177 - (إذ قال لهم شعيب) لم يقل أخوهم لأنه لم يكن منهم (ألا تتقون)
القول في تأويل قوله تعالى : " إذ قال لهم شعيب ألا تتقون " .
قوله تعالى : " ألا تتقون " تخافون الله .
هؤلاء ـ يعني أصحاب الأيكة ـ هم أهل مدين على الصحيح وكان نبي الله شعيب من أنفسهم وإنما لم يقل ههنا أخوهم شعيب لأنهم نسبوا إلى عبادة الأيكة, وهي شجرة, وقيل شجر ملتف كالغيضة كانوا يعبدونها, فلهذا لما قال: كذب أصحاب الايكة المرسلين لم يقل: إذ قال لهم أخوهم شعيب, وإنما قال "إذ قال لهم شعيب" فقطع نسب الأخوة بينهم للمعنى الذي نسبوا إليه, وإن كان أخاهم نسباً. ومن الناس من لم يفطن لهذه النكتة, فظن أن أصحاب الايكة غير أهل مدين, فزعم أن شعيباً عليه السلام بعثه الله إلى أمتين, ومنهم من قال: ثلاث أمم. وقد روى إسحاق بن بشر الكاهلي ـ وهو ضعيف ـ حدثني ابن السدي عن أبيه , وزكريا بن عمر عن خصيف عن عكرمة , قالا: ما بعث الله نبياً مرتين إلا شعيباً, مرة إلى مدين فأخذهم الله بالصيحة, ومرة إلى أصحاب الأيكة, فأخذهم الله تعالى بعذاب يوم الظلة, وروى أبو القاسم البغوي عن هدبة عن همام عن قتادة في قوله تعالى: "وأصحاب الرس" قوم شعيب.
وقوله "وأصحاب الأيكة" قوم شعيب, وقاله إسحاق بن بشر . وقال غير جويبر : أصحاب الأيكة ومدين هما واحد, والله أعلم. وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة شعيب من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة , عن أبيه عن معاوية بن هشام عن هشام بن سعد , عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن سيف عن عبد الله بن عمرو قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن قوم مدين وأصحاب الأيكة أمتان, بعث الله إليهما شعيباً النبي عليه السلام" وهذا غريب, وفي رفعه نظر, والأشبه أن يكون موقوفاً, والصحيح أنهم أمة واحدة وصفوا في كل مقام بشيء, ولهذا وعظ هؤلاء وأمرهم بوفاء المكيال والميزان, كما في قصة مدين سواء بسواء, فدل ذلك على أنهما أمة واحدة.
177- "إذ قال لهم شعيب ألا تتقون" لم يقل أخوهم كما قال في الأنبياء قبله، لأنه لم يكن من أصحاب الأيكة في النسب، فلما ذكر مدين قال أخاهم شعيباً لأنه كان منهم، وقد مضى تحقيق نسبه في الأعراف.
177- "إذ قال لهم شعيب"، ولم يقل أخوهم، لأنه لم يكن من أصحاب الأيكة في النسب، فلما ذكر مدين قال أخاهم شعيباً لأنه كان منهم، وكان الله تعالى بعثه إلى قومه أهل مدين وإلى أصحاب الأيكة. "ألا تتقون".
177 -" إذ قال لهم شعيب ألا تتقون " ولم يقل أخوهم شعيب . وقيل الأيكة شجرة ملتف وكان شجرهم الدوم وهو المقل ، وقرأ ابن كثير و نافع و ابن عامر (( ليكة )) بحذف الهمزة وإبقاء حركتها على اللام وقرئت كذلك مفتوحة على أنها ليكة وهي اسم بلدتهم ، وإنما كتبت ها هنا وفي ص بغير ألف اتباعاً للفظ .
177. When Shueyb said unto them: Will ye not ward off (evil)?
177 - Behold, Shu'aib said to them: Will ye not fear (God)?