18 - (كلا) حقا (إن كتاب الأبرار) أي كتاب اعمال المؤمنين الصادقين في إيمانهم (لفي عليين) قيل هو كتاب جامع لأعمال الخير من الملائكة ومؤمني الثقلين وقيل هو مكان في السماء السابعة تحت العرش
يقول تعالى ذكره : " كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين " والأبرار : جمع بر ، وهم الذين بروا الله بأداء فرائضه ، واجتناب محارمه ، وقد كان الحسن يقول : هم الذين لا يؤذون شيئاً حتى الذر .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا هشام ، عن شيخ ، عن الحسن ، قال : سئل عن الأبرار ، قال : الذين لا يؤذون الذر .
حدثنا إسحاق بن زيد الخطابي ، قال : ثنا الفريابي ، عن السري بن يحيى ، عن الحسن قال : الأبرار هم الذين لا يؤذون الذر .
وقوله : " لفي عليين " اختلف أهل التأويل في معنى عليين ، فقال بعضهم : هي السماء السابعة .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني جرير بن حازم ، عن الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن هلال بن يساف ، قال : سأل ابن عباس كعباً وأنا حاضر عن العليين ، فقال كعب : هي السماء السابعة ، وفيها أرواح المؤمنين .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا عبيد الله ، يعني العتكي ، عن قتادة ، في قوله " إن كتاب الأبرار لفي عليين " قال : في السماء العليا .
حدثني علي بن الحسين الأزدي ، قال : ثنا يحيى بن يمان ، عن أسامة بن زيد ، عن أبيه في قوله " إن كتاب الأبرار لفي عليين " قال : في السماء السابعة .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله " عليون " قال : السماء السابعة .
حدثت عن الحسين قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله " لفي عليين " : في السماء عند الله .
وقال آخرون : بل العليون : قائمة العرش اليمنى .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين " ذكر لنا أن كعباً كان يقول : هي قائمة العرش اليمنى .
حدثني عمر بن إسماعيل بن مجالد ، قال : ثنا مطرف بن مازن ، قاضي اليمن ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله " إن كتاب الأبرار لفي عليين " قال : عليون : قائمة العرش اليمنى .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة " في عليين " قال : فوق السماء السابعة ، عند قائمة العرش اليمنى .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يعقوب القمي ، عن حفص ، عن شمر ، عن عطية ، قال : جاء ابن عباس إلى كعب الأحبار ، فسأله ، فقال : حدثني عن قول الله " إن كتاب الأبرار لفي عليين " ... الآية ، فقال كعب : إن الروح المؤمنة إذا قبضت ، صعد بها ، ففتحت لها أبواب السماء ، وتلقتها الملائكة بالبشرى ، ثم عرجوا معها حتى ينتهوا إلى العرش ، فيخرج لها من عند العرش رق ، فيرقم ، ثم يختم بمعرفتها النجاة بحساب يوم القيامة ، وتشهد الملائكة المقربون .
وقال آخرون : بل عني بالعليين : الجنة .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثنا معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله " إن كتاب الأبرار لفي عليين " قال : الجنة .
وقال آخرون : عند سدرة المنتهى .
ذكر من قال ذلك :
حدثني جعفر بن محمد البزوري من أهل الكوفة ، قال : ثنا يعلى بن عبيد ، عن الأجلح ، عن الضحاك قال : إذا قبض روح العبد المؤمن عرج به إلى السماء ، فتنطلق معه المقربون إلى السماء الثانية قال الأجلح : قلت : وما المقربون ؟ قال : أقربهم إلى السماء الثانية ، فتنطلق معه المقربون إلى السماء الثالثة ، ثم الرابعة ، ثم الخامسة ثم السادسة ، ثم السابعة ، حتى تنتهي به إلى سدرة المنتهى قال الأجلح : قلت لـ الضحاك : لم تسمى سدرة المنتهى ؟ قال : لأنه ينتهي إليها كل شيء من أمر الله لا يعدوها فتقول : رب عبدك فلان ! وهو أعلم به منهم ، فيبعث الله إليهم بصك مختوم يؤمنه من العذاب ، فذلك قول الله " كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين * وما أدراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون " .
