بعلاً فقالت طائفة: البعل هنا الصنم، وقالت طائفة: البعث هنا ملك، وقال ابن إسحاق: امرأة كانوا يعبدونها. قال الواحدي: والمفسرون يقولون رباً، وهو بلغة اليمن، يقولون للسيد والرب البعل. قال النحاس: القولان صحيحان: أي أتدعون صنماً عملتوه رباً "وتذرون أحسن الخالقين" أي وتتركون عبادة أحسن من يقال له خالق.
125. " أتدعون "، أتعبدون، " بعلاً "، وهو اسم صنم لهم كانوا يعبدونه، ولذلك سميت مدينتهم بعلبك، قال مجاهد و عكرمة و قتادة : (( البعل )) الرب بلغة أهل اليمن.
" وتذرون أحسن الخالقين "، فلا تعبدونه.
125-" أتدعون بعلاً " أتعبدونه الخير منه ، وهو اسم صنم كان لأهل بك من الشام وهو البلد الذي يقال له الآن بعلبك وقيل البعل الرب بلغة اليمن ، والمعنى أتدعون بعض البعول . " وتذرون أحسن الخالقين " وتتركون عبادته ، وقد أشار فيه إلى المقتضي للإنكار المعني بالهمزة ثم صرح به بقوله :
125. Will ye cry unto Baal and forsake the best of Creators,
125 - Will ye call upon Baal and forsake the Best of Creators,