182 - (وزنوا بالقسطاس المستقيم) الميزان السوي
يعني بقوله " وزنوا بالقسطاس " وزنوا بالميزان " المستقيم " الذي لا بخص فيه على من وزنتم له " ولا تبخسوا الناس أشياءهم " يقول : ولا تنقصوا الناس حقوقهم في الكيل والوزن " ولا تعثوا في الأرض مفسدين " يقول : ولا تكثروا في الأرض الفساد . وقد بينا ذلك كله بشواهده ، واختلاف أهل التأويل فيه فيما مضى ، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع .
قوله تعالى : " وزنوا بالقسطاس المستقيم " أي أعطوا الحق . وقد مضى في ( سبحان ) وغيرها .
يأمرهم الله تعالى بإيفاء المكيال والميزان, وينهاهم عن التطفيف فيهما, فقال "أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين" أي إذا دفعتم للناس فكملوا الكيل لهم, ولا تبخسوا الكيل فتعطوه ناقصاً, وتأخذوه إذا كان لكم تاماً وافياً, ولكن خذوا كما تعطون, وأعطوا كما تأخذون "وزنوا بالقسطاس المستقيم" والقسطاس هو الميزان, وقيل هو القبان. قال بعضهم: هو معرب من الرومية. قال مجاهد : القسطاس المستقيم هو العدل بالرومية. وقال قتادة القسطاس العدل. وقوله "ولا تبخسوا الناس أشياءهم" أي لا تنقصوهم أموالهم "ولا تعثوا في الأرض مفسدين" يعني قطع الطريق, كما قال في الاية الأخرى "ولا تقعدوا بكل صراط توعدون".
وقوله "واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين" يخوفهم بأس الله الذي خلقهم وخلق آباءهم الأوائل, كما قال موسى عليه السلام "ربكم ورب آبائكم الأولين" قال ابن عباس ومجاهد والسدي وسفيان بن عيينة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم "والجبلة الأولين" يقول: خلق الأولين وقرأ ابن زيد "ولقد أضل منكم جبلاً كثيراً".
فقال: "وزنوا بالقسطاس المستقيم" أي أعطوا الحق بالميزان السوي، وقد مر بيان تفسير هذا في سورة سبحان، وقد قرئ بالقسطاس مضموناً ومكسوراً.
182- "وزنوا بالقسطاس المستقيم".
182 -" وزنوا بالقسطاس المستقيم " بالميزان السوي ، وهو وإن كان عربياً فإن كان من القسط ففعلاس بتكرير العين وإلا ففعلال . وقرأ حمزة و الكسائي و حفص بكسر القاف .
182. And weigh with the true balance.
182 - And weigh with scales true and upright.