19 - ونزل في حمزة وأبي جهل (أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق) فآمن (كمن هو أعمى) لا يعلمه ولا يؤمن به لا (إنما يتذكر) يتعظ (أولوا الألباب) أصحاب العقول
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : أهذا الذي يعلم أن الذي أنزله الله عليك ، يا محمد ، حق فيؤمن به ويصدق ويعمل بما فيه ، كالذي هو أعمى ، فلا يعرف موقع حجة الله عليه به ، ولا يعلم ما ألزمه الله من فرائضه ؟
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا إسحاق قال ، حدثنا هشام ، عن عمرو ، عن سعيد ، عن قتادة في قوله : "أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق" ، قال : هؤلاء قوم انتفعوا بما سمعوا من كتاب الله وعقلوه ووعوه ، قال الله : "كمن هو أعمى" ، قال : عن الخير فلا يبصره .
وقوله : "إنما يتذكر أولو الألباب" ، يقول : إنما يتعظ بآيات الله ويعتبر بها ذوو العقول ، وهي "الألباب" ، واحدها لب .
قوله تعالى: " أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى " هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر، وروي أنها نزلت في حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وأبي جهل لعنه الله. والمراد بالعمى عمى القلب، والجاهل بالدين أعمى القلب. " إنما يتذكر أولو الألباب ".
يقول تعالى لا يستوي من يعلم من الناس أن الذي "أنزل إليك" يا محمد "من ربك" هو الحق الذي لا شك فيه, ولا مرية, ولا لبس فيه, ولا اختلاف فيه, بل هو كله حق يصدق بعضه بعضاً, لا يضاد شيء منه شيئاً آخر, فأخباره كلها حق, وأوامره ونواهيه عدل, كما قال تعالى: "وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً" أي صدقاً في الإخبار, وعدلاً في الطلب, فلا يستوي من تحقق صدق ما جئت به يا محمد, ومن هو أعمى لا يهتدي إلى خير ولا يفهمه, ولو فهمه ما انقاد له ولا صدقه ولا اتبعه كقوله تعالى: " لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون " وقال في هذه الاية الكريمة: "أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى" أي أفهذا كهذا ؟ لا استواء. وقوله: "إنما يتذكر أولو الألباب" أي إنما يتعظ ويعتبر ويعقل أولو العقول السليمة الصحيحة, جعلنا الله منهم.
الهمزة في قوله: 19- "أفمن يعلم" للإنكار على من يتوهم المماثلة بين من يعلم، إنما أنزله الله سبحانه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم من الحق الذي لا شك فيه ولا شبهة، وهو القرآن، وبين من هو أعمى لا يعلم ذلك، فإن الحال بينهما متباعد جداً كالتباعد الذي بين الماء والزبد، وبين الخبث والخالص من تلك الأجسام، ثم بين سبحانه أنه إنما يقف على تفاوت المنزلتين، وتباين الرتبتين أهل العقول الصحيحة، فقال: "إنما يتذكر أولو الألباب".
19- قوله تعالى: " أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق "، فيؤمن به ويعمل بما فيه، "كمن هو أعمى"، عنه لا يعلمه ولا يعمل به.
قيل: نزلت في حمزة وأبي جهل.
وقيل: في عمار وأبي جهل.
فالأول حمزة أو عمار والثاني أبو جهل، وهو الأعمى.
أي: لا يستوي من يبصر الحق ويتبعه ومن لا يبصره ولا يتبعه
"إنما يتذكر" يتعظ، " أولو الألباب "، ذوو العقول.
19."أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق"فيستجيب ."كمن هو أعمى "عمى القلب لا يستبصر فيستجيب ، والهمزة لإنكار أن تقع شبهة في تشابهها بعدما ضرب من المثل ."إنما يتذكر أولو الألباب"ذوو العقول المبرأة عن مشايعة الألف ومعارضة الوهم.
19. Is he who knoweth that what is revealed unto thee from thy Lord is the truth like him who is blind? But only men of understanding heed;
19 - Is then one who doth know that which hath been revealed unto thee from thy Lord is the truth, like one who is blind? it is those who are endued with understanding that receive admonition