16 - (والذين يحاجون في) دين (الله) نبيه (من بعد ما استجيب له) بالإيمان لظهور معجزاته وهم اليهود (حجتهم داحضة) باطلة (عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد)
أخرج ابن المنذر عن عكرمة قال لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح قال المشركون بمكة لمن بين أظهرهم من المؤمنين قد دخل الناس في دين الله أفواجا فاخرجوا من بين أظهرنا فعلام تقيمون بين أظهرنا فنزلت والذين يحاجون في الله من بعد ما أستجيب له الآية
ك واخرج عبد الرزاق عن قتادة في قوله والذين يحاجون الآية قال هم اليهود والنصارى قالوا كتابنا قبل كتابكم ونبينا قبل نبيكم ونحن خير منكم
يقول تعالى ذكره : والذين يخاصمون في دين الله الذي ابتعث به نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم من بعد ما استجاب له الناس ، فدخلوا فيه من الذين أورثوا الكتاب " حجتهم داحضة " يقول : خصومتهم التي يخاصمون فيه باطلة ذاهبة عند ربهم " وعليهم غضب " يقول : وعليهم من الله غضب ، ولهم في الآخرة عذاب شديد ، وهو عذاب النار .
وذكر أن هذه الآية نزلت في قوم من اليهود خاصموا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في دينهم ، وطمعوا أن يصدوهم عنه ، ويردوهم عن الإسلام إلى الكفر .
ذكر الرواية عمن ذكر ذلك عنه :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : " والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد " قال : هم أهل الكتاب كانوا يجادلون المسلمين ، ويصدونهم عن الهدى من بعد ما استجابوا لله . وقال : هم أهل الضلالة كان استجيب لهم على ضلالتهم ، وهم يتربصون بأن تأتيهم الجاهلية .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد " والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له " قال : طمع رجال بأن تعود الجاهلية .
حدثنا محمد بن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن منصور ، عن مجاهد ، أنه قال في هذه الآية " والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له " قال : بعد ما دخل الناس في الإسلام .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة " والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم " قال : هم اليهود والنصارى ، قالوا : كتابنا قبل كتابكم ، ونبينا قبل نبيكم ، ونحن خير منكم .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : " والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة " .... الآية ، قال : هم اليهود والنصارى حاجوا أصحاب نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : كتابنا قبل كتابكم ، ونبينا قبل نبيكم ، ونحن أولى بالله منكم .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : " والذين يحاجون في الله " ... إلى آخر الآية ، قال : نهاه عن الخصومة .
قوله تعالى : " والذين يحاجون في الله " رجع إلى المشركين ، " من بعد ما استجيب له " ، قال مجاهد : من بعد ما أسلم الناس ، قال : وهؤلاء قد توهموا أن الجاهلية تعود ، وقال قتادة : الذي يحاجون في الله اليهود والنصارى ، ومحاجتهم قولهم نبينا قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم ، وكانوا يرون لأنفسهم الفضيلة بأنهم أهل كتاب وأنهم أولاد الأنبياء وكان المشركون يقولون : " أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا " [ مريم : 73 ] ، فقال الله تعالى : " والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم " أي لا ثبات لها كالشيء الذي يزل عن موضعه ، والهاء في (( له )) يجوز أن يكون لله عز وجل ، أي من بعد ما وحدوا الله وشهدوا له بالوحدانية ، ويجوز أن يكون للنبي صلى الله عليه وسلم ، أي من بعد ما استجيب محمد صلى الله عليه وسلم في دعوته من أهل بدر ونصر الله المؤمنين ، يقال : دحضت حجته دحوضاً بطلت ، وأدحضها الله ، والإدحاض : الإزلاق ، ومكان دحض ودحض أيضاً ( بالتحريك ) أي زلق ، ودحضت رجله تدحض دحضاً زلقت ، ودحضت الشمس عن كبد السماء زالت ، " وعليهم غضب " يريد في الدنيا ، " ولهم عذاب شديد " يريد في الآخرة عذاب دائم .
