13 - (إن الأبرار) المؤمنين الصادقين في إيمانهم (لفي نعيم) جنة
وقوله : " إن الأبرار لفي نعيم " يقول جل ثناؤه : إن الذين بروا بأداء فرائض الله ، واجتناب معاصيه ، لفي نعيم الجنان ينعمون فيها .
قوله تعالى :" إن الأبرار لفي نعيم * وإن الفجار لفي جحيم" تقسيم مثل قوله:
" فريق في الجنة وفريق في السعير" [ الشورى:7] وقال: " يومئذ يتفرقون * فأما الذين آمنوا" [ الروم:14-15] الآيتين:
يخبر تعالى عما يصير الأبرار إليه من النعيم, وهم الذين أطاعوا الله عز وجل ولم يقابلوه بالمعاصي, وقد روى ابن عساكر في ترجمة موسى بن محمد عن هشام بن عمار عن عيسى بن يونس بن أبي إسحاق عن عبيد الله عن محارب عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما سماهم الله الأبرار لأنهم بروا الاباء والأبناء" ثم ذكر ما يصير إليه الفجار من الجحيم والعذاب المقيم ولهذا قال: "يصلونها يوم الدين" أي يوم الحساب والجزاء والقيامة " وما هم عنها بغائبين " أي لا يغيبون عن العذاب ساعة واحدة ولا يخفف عنهم من عذابها ولا يجابون إلى ما يسألون من الموت أو الراحة ولو يوماً واحداً, وقوله تعالى: "وما أدراك ما يوم الدين" تعظيم لشأن يوم القيامة ثم أكده بقوله تعالى: "ثم ما أدراك ما يوم الدين" ثم فسره بقوله: "يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً" أي لا يقدر أحد على نفع أحد ولا خلاصه مما هو فيه إلا أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى, ونذكر ههنا حديث "يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار لا أملك لكم من الله شيئاً" وقد تقدم في آخر تفسير سورة الشعراء ولهذا قال: "والأمر يومئذ لله" كقوله "لمن الملك اليوم ؟ لله الواحد القهار" وكقوله: "الملك يومئذ الحق للرحمن" وكقوله: "مالك يوم الدين" قال قتادة "يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً والأمر يومئذ لله" والأمر والله اليوم لله, ولكنه لا ينازعه فيه يومئذ أحد. آخر تفسير سورة الانفطار, و لله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة.
ثم بين سبحانه حال الفريقين فقال: 13- " إن الأبرار لفي نعيم * وإن الفجار لفي جحيم " والجملة مستأنفة لتقرير هذا المعنى الذي سقيت له، وهي كقوله سبحانه: "فريق في الجنة وفريق في السعير".
قوله عز وجل: "إن الأبرار لفي نعيم"، الأبرار الذين بروا وصدقوا في إيمانهم بأداء فرائض الله عز وجل واجتناب معاصيه.
13-" إن الأبرار لفي نعيم " .
13. Lo! the righteous verily will be in delight
13 - As for the Righteous, they will be in Bliss;