19 - (ومغانم كثيرة يأخذونها) من خيبر (وكان الله عزيزا حكيما) أي لم يزل متصفا بذلك
قوله تعالى " ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما "
قوله تعالى : " ومغانم كثيرة يأخذونها " يعني أموال خيبر ، وكانت خيبر ذات عقار وأموال ، وكانت بين الحديبية ومكة ، ( مغانم ) على هذا بدل من ( فتحاً قريباً ) والواو مقحمة وقيل ( ومغانم ) فارس والروم .
يخبر تعالى عن رضاه عن المؤمنين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة, وقد تقدم ذكر عدتهم وأنهم كانوا ألفاً وأربعمائة, وأن الشجرة كانت سمرة بأرض الحديبية, قال البخاري: حدثنا محمود, حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن طارق أن عبد الرحمن رضي الله عنه قال: انطلقت حاجاً فمررت بقوم يصلون فقلت: ما هذا المسجد ؟ قالوا هذه الشجرة حيث بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان, فأتيت سعيد بن المسيب فأخبرته فقال سعيد: حدثني أبي أنه كان فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة, قال: فلما خرجنا من العام المقبل نسيناها فلم نقدر عليها, فقال سعيد: إن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لم يعلموها وعلمتموها أنتم, فأنتم أعلم.
وقوله تعالى: "فعلم ما في قلوبهم" أي من الصدق والوفاء والسمع والطاعة "فأنزل السكينة" وهي الطمأنينة "عليهم وأثابهم فتحاً قريباً" وهو ما أجرى الله عز وجل على أيديهم من الصلح بينهم وبين أعدائهم, وما حصل بذلك من الخير العام المستمر المتصل بفتح خيبر وفتح مكة, ثم سائر البلاد والأقاليم عليهم وما حصل لهم من العز والنصر والرفعة في الدنيا والاخرة, ولهذا قال تعالى: "ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزاً حكيماً".
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان, حدثنا عبيد الله بن موسى أخبرنا موسى يعني ابن عبيدة, حدثني إياس بن سلمة عن أبيه قال: بينما نحن قائلون إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس, البيعة البيعة نزل روح القدس, قال: فثرنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو تحت شجرة سمرة فبايعناه, فذلك قول الله تعالى: "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة" قال: فبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان رضي الله عنه بإحدى يديه على الأخرى فقال الناس: هنيئاً لابن عفان يطوف بالبيت ونحن ههنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو مكث كذا وكذا سنة ما طاف حتى أطوف".
19- "ومغانم كثيرة يأخذونها" أي وأثابكم مغانم كثيرة، أو وآتاكم، وهي غنائم خيبر، والالتفات لتشريفهم بالخطاب "وكان الله عزيزاً حكيماً" أي غالباً مصدراً أفعاله وأقواله على أسلوب الحكمة.
19. " ومغانم كثيرةً يأخذونها "، من أموال يهود خيبر، وكانت خيبر ذات عقار وأموال، فاقتسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم " وكان الله عزيزاً حكيماً ".
19-" ومغانم كثيرة يأخذونها " يعني مغانم خبير . " وكان الله عزيزاً حكيماً " غالباً مراعياً مقتضى الحكمة .
19. And much booty that they will capture. Allah is ever Mighty, Wise.
19 - And many gains will they acquire (besides): and God is Exalted in Power, Full of Wisdom.