وقال آخرون : بل عني بالعليين : في السماء عند الله .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قالت : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله " إن كتاب الأبرار لفي عليين " يقول : أعمالهم في كتاب عند الله في السماء .
والصواب من القول في ذلك أن يقال : إن الله تعالى ذكره أخبر أن كتاب الأبرار في عليين ، والعليون : جمع ، معناه : شيء فوق شيء ، وعلو فوق علو ، وارتفاع بعد ارتفاع ، فلذلك جمعت بالياء والنون ، كجمع الرجال ، إذا لم يكن له بناء من واحده واثنيه ، كما حكي عن بعض العرب سماعاً : أطعمنا مرقة مرقين : يعني اللحم المطبوخ كما قال الشاعر :
قد رويت إلا الدهيدهينا قليصات وأبيكرينا
فقال : وأبيكرينا ، فجمعها بالنون إذ لم يقصد عدداً معلوماً من البكارة ، بل أراد عدداً لا يحد آخره ، وكما قال الآخر :
فأصبحت المذاهب قد أذاعت بها الأعصار بعد الوابلينا
يعني : مطراً بعد مطر غير محدود العدد ، وكذلك تفعل العرب في كل جمع لم يكن بناء له من واحدة واثنيه ، فجمعه في جميع الإناث والذكران بالنون على ما قد بينا ، ومن ذلك قولهم للرجال والنساء : عشرون وثلاثون ، فإذا كان ذلك كالذي ذكرنا ، فبين أن قوله " لفي عليين " معناه : في علو وارتفاع ، في سماء فوق سماء ، وعلو فوق علو ، وجائز أن يكون ذلك إلى السماء السابعة ، وإلى سدرة المنتهى ، وإلى قائمة العرش ، ولا خبر يقطع العذر بأنه معنى به بعض ذلك دون بعض .
والصواب أن يقال في ذلك كما قال جل ثناؤه : إن كتاب الأبرار لفي ارتفاع إلى حد قد علم الله جل وعز منتهاه ، ولا علم عندنا بغايته ، غير أن ذلك لا يقصر عن السماء السابعة ، لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك .
قوله تعالى:" كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين" ((كلا)) بمعنى حقاً، والوقف على ((تكذبون)). وقيل: أي ليس الأمر كما يقولون ولا كما ظنوا، بل كتابهم في سجين، وكتاب المؤمنين في عليين. وقال مقاتل: كلا، أي لا يؤمنون بالعذاب الذي يصلونه. ثم استأنف فقال: ((إن كتاب الأبرار)) مرفوع في عليين على قدر مرتبتهم. قال ابن عباس: أي في الجنة. وعنه أيضاً قال: أعمالهم في كتاب الله في السماء. وقال الضحاك ومجاهد وقتادة: يعني السماء السابعة فيها أرواح المؤمنين. وروى ابن الأجلح عن الضحاك قال: هي سدرة المنتهى، ينتهي إليها كل شيء من أمر الله لا يعدوها، فيقولون: رب! عبدك فلان، وهو أعلم به منهم، فيأتيه كتاب من الله عز وجل مختوم بأمانة من العذاب.فذلك قوله تعالى:" كلا إن كتاب الأبرار". وعن كعب الأحبار قال: إن روح المؤمن إذا قبضت صعد بها إلى السماء، وفتحت لها أبواب السماء، وتقلتها الملائكة بالبشرى، ثم يخرجون معها حتى ينتهوا إلى العرش، فيخرج لهم من تحت العرش، رق فيرقم ويختم فيه النجاة من الحساب يوم القيامة ويشهده المقربون. وقال قتادة أيضاً: ((في عليين)) هي فوق السماء السابعة عند قائمة العرش اليمنى." وقال البراء بن عازب قال النبي صلى الله عليه وسلم : عليون في السماء السابعة تحت العرش)) " .وعن ابن عباس أيضاً : هو لوح من زبرجدة خضراء معلق بالعرش، أعمالهم مكتوبة فيه. وقال الفراء : عليون ارتفاع بعد ارتفاع. وقيل: عليون أعلى الأمكنة. وقيل معناه علو في علو مضاعف، كأنه لا غاية له، ولذلك جمع بالواو والنون. وهو معنى الطبري. قال الفراء: هو اسم موضوع على صفة الجمع، ولا واحد له من لفظه، كقولك : عشرون وثلاثون، والعرب إذا جمعت جمعاً ولم يكن له بناء من واحدة ولا تثنية، قالوا في المذكر والمؤنث بالنون. وهي معنى قول الطبري. وقال الزجاج: إعراب هذا الاسم كإعراب الجمع، كما تقول : هذه قنسرون، ورأيت قنسرين. وقال يونس النحوي: واحدها: علي وعلية كما قالوا للغرفة علية، لأنها من العلو، فلما حذف التاء من علية عوضوا منها الجمع بالواو والنون، كما قالوا في أرضين. وقيل : إن عليين صفة للملائكة، فإنهم الملأ الأعلى، كما يقال: فلان في بني فلان، أي هو في جملتهم وعندهم. والذي في الخبر من "حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إن أهل عليين لينظرون إلى الجنة من كذا، فإذا أشرف رجل من أهل عليين أشرفت الجنة لضياء وجهه، فيقولون: ما هذا النور؟ فيقال أشرف رجل من أهل عليين الأبرار أهل الطاعة والصدق)) " وفي خبر آخر:
"((إن أهل الجنة ليرون أهل عليين كما يرى الكوكب الدري في أفق السماء))" يدل على ان عليين اسم الموضع المرتفع. وروى ناس عن ابن عباس في قوله ((عليين)) قال: أخبر أن أعمالهم وأروحهم في السماء الرابعة.
يقول تعالى: حقاً "إن كتاب الأبرار" وهم بخلاف الفجار "لفي عليين" أي مصيرهم إلى عليين وهو بخلاف سجين. قال الأعمش عن شمر بن عطية عن هلال بن يساف قال: سأل ابن عباس كعباً وأنا حاضر عن سجين قال: هي الأرض السابعة وفيها أرواح الكفار, وسأله عن عليين فقال: هي السماء السابعة وفيها أرواح المؤمنين, وهكذا قال غير واحد: إنها السماء السابعة, وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: "كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين" يعني الجنة. وفي رواية العوفي عنه أعمالهم في السماء عند الله وكذا قال الضحاك , وقال قتادة : عليون ساق العرش اليمنى, وقال غيره: عليون عند سدرة المنتهى, والظاهر أن عليين مأخوذ من العلو, وكلما علا الشيء وارتفع عظم واتسع, ولهذا قال تعالى معظماً أمره ومفخماً شأنه "وما أدراك ما عليون" ثم قال تعالى مؤكداً لما كتب لهم " كتاب مرقوم * يشهده المقربون " وهم الملائكة قاله قتادة , وقال العوفي عن ابن عباس : يشهده من كل سماء مقربوها.
ثم قال تعالى: "إن الأبرار لفي نعيم" أي يوم القيامة هم في نعيم مقيم وجنات فيها فضل عميم "على الأرائك" وهي السرر تحت الحجال ينظرون قيل: معناه ينظرون في ملكهم وما أعطاهم الله من الخير والفضل الذي لا ينقضي ولا يبيد وقيل: معناه "على الأرائك ينظرون" إلى الله عز وجل, وهذا مقابل لما وصف به أولئك الفجار "كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون" فذكر عن هؤلاء أنهم يباحون النظر إلى الله عز وجل وهم على سررهم وفرشهم, كما تقدم في حديث ابن عمر "إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر في ملكه مسيرة ألفي سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه, وإن أعلاهم لمن ينظر إلى الله في اليوم مرتين" وقوله: "تعرف في وجوههم نضرة النعيم" أي تعرف إذا نظرت إليهم في وجوههم نضرة النعيم أي صفة الترافة والحشمة والسرور والدعة والرياسة مما هم فيه من النعيم العظيم.
وقوله تعالى: "يسقون من رحيق مختوم" أي يسقون من خمر من الجنة, والرحيق من أسماء الخمر, قاله ابن مسعود وابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة وابن زيد , قال الإمام أحمد : حدثنا حسن , حدثنا زهير عن سعد أبي المجاهد الطائي عن عطية بن سعد العوفي عن أبي سعيد الخدري أراه قد رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيما مؤمن سقى مؤمناً شربة ماء على ظمأ سقاه الله تعالى يوم القيامة من الرحيق المختوم, وأيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة, وأيما مؤمن كسا مؤمناً ثوباً على عري كساه الله من خضر الجنة" وقال ابن مسعود في قوله: "ختامه مسك" أي خلطه مسك, وقال العوفي عن ابن عباس : طيب الله لهم الخمر فكان آخر شيء جعل فيها مسك ختم بمسك, وكذا قال قتادة والضحاك , وقال إبراهيم والحسن ختامه مسك أي عاقبته مسك.
