19 - (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة) باللسان (في الذين آمنوا) بنسبتها إليهم وهم العصبة (لهم عذاب أليم في الدنيا) بحد القذف (والآخرة) بالنار لحق الله (والله يعلم) انتفاءها عنهم (وأنتم) أيها العصبة بما قلتم من الإفك (لا تعلمون) وجودها فيهم
يقول تعالى ذكره : إن الذين يحبون أن يذيع الزنا في الذين صدقوا بالله ورسوله ، ويظهر ذلك فيهم ، لهم عذاب أليم : يقول : لهم عذاب وجيع في الدنيا ، بالحد الذي جعله الله حدا لرامي المحصنات والمحصنين إذا رموهم بذلك ، وفي الآخرة عذاب جهنم إن مات مصرا على ذلك غير تائب .
كما حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، قوله : " يحبون أن تشيع الفاحشة " قال : تظهر في شأن عائشة .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم " قال : الخبيث عبد الله بن أبي ابن سلول ، المنافق الذي أشاع على عائشة ما أشاع عليها من الفرية ، لهم عذاب أليم .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : " أن تشيع الفاحشة " قال : تظهر ، يتحدث عن شأن عائشة .
وقوله : " والله يعلم وأنتم لا تعلمون " يقول تعالى ذكره : والله يعلم كذب الذين جاءوا بالإفك من صدقهم ، وأنتم أيها الناس لا تعلمون ذلك ، لأنكم لا تعلمون الغيب وإنما يعلم ذلك علام الغيوب .
يقول : فلا ترووا ما لا علم لكم به من الإفك على أهل الإيمان بالله ، ولا سيما على حلائل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتهلكوا .
الثامنة عشرة: قوله تعالى: " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة " أي تفشو، يقال: شاع الشي شيوعاً وشيعاً وشيعاناً وشيعوعة، أي ظهر وتفرق. " في الذين آمنوا " أي في المحصنين والمحصنات. والمراد بهذا اللفظ العام عائشة وصفوان رضي الله عنهما. والفاحشة: الفعل القبيح المفرط القبح. وقيل: الفاحشة في هذه الآية القول السيء. " لهم عذاب أليم في الدنيا " أي الحد. وفي الآخرة عذاب النار، أي للمنافقين، فهو مخصوص. وقد بينا أن الحد للمؤمنين كفارة. وقال الطبري : معناه إن مات مصراً غير تائب.
التاسعة عشرة: قوله تعالى: " والله يعلم " أي يعلم مقدار عظم هذا الذنب والمجازاة عليه، ويعلم كل شيء. " وأنتم لا تعلمون " روي من حديث أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" أيما رجل شد عضد امرىء من الناس في خصومة لا علم له بها فهو في سخط الله حتى ينزع عنها. وأيما رجل قال بشفاعته دون حد من حدود الله أن يقام فقد عاند الله حقاً وأقدم على سخطه وعليه لعنة الله تتابع إلى يوم القيامة. وأيما رجل أشاع على رجل مسلم كلمةً وهو منها بريء يرى أن يشينه بها في الدنيا كان حقاً على الله تعالى أن يرميه بها في النار - ثم تلا مصداقه من كتاب الله تعالى - : " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا " " الآية.
هذا تأديب ثالث لمن سمع شيئاً من الكلام السيء, فقام بذهنه شيء منه وتكلم به فلا يكثر منه ولا يشيعه ويذيعه, فقد قال تعالى: "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم" أي يختارون ظهور الكلام عنهم بالقبيح "لهم عذاب أليم في الدنيا" أي بالحد, وفي الاخرة بالعذاب الأليم "والله يعلم وأنتم لا تعلمون" أي فردوا الأمور إليه ترشدوا. وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن بكير , حدثنا ميمون بن موسى المرئي , حدثنا محمد بن عباد المخزومي عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم, ولا تطلبوا عوراتهم, فإنه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته, حتى يفضحه في بيته".
19- فقال: "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا" أي يحبون أن تفشو الفاحشة وتنتشر، من قولهم شاع الشيء يشيع شيوعاً وشيعاً وشيعاناً: إذا ظهر وانتشر، والمراد بالذين آمنوا المحصنون والعفيفون، أو كل من اتصف بصفة الإيمان، والفاحشة هي فاحشة الزنا والقول السيء "لهم عذاب أليم في الدنيا" بإقامة الحد عليهم "والآخرة" بعذاب النار "والله يعلم" جميع المعلومات "وأنتم لا تعلمون" إلا ما علمكم به وكشفه لكم، ومن جملة ما يعلمه الله عظم ذنب القذف، وعقوبة فاعله.
قوله عز وجل: 19- "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة"، يعني: تظهر، ويذيع الزنا، "في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة"، يعني عبد الله بن أبي وأصحابه المنافقين، والعذاب في الدنيا الحد، وفي الآخرة النار، "والله يعلم"، كذبهم وبراءة عائشة وما خاضوا فيه من سخط الله، "وأنتم لا تعلمون".
19 -" إن الذين يحبون " يريدون . " أن تشيع " أن تنتشر . " الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة " بالحد والسعير إلى غير ذلك . " والله يعلم " ما في الضمائر . " وأنتم لا تعلمون " فعاقبوا في الدنيا على ما دل عليه الظاهر والله سبحانه يعاقب على ما في القلوب من حب الإشاعة .
19. Lo! those who love that slander should be spread concerning those who believe, theirs will be a painful punishment in the world and the Hereafter. Allah knoweth. Ye know not.
19 - Those who love (to see) scandal published broadcast among the Believers, will have a grievous Penalty in this life and in the Hereafter: God knows, and ye know not.