138 - (وبالليل أفلا تعقلون) يا أهل مكة ما حل بهم فتعتبروا به
وقوله "أفلا تعقلون" يقول : أفليس لكم عقول تتدبرون بها وتتفكرون ، فتعلمون أن من سلك من عباد الله في الكفر به، وتكذيب رسله ، مسلك هؤلاء الذين وصف صفتهم من قوم لوط ، نازل بهم من عقوبة الله، مثل الذي نزل بهم على كفرهم بالله ، وتكذيب رسوله ، فيزجركم ذلك عما أنتم عليه من الشرك بالله ، وتكذيب محمد عليه الصلاة والسلام .
كما حدثني يونس، قال : أخبرنا ابن وهب، قال : قال ابن زيد، في قوله "أفلا تعقلون" قال : أفلا تتفكرون ما أصابهم في معاصي الله أن يصيبكم ما أصابهم ، قال: وذلك المرور أن يمر عليهم.
" وبالليل " تمرون عليهم أيضاً . وتم الكلام . ثم قال : " أفلا تعقلون " أي تعتبرون تتدبرون .
يخبر تعالى عن عبده ورسوله لوط عليه السلام أنه بعثه إلى قومه فكذبوه فنجاه الله تعالى من بين أظهرهم هو وأهله إلا امرأته فإنها هلكت مع من هلك من قومها فإن الله تعالى أهلكهم بأنواع من العقوبات وجعل محلتهم من الأرض بحيرة منتنة قبيحة المنظر والطعم والريح وجعلها بسبيل مقيم يمر بها المسافرون ليلاً ونهاراً ولهذا قال تعالى: "وإنكم لتمرون عليهم مصبحين * وبالليل أفلا تعقلون" أي أفلا تعتبرون بهم كيف دمر الله عليهم وتعلمون أن للكافرين أمثالها.
138- "وبالليل" والمعنى تمرون على منازلهم في ذهابكم إلى الشام ورجوعكم منه نهاراً وليلاً "أفلا تعقلون" ما تشاهدونه في ديارهم من آثار عقوبة الله النازلة بهم، فإن في ذلك عبرة للمعتبرين وموعظة للمتدبرين.
138. " وبالليل "، يريد: تمرون بالنهار والليل عليهم إذا ذهبتم إلى أسفاركم ورجعتم، " أفلا تعقلون "، فتعتبرون بهم.
138-" وبالليل " أي ومساء أو نهاراً وليلاً ،ولعلها وقعت قريب منزل يمر بها المرتحل عنه صباحاً والقاصد لها مساء . " أفلا تعقلون " أفليس فيكم عقل تعتبرون به .
138. And at night time; have ye then no sense?
138 - And by night: will ye not understand?