يقول تعالى متوعداً الذين يصدون عن سبيل الله من آمن به: "والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له" أي يجادلون المؤمنين المستجيبين لله ولرسوله ليصدوهم عما سلكوه من طريق الهدى "حجتهم داحضة عند ربهم" أي باطلة عند الله "وعليهم غضب" أي منه "ولهم عذاب شديد" أي يوم القيامة, قال ابن عباس رضي الله عنه ومجاهد: جادلوا المؤمنين بعد ما استجابوا لله ولرسوله ليصدوهم عن الهدى وطمعوا أن تعود الجاهلية, وقال قتادة: هم اليهود والنصارى قالوا: ديننا خير من دينكم ونبينا قبل نبيكم ونحن خير منكم وأولى بالله منكم, وقد كذبوا في ذلك. ثم قال تعالى: "الله الذي أنزل الكتاب بالحق" يعني الكتب المنزلة من عنده على أنبيائه "والميزان" وهو العدل والإنصاف, قاله مجاهد وقتادة, وهذه كقوله تعالى: "لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط" وقوله: " والسماء رفعها ووضع الميزان * أن لا تطغوا في الميزان * وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان ".
وقوله تبارك وتعالى: "وما يدريك لعل الساعة قريب" فيه ترغيب فيها وترهيب منها وتزهيد في الدنيا, وقوله عز وجل: "يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها" أي: يقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين, وإنما يقولون ذلك تكذيباً واستبعاداً وكفراً وعناداً "والذين آمنوا مشفقون منها" أي خائفون وجلون من وقوعها "ويعلمون أنها الحق" أي كائنة لا محالة, فهم مستعدون لها عاملون من أجلها. وقد روي من طرق تبلغ درجة التواتر في الصحاح والحسان والسنن والمسانيد, وفي بعض ألفاظه أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوت جهوري وهو في بعض أسفاره, فناداه فقال: يا محمد, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم نحواً من صوته: "هاؤم", فقال له: متى الساعة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويحك إنها كائنة فما أعددت لها ؟" فقال: حب الله ورسوله, فقال صلى الله عليه وسلم: "أنت مع من أحببت", فقوله في الحديث "المرء مع من أحب" هذا متواتر لا محالة, والغرض أنه لم يجبه عن وقت الساعة بل أمره بالاستعداد لها. وقوله تعالى: "ألا إن الذين يمارون في الساعة" أي يجادلون في وجودها ويدفعون وقوعها "لفي ضلال بعيد" أي في جهل بين, لأن الذي خلق السموات والأرض قادر على إحياء الموتى بطريق الأولى والأحرى, كما قال تعالى: "وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه".
16- "والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له" أي يخاصمون في دين الله من بعد ما استجاب الناس له ودخلوا فيه. قال مجاهد: من بعد ما أسلم الناس. قال: وهؤلاء قوم توهموا أن الجاهلية تعود. وقال قتادة: هم اليهود والنصارى ومحاجتهم قولهم: نبينا قبل نبيكم، وكتابنا قبل كتابكم، وكانوا يرون لأنفسهم الفضيلة بأنهم أهل كتاب وأنهم أولاد الأنبياء، وكان المشركون يقولون "أي الفريقين خير مقاماً وأحسن ندياً"؟ فنزلت هذه الآية، والموصول مبتدأ، وخبره الجملة بعده وهي "حجتهم داحضة عند ربهم" أي لا ثبات لها كالشيء الذي يزول عن موضعه، يقال: دحضت حجته دحوضاً: بطلت، والإدحاض: الإزلاق، ومكان دحض: أي زلق، ودحضت رجله: زلقت. وقيل الضمير في له راجع إلى الله. وقيل راجع إلى محمد صلى الله عليه وسلم. والأول أولى. "وعليهم غضب" أي غضب عظيم من الله لمجادلتهم بالباطل "ولهم عذاب شديد" في الآخرة.
16. " والذين يحاجون في الله "، يخاصمون في دين الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم. وقال قتادة : هم اليهود قالوا: كتابنا قبل كتابكم، ونبينا قبل نبيكم، فنحن خير منكم، فهذه خصومتهم. " من بعد ما استجيب له "، [أي: استجاب له] الناس فأسلموا ودخلوا في دينه لظهور معجزته، " حجتهم داحضة "، خصومتهم باطلة، " عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد "، في الآخرة.
16-" والذين يحاجون في الله " في دينه . " من بعد ما استجيب له " من بعد ما استجاب له الناس ودخلوا فيه ، أو من بعد ما استجاب الله لرسوله فأظهر دينه بنصره يوم بدر ، أو من بعد استجاب له أهل الكتاب بأن أقروا بنبوته واستفتحوا به . " حجتهم داحضة عند ربهم " زائلة باطلة . " وعليهم غضب " لمعاندتهم . " ولهم عذاب شديد " على كفرهم .
16. And those who argue concerning Allah after He hath been acknowledged, their argument hath no weight with their Lord, and wrath is upon them and theirs will be an awful doom.
16 - But those who dispute concerning God after He has been accepted, futile is their dispute in the sight of their Lord: on them is Wrath, and for them will be a Penalty Terrible.