وقال ابن جرير حدثنا ابن حميد , حدثنا يحيى بن وضاح , حدثنا أبو حمزة عن جابر عن عبد الرحمن بن سابط , عن أبي الدرداء "ختامه مسك" قال: شراب أبيض مثل الفضة يختمون به شرابهم, ولو أن رجلاً من أهل الدنيا أدخل أصبعه فيه ثم أخرجها لم يبق ذو روح إلا وجد طيبها, وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد "ختامه مسك" قال: طيبه مسك. وقوله تعالى: "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون" أي وفي مثل هذا الحال فليتفاخر المتفاخرون وليتباهى ويكاثر ويستبق إلى مثله المستبقون, كقوله تعالى: "لمثل هذا فليعمل العاملون", وقوله تعالى: "ومزاجه من تسنيم" أي: ومزاج هذا الرحيق الموصوف من تسنيم أي من شراب يقال له تسنيم, وهو أشرف شراب أهل الجنة وأعلاه, قاله أبو صالح والضحاك , ولهذا قال: "عيناً يشرب بها المقربون" أي يشربها المقربون صرفاً وتمزج لأصحاب اليمين مزجاً, قاله ابن مسعود وابن عباس ومسروق وقتادة وغيرهم.
قوله: 18- "كلا" للردع والزجر عما كانوا عليه. والتكرير للتأكيد. وجملة "إن كتاب الأبرار لفي عليين" مستأنفة لبيان ما تضمنته، ويجوز أن يكون كلا بمعنى حقاً، والأبرار هم المطيعون، وكتابهم صحائف حسناتهم. قال الفراء: عليين ارتفاع بعد ارتفاع لا غاية له، ووجه هذا أنه منقول من جمع علي من العلو. قال الزجاج: هو إعلاء الأمكنة. قال الفراء والزجاج: فأعرب كإعراب الجمع لأنه على لفظ الجمع ولا واحد له من لفظ نحو ثلاثين وعشرين وقنسرين، قيل هو علم لديوان الخير الذي دون فيه ما عمله الصالحون. وحكى الواحدي: عن المفسرين أنه السماء السابعة. قال الضحاك ومجاهد وقتادة: يعني السماء السابعة فيها أرواح المؤمنين. وقال الضحاك: هو سدرة المنتهى ينتهي إليه كل شيء من أمر الله لا يعدوها، وقيل هو الجنة. وقال قتادة أيضاً: هو فوق السماء السابعة عند قائمة العرش اليمنى، وقيل إن عليين صفة للملائكة فإنهم في الملأ الأعلى كما يقال فلان في بني فلان: أي في جملتهم.
18- "كلا"، قال مقاتل: لا يؤمن بالعذاب الذي يصلاه. ثم بين محل كتاب الأبرار فقال: "إن كتاب الأبرار لفي عليين"، روينا عن البراء مرفوعاً: "إن عليين في السماء السابعة تحت العرش".
وقال ابن عباس: هو لوح من زبرجدة خضراء معلق تحت العرش أعمالهم مكتوبة فيه.
وقال كعب، وقتادة: هو قائمة العرش اليمنى.
وقال عطاء عن ابن عباس: هو الجنة. وقال الضحاك: سدرة المنتهى.
وقال بعض أهل المعاني: علو بعد علو وشرف بعد شرف، ولذلك جمعت بالياء والنون.
وقال الفراء: هو اسم موضوع على صيغة الجمع، لا واحد له من لفظه، مثل عشرين وثلاثين.
18-" كلا " تكرير ليعقب بوعد الأبرار كما عقب بوعيد الفجار إشعاراً بأن التطفيف فجور والإيفاء بر ، أو ردع عن التكذيب . " إن كتاب الأبرار لفي عليين " .
18. Nay, but the record of the righteous is in Iliyin
18 - Nay, verily the Record of the Righteous is (preserved) in Illiyin.