14 - (فكذبوه) في قوله ذلك عن الله المرتب عليه نزول العذاب بهم إن خالفوه (فعقروها) قتلوها ليسلم لهم ماء شربها (فدمدم) أطبق (عليهم ربهم) العذاب (بذنبهم فسواها) أي الدمدمة عليهم أي عمهم بها فلم يفلت منهم أحد
وقوله : " فكذبوه فعقروها " يقول : فكذبوا صالحاً في خبره الذي أخبرهم به ، من أن الله الذي جعل شرب الناقة يوماً ، ولهم شرب يوم معلوم ، وأن الله يحل بهم نقمته ، إأن هم عقروها ، كما وصفهم جل ثناؤه فقال : " كذبت ثمود وعاد بالقارعة " [ الحاقة : 4 ] وقد يحتلم أن يكون التكذيب بالعقر ، وإذا كان ذلك ، جاز تقديم التكذيب قبل العقر ، والعقر قبل التكذيب ، وذلك أن كل فعل وقع عن سب حسن ابتداؤه قبل السبب وبعده ، كقول القائل : أعطيت فأحسنت ، وأحسنت فأعطيت ، لأن الإعطاء هو الإحسان ، ومن الإحسان الإعطاء ، وكذلك لو كان العقر هو سبب التكذيب ، جاز تقديم أي ذلك شاء المتكلم . وقد زعم بعضهم أن قوله " فكذبوه " كلمة كتفية بنفسها ، وأن قوله " فعقروها " جواب لقوله " إذ انبعث أشقاها " كأنه قيل : إذا انبعث أشقاها فعقرها ، فقال : وكيف ؟ قيل : " فكذبوه فعقروها " وقد كان القوم قبل قتل الناقة مسلمين ، لها شرب يوم آخر . قيل : جاء الخبر أنهم بعد تسليمهم ذلك ، أجمعوا على منعها الشرب ، ورضوا بقتلها ، وعن رضا جميعهم قتلها قاتلها وعقرها من عقرها ، ولذلك نسب التكذيب والعقر إلى جميعهم ، فقال جل ثناؤه " فكذبوه فعقروها " .
وقوله : " فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها " يقول تعالى ذكره : فدمر عليهم ربهم بذنبهم ذلك وكفرهم به ، وتكذيبهم رسوله صالحاً ، وعقرهم ناقته " فسواها " يقول : فسوى الدمدمة عليهم جميعهم ، فلم يفلت منهم أحد .
كما حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد عن قتادة ، قوله : " فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها "ذكر لنا أن أحيمر ثمود أبى أن يعقرها ، حتى بايعه صغيرهم وكبيرهم ، وذكرهم وأنثاهم ، فلما اشترك القوم في عقرها دمدم الله عليهم بذنبهم فسواها .
حدثني بشر بن آدم ، قال :ثنا قتيبة ، قال : ثنا أبو هلال ، قال :سمعت الحسن يقول : لما عقروا الناقة طلبوا فصيلها في قارة الجبل ، فقطع الله قلوبهم .
قوله تعالى:" فكذبوه" أي كذبوا صالحاً عليه السلام في قوله لهم: إنكم تعذبون إن عقرتموها. "فعقروها" أي عقرها الأشقى. وأضيف إلى الكل، لأنهم رضوا بفعله. وقال قتادة : ذكر لنا أنه لم يعقرها حتى تابعه صغيرهم وكبيرهم، وذكرهم وانثاهم. وقال الفراء: عقرها اثنان: والعرب تقول: هذان أفضل الناس، وهذان خير الناس وهذه المرأة أشقى القوم، فلهذا لم يقل: أشقياها.
قوله تعالى:"فدمدم عليهم ربهم بذنبهم " أي أهلكهم وأطبق عليهم العذاب بذنبهم الذي هو الكفر والتكذيب والعقر. وروى الضحاك عن ابن عباس قال: دمدم عليهم قال: دمر عليهم ربهم بذنبهم، أي بجرمهم. وقال الفراء: دمدم أي أرجف. وحقيقة الدمدمة تضعيف العذاب وترديده. ويقال: دممت على الشيء: أي أطبقت عليه، ودمم عليه القبر: أطبقه. وناقة مدمومة: ألبسها الشحم. فإذا كررت الإطباق قلت: دمدمت. والدمدمة: إهلاك باستئصال، قاله المؤرج . وفي الصحاح: ودمدمت الشيء: إذا ألزقته بالأرض وطحطحته. ودمدم الله عليهم : أي أهلكهم. القشيري: وقيل دمدمت على الميت التراب: أي سويت عليه. فقوله:(فدمدم عليهم)أي أهلكهم، فجعلهم تحت التراب. " فسواها" أي سوى عليهم الأرض. وعلى الأول (فسواها) أي فسوى الدمدمة والإهلاك عليهم. وذلك أن الصيحة أهلكتهم، فأتت على صغيرهم وكبيرهم. وقال اب الأنباري: دمدم أي غضب. والدمدمة : الكلام الذي يزعج الرجل. وقال بعض اللغويين: الدمدمة : الإدامة : تقول العرب: ناقة مدمدمة أي سمينة. وقيل: (فسواها) أي فسوى الأمة في إنزال العذاب بهم، صغيرهم وكبيرهم، وضيعهم وشريفهم، ذكرهم وأنثاهم، وقرأ ابن الزبير(فدهدم) وهما، لغتان، كما يقال، امتقع لونه وانتقع.
يخبر تعالى عن ثمود أنهم كذبوا رسولهم بسبب ما كانوا عليه من الطغيان والبغي, وقال محمد بن كعب : "بطغواها" أي بأجمعها, والأول أولى, قاله مجاهد وقتادة وغيرهما, فأعقبهم ذلك تكذيباً في قلوبهم بما جاءهم به رسولهم عليه الصلاة والسلام من الهدى واليقين "إذ انبعث أشقاها" أي أشقى القبيلة وهو قدار بن سالف عاقر الناقة, وهو أحيمر ثمود, وهو الذي قال الله تعالى: "فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر" الاية. وكان هذا الرجل عزيزاً فيهم شريفاً في قومه نسيباً رئيساً مطاعاً, كما قال الإمام أحمد : حدثنا ابن نمير , حدثنا هشام عن أبيه عن عبد الله بن زمعة قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الناقة وذكر الذي عقرها فقال: "إذ انبعث أشقاها انبعث لها رجل عارم عزيز منيع في رهطه مثل أبي زمعة" ورواه البخاري في التفسير و مسلم في صفة النار و الترمذي والنسائي في التفسير من سننيهما, وكذا ابن جرير وابن أبي حاتم عن هشام بن عروة به. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة , حدثنا إبراهيم بن موسى , حدثنا عيسى بن يونس , حدثنا محمد بن إسحاق , حدثني يزيد بن محمد بن خثيم عن محمد بن كعب القرظي عن محمد بن خثيم أبي يزيد , عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : "ألا أحدثك بأشقى الناس ؟ قال: بلى. قال: رجلان أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك يا علي على هذا ـ يعني قرنه ـ حتى تبتل منه هذه" يعني لحيته.
وقوله تعالى: "فقال لهم رسول الله" يعني صالحاً عليه السلام "ناقة الله" أي احذروا ناقة الله أن تمسوها بسوء "وسقياها" أي لا تعتدوا عليها في سقياها فإن لها شرب يوم ولكم شرب يوم معلوم, قال الله تعالى: "فكذبوه فعقروها" أي كذبوه فيما جاءهم به فأعقبهم ذلك أن عقروا الناقة التي أخرجها الله من الصخرة آية لهم وحجة عليهم "فدمدم عليهم ربهم بذنبهم" أي غضب عليهم فدمر عليهم "فسواها" أي فجعل العقوبة نازلة عليهم على السواء قال قتادة : بلغنا أن أحيمر ثمود لم يعقر الناقة حتى بايعه صغيرهم وكبيرهم وأنثاهم, فلما اشترك القوم في عقرها دمدم الله عليهم بذنبهم فسواها. وقوله تعالى: "ولا يخاف" وقرىء فلا يخاف "عقباها" قال ابن عباس : لا يخاف الله من أحد تبعة, وكذا قال مجاهد والحسن وبكر بن عبد الله المزني وغيرهم, وقال الضحاك والسدي : "ولا يخاف عقباها" أي لم يخف الذي عقرها عاقبة ما صنع, والقول الأول أولى لدلالة السياق عليه والله أعلم. آخر تفسير سورة والشمس وضحاها, ولله الحمد والمنة.
14- "فعقروها" أي عقرها تابعه صغيرهم وكبيرهم وذكرهم وأنثاهم. قال الفراء: عقرها اثنان، والعرب تقول: هذان أفضل الناس، وهذان خير الناس، فلهذا لم يقل أشقياها "فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها" أي أهلكهم وأطبق عليهم العذاب، وحقيقة الدمدمة: تضعيف العذاب وترديده، يقال دمدمت على الشيء: أي أطبقت عليه، ودمدم عليه القبر: أي أطبقه، وناقة مدمومة: إذا لبسها الشحم، والدمدمة: إهلاك باستئصال، كذا قال المؤرج. قال في الصحاح: دمدمت الشيء: إذا ألزقته بالأرض وطحطحته، ودمدم الله عليه: أي أهلكهم. وقال ابن الأعرابي: دمدم إذا عذب عذاباً تاماً. والضمير في فسواها يعود إلى الدمدمة: أي فسوى الدمدمة عليهم وعمهم بها فاستوت على صغيرهم وكبيرهم، وقيل يعود إلى الأرض: أي فسوى الأرض عليهم فجعلهم تحت التراب، وقيل تعود إلى الأمة: أي ثمود. قال الفراء: سوى الأمة أنزل العذاب بصغيرها وكبيرها بمعنى سوى بينهم. قرأ الجمهور "فدمدم" بميم بين الدالين، وقرأ ابن الزبير فدمدم بهاء بين الدالين. قال القرطبي: وهما لغتان كما يقال: امتقع لونه، واهتقع لونه.
14- "فكذبوه". يعني صالحاً، "فعقروها"، يعني الناقة.
"فدمدم عليهم ربهم"، قال عطاء ومقاتل: فدمر عليهم ربهم فأهلكهم. قال المؤرج: الدمدمة إهلاك باستئصال. "بذنبهم"، بتكذيبهم الرسول وعقرهم الناقة، "فسواها"، فسوى الدمدمة عليهم جميعاً، وعمهم بها فلم يفلت منهم أحد. وقال الفراء: سوى الأمة وأنزل العذاب بصغيرها وكبيرها، يعني سوى بينهم.
14-" فكذبوه " فيما حذرهم منه من حلول العذاب إن فعلوا . " فعقروها فدمدم عليهم ربهم " فأطبق عليهم العذاب وهو من تكرير قولهم ناقة مدمومة إذا ألبسها الشحم . " بذنبهم " بسببه . " فسواها " فسوى الدمدمة بينهم أو عليهم فلم يفلت منهم صغير ولا كبير ، أو ثمود بالإهلاك .
14. But they denied him, and they hamstrung her, so Allah doomed them for their sin and razed (their dwellings).
14 - Then they rejected him (as a false prophet), and they hamstrung her. So their Lord, on account of their crime, obliterated their traces and made them equal (in destruction, high and low)!