169 - (رب نجني وأهلي مما يعملون) أي من عذابه
يقول تعالى ذكره : فاستفاث لوط حين توعده قومه بالإخراج من بلدهم إن هو لم يتنه عن نهيهم عن ركوب الفاحشة ، فقال " رب نجني و أهلي " من عقوبتك إياهم على ما يعملون من إتيان الذكران " فنجيناه و أهله " من عقوبتنا التي عاقبنا بها قوم لوط " أجمعين * إلا عجوزا في الغابرين " يعني في الباقين ، لطول مرور السنين عليها ،فصارت هرمة ، فإنها أهلكت من بين أهل لوط ، لأنها كانت تدل قومها على الأضياف . و قد قيل : إنما قيل من الغابرين لأنها لم تهلك مع قومها في قريتهم ، و أنها إنما أصابها الحجر بعدما خرجت عن قريتهم مع لوط و ابنتيه ، فكانت من الغبرين ، ثم أهلكها الله بما أمطر على بقايا قوم لوط من الحجارة ، و قد بينا ذلك فيما مضى بشواهده المغنية عن إعادتها .
قوله تعالى : " رب نجني وأهلي مما يعملون " أي من عذاب عملهم . دعا الله لما أيس من إيمانهم ألا يصيبه من عذابهم .
لما نهاهم نبي الله عن ارتكاب الفواحش, وغشيانهم الذكور, وأرشدهم إلى إتيان نسائهم اللاتي خلقهن الله لهم, ما كان جوابهم له إلا أن قالوا "لئن لم تنته يا لوط" أي عما جئتنا به "لتكونن من المخرجين" أي ننفيك من بين أظهرنا, كما قال تعالى: "فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون" فلما رأى أنهم لا يرتدعون عما هم فيه وأنهم مستمرون على ضلالتهم, تبرأ منهم وقال "إني لعملكم من القالين" أي المبغضين, لا أحبه ولا أرضى به, وإني بريء منكم, ثم دعا الله عليهم فقال "رب نجني وأهلي مما يعملون" قال الله تعالى: "فنجيناه وأهله أجمعين" أي كلهم "إلا عجوزاً في الغابرين" وهي امرأته, وكانت عجوز سوء بقيت فهلكت مع من بقي من قومها, وذلك كما أخبر الله تعالى عنهم في سورة الأعراف وهود, وكذا في الحجر حين أمره الله أن يسري بأهله إلا امرأته, وأنهم لا يلتفتوا إذا سمعوا الصيحة حين تنزل على قومه, فصبروا لأمر الله واستمروا, وأنزل الله على أولئك العذاب الذي عم جميعهم, وأمطر عليهم حجارة من سجيل منضود, ولهذا قال تعالى: " ثم دمرنا الآخرين * وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين * إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ".
فقال: 169- "رب نجني وأهلي مما يعملون" أي من عملهم الخبيث، أو من عقوبته التي ستصيبهم، فأجاب الله سبحانه دعاءه.
ثم دعا فقال:
170- "رب نجني وأهلي مما يعملون"، من العمل الخبيث.
169 -" رب نجني وأهلي مما يعملون " أي من شؤمه وعذابه .
169. My Lord! Save me and my household from what they do.
169 - O my Lord! deliver me and my family from such things as they do!