2 - هو (هدى) هاد من الضلالة (وبشرى للمؤمنين) المصدقين به بالجنة
وفي قوله : " هدى وبشرى "وجهان من العربية : الرفع على الابتداء بمعنى : هو هدى وبشرى . والنصب على القطع من آيات القرآن ، فيكون معناه : تلك آيات القرآن الهدى والبشرى للمؤمنين ، ثم أسقطت الألف واللام من الهدى والبشرى ، فصارا نكرة ، وهما صفة للمعرفة فنصبا .
قوله تعالى : " هدى وبشرى للمؤمنين " ( هدى ) في موضع نصب على الحال من الكتاب ، أي تلك آيات الكتاب هادية ومبشرة . ويجوز فيه الرفع على الابتداء ، أي هو هدى . وإن شئت على حذف حرف الصفة ، أي فيه هدى . ويجوز أن يكون الخبر " للمؤمنين " ثم وصفهم فقال .
قد تقدم الكلام في سورة البقرة على الحروف المقطعة في أوائل السور. وقوله تعالى: "تلك آيات" أي هذه آيات "القرآن وكتاب مبين" أي بين واضح "هدى وبشرى للمؤمنين" أي إنما تحصل الهداية والبشارة من القرآن لمن آمن به واتبعه وصدقه, وعمل بما فيه, وأقام الصلاة المكتوبة, وآتى الزكاة المفروضة, وأيقن بالدار الاخرة, والبعث بعد الموت, والجزاء على الأعمال: خيرها وشرها, والجنة والنار, كما قال تعالى: "قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر" الاية. وقال تعالى: " لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا ". ولهذا قال تعالى ههنا: " إن الذين لا يؤمنون بالآخرة " أي يكذبون بها ويستبعدون وقوعها "زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون" أي حسنا لهم ما هم فيه, ومددنا لهم في غيهم فهم يتيهون في ضلالهم, وكان هذا جزاء على ما كذبوا من الدار الاخرة, كما قال تعالى: "ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة" الاية. "أولئك الذين لهم سوء العذاب" أي في الدنيا والاخرة " وهم في الآخرة هم الأخسرون " أي ليس يخسر أنفسهم وأموالهم سواهم من أهل المحشر. وقوله تعالى: "وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم" أي "وإنك" يا محمد قال قتادة : "لتلقى" أي لتأخذ "القرآن من لدن حكيم عليم" أي من عند حكيم عليم, أي حكيم في أمره ونهيه, عليم بالأمور: جليلها وحقيرها, فخبره هو الصدق المحض, وحكمه هو العدل التام, كما قال تعالى: "وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً".
2- "هدىً وبشرى للمؤمنين" في موضع نصب على الحال من الآيات أو من الكتاب: أي تلك آيات هادية ومبشرة، ويجوز أن يكون في محل رفع على الابتداء: أي هو هدىً: أو هما خبران آخران لتلك، أو هما مصدران منصوبان بفعل مقدر: أي يهدي هدىً ويبشر بشرى. ثم وصف المؤمنين الذين لهم الهدى والبشرى.
2- "هدىً وبشرى