16 - (وقالوا) لما نزل فأما من اوتي كتابه بيمينه الخ (ربنا عجل لنا قطنا) كتاب أعمالنا (قبل يوم الحساب) قالوا ذلك استهزاء
وقوله "وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب" يقول تعالى ذكره : وقال هؤلاء المشركون بالله من قريش : يا ربنا عجل لنا كتبنا قبل يوم القيامة. والقط في كلام العرب : الصحيفة المكتوبة؟ ومنه قول الأعشى:
ولا الملك النعمان يوم لقيته بنعمته يعطي القطوط ويأفق
يعني بالقطوط : جمع القط ، وهي الكتب بالجوائز.
واختلف أهل التأويل في المعنى الذي أراد هؤلاء المشركون بمسألتهم ربهم تعجيل الهط لهم ، فقال بعضهم : إنما سألوا ربهم تعجيل حظهم من العذاب الذي أعد لهم في الآخرة في الدنيا، كما قال بعضهم "إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم" [الأنفال : 32].
ذكر من قال ذلك:
حدثني علي ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثني معاوية، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله "ربنا عجل لنا قطنا" يقول : العذاب.
حدثني محمد بن سعيد، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله "وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب" قال : سألوا الله أن يعجل لهم العذاب قبل يوم القيامة.
حدثنا ابن حميد، قال : ثنا حكام ، عن عنبسة، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن القاسم ابن أبي بزة، عن مجاهد، في قوله "عجل لنا قطنا" قال : عذابنا.
حدثني محمد بن عمرو، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد، قوله "عجل لنا قطنا" قال : عذابنا.
حدثنا بشر، قال : ثنا يزيد، قال : ثنا سعيد، عن قتادة، قوله "وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب": أي يصيبنا حظنا من العذاب قبل يوم القيامة، قال : قد قال ذلك أبو جهل : اللهم إن كان ما يقول محمد حقاً "فأمطر علينا حجارة من السماء" [الأنفال: 32] الآية.
وقال آخرون : بل إنما سألوا ربهم تعجيل أنصبائهم ومنازلهم من الجنة حتى يروها فيعلموا حقيقة ما يعدهم محمد صلى الله عليه وسلم فيؤمنوا حينئذ به ويصدقوه.
ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي ، قوله "عجل لنا قطنا" قالوا : أرنا منازلنا في الجنة حتى نتابعك.
وقال آخرون : مسألتهم نصيبهم من الجنة، ولكنهم سألوا تعجيله لهم في الدنيا.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن بشار، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن ثابت الحداد، قال : سمعت سعيد بن جبير يقول في قوله "عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب" قال : نصيبنا من الجنة.
وقال آخرون : بل سألوا ربهم تعجيل الرزق.
ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمر بن علي ، قال : ثنا أشعث السجستاني ، قال : ثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد في قوله "عجل لنا قطنا" قال : رزقنا.
وقال آخرون : سألوا أن يعجل لهم كتبهم التي قال الله "فأما من أوتي كتابه بيمينه" [الحاقة: 9 ]. "وأما من أوتي كتابه بشماله" [الحاقة : 25]في الدنيا، لينظروا بأيمانهم يعطونها أم بشمائلهم ، ولينظروا من أهل الجنة هم ، أم من أهل النار قبل يوم القيامة، استهزاء منهم بالقرآن وبوعد الله.
وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب أن يقال : إن القوم سألوا ربهم تعجيل صكاكهم بحظوظهم من الخير أو الشر الذي وعد الله عباده أن يؤتيهموها في الآخرة قبل يوم القيامة في الدنيا استهزاء بوعيد الله.
وإنما قلنا إن ذلك كذلك ، لأن القط هو ما وصفت من الكتب بالجوائز والحظوظ ، وقد أخبر الله عن هؤلاء المشركين أنهم سألوه تعجيل ذلك لهم ، ثم أتبع ذلك قوله لنبيه "اصبر على ما يقولون" فكان معلوماً بذلك أن مسألتهم ما سألوه النبي لو لم تكن على وجه الاستهزاء منهم لم يكن بالذي يتبع الأمر بالصبر عليه ، ولكن لنا كان ذلك استهزاء، وكان فيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم أذى، أمره الله بالصبر عليه منهم حتى يأتيه قضاؤه فيهم ، ولما لم يكن في قوله "عجل لنا قطنا" بيان أي القطوط إرادتهم ، لم يكن لما توجيه ذلك إلى أنه معني به القطوط ببعض معاني الخير أو الشر، فلذلك قلنا إن مسألتهم كانت بما ذكرت من حظوظهم من الخير والشر.
قوله تعالى : " وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب " قال مجاهد : عذابنا . وكذا قال قتادة : نصيبنا من العذاب . الحسن : نصيبنا من الجنة لنتنعم به في الدنيا . وقاله سعيد بن جبير . ومعروف في اللغة أن يقال للنصيب قط وللكتاب المكتوب بالجائزة قط . قال الفراء : القط في كلام العرب الحظ والنصيب . ومنه قيل للصك قط . وقال أبو عبيدة و الكسائي : القط الكتاب بالجوائز والجمع القطوط ، قال الأعشى :
ولا الملك النعمان يوم لقيته بغبطته يعطي القطوط ويأفق
يعني كتب الجوائز . ويروى : بأمته بدل بغبطته ، أي بنعمته وحاله الجليلة ، ويأفق يصلح . ويقال : في جمع قط أيضاً قططة وفي القليل أقط وأقطاط . ذكره النحاس . وقال السدي : سألوا أن يمثل لهم منازلهم من الجنة ليلعموا حقيقة ما يوعدون به . وقال إسماعيل بن أبي خالد : المعنى عجل لنا أرزاقنا . وقيل : معناه عجل لنا ما يكفينا ، من قولهم : قطني ، أي يكفيني . وقيل : إنهم قالوا ذلك استعجالاً لكتبهم التي يعطونها بإيمانهم وشمائلهم حين تلي عليهم بذلك القرآن . وهو قوله تعالى : " فأما من أوتي كتابه بيمينه " [ الانشقاق : 7 ] . " وأما من أوتي كتابه وراء ظهره " [ الانشقاق : 10 ] . وأصل القط القط وهو القطع ، ومنه قط القلم ، فالقط اسم للقطعة من الشيء كالقسم والقسم فأطلق على النصيب والكتاب والرزق لقطعه عن غيره ، إلا أنه في الكتاب أكثر استعمالاً وأقوى حقيقة . قال أمية بن أبي الصلت :
قوم لهم ساحة العراق وما يجبى إليه والقط والقلم
" قبل يوم الحساب " أي قبل يوم القيامة في الدنيا إن كان الأمر كما يقول محمد . وكل هذا استهزاء منهم .
يقول تعالى مخبراً عن هؤلاء القرون الماضية وما حل بهم من العذاب والنكال والنقمات في مخالفة الرسل وتكذيب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. وقد تقدمت قصصهم مبسوطة في أماكن متعددة وقوله تعالى: "أولئك الأحزاب" أي كانوا أكثر منكم وأشد قوة وأكثر أموالاً وأولاداً فما دفع ذلك عنهم من عذاب الله من شيء لما جاء أمر ربك ولهذا قال عز وجل: "إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب" فجعل علة إهلاكهم هو تكذيبهم بالرسل فليحذر المخاطبون من ذلك أشد الحذر.
وقوله تعالى: "وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق" قال مالك عن زيد بن أسلم: أي ليس لها مثنوية أي ما ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها أي فقد اقتربت ودنت وأزفت وهذه الصيحة هي نفخة الفزع التي يأمر الله تعالى إسرافيل أن يطولها فلا يبقى أحد من أهل السموات والأرض إلا فزع إلا من استثنى الله عز وجل.
وقوله جل جلاله: "وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب" هذا إنكار من الله تعالى على المشركين في دعائهم على أنفسهم بتعجيل العذاب فإن القط هو الكتاب وقيل هو الحظ والنصيب. قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد والضحاك والحسن وغير واحد سألوا تعجيل العذاب, زاد قتادة كما قالوا "اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم" وقيل سألوا تعجيل نصيبهم من الجنة إن كانت موجودة ليلقوا ذاك في الدنيا وإنما خرج هذا منهم مخرج الاستبعاد والتكذيب. وقال ابن جرير سألوا تعجيل ما يستحقونه من الخير أو الشر في الدنيا وهذا الذي قاله جيد وعليه يدور كلام الضحاك وإسماعيل بن أبي خالد والله أعلم. ولما كان هذا الكلام منهم على وجه الاستهزاء والاستبعاد. قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم آمراً له بالصبر على أذاهم ومبشراً له على صبره بالعاقبة والنصر والظفر.
16- "وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب" لما سمعوا ما توعدهم الله به من العذاب قالوا هذه المقالة استهزاءاً وسخرية، والقط في اللغة النصيب، من القط، وهو القطع، وبهذا قال قتادة وسعيد بن جبير. قال الفراء: القط في كلام العرب الحظ والنصيب، ومنه قيل للصك قط. قال أبو عبيدة والكسائي: القط الكتاب بالجوائز، والجمع القطوط، ومنه قول الأعشى:
ولا الملك النعمان يوم لقيته بغبطته يعطي القطوط ويأفق
ومعنى يأفق يصلح، ومعنى الآية سؤالهم لربهم أن يعجل لهم نصيبهم وحظهم من العذاب، وهو مثل قوله "ويستعجلونك بالعذاب". وقيل السدي: سألوا ربهم أن يمثل لهم منازلهم من الجنة ليعلموا حقيقة ما يوعدون به وقال إسماعيل بن أبي خالد: المعنى عجل لنا أرزاقنا، وبه قال سعيد بن حبير والسدي. وقال أبو العالية والكلبي ومقاتل: لما نزل " فأما من أوتي كتابه بيمينه " "وأما من أوتي كتابه بشماله" قالت قريش: زعمت يا محمد أنا نؤتى كتابنا بشمالنا فعجل لنا قطنا قبل يوم الحساب.
16. " وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب "، قال سعيد بن جبير [عن ابن عباس]: يعني كتابنا، و (( القط )) الصحيفة التي أحصت كل شيء.
قال الكلبي : لما نزلت في الحاقة: " فأما من أوتي كتابه بيمينه " (الحاقة-19)، " وأما من أوتي كتابه بشماله " (الحاقة-25)، قالوا استهزاء: عجل لنا كتابنا في الدنيا قبل يوم الحساب. [وقال سعيد بن جبير ]: يعنون حظنا ونصيبنا من الجنة التي تقول.
وقال الحسن ، و قتادة ، و مجاهد ، و السدي : يعني عقوبتنا ونصيبنا من العذاب.
[قال عطاء : قاله] النضر بن الحارث، وهو قوله:" اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء " (الأنفال-32).
وعن مجاهد قال: " قطنا " حسابنا، يقال لكتاب الحساب قط.
وقال أبو عبيدة و الكسائي : ((القط )): الكتاب بالجوائز.
16-" وقالوا ربنا عجل لنا قطنا " قسطنا من العذاب الذي توعدنا به ، أو الجنة التي تعدها للمؤمنين وهو من قطعه ، وقيل لصحيفة الجائزة قط لأنها قطعة من القرطاس وقد فسر بها أي : عجل لنا صحيفة أعمالنا للنظر فيها ." قبل يوم الحساب " استعجلوا ذلك استهزاء .
16. They say: Our Lord! Hasten on for us our fate before the Day of Reckoning.
16 - They say: Our Lord hasten to us our sentence (even) before the Day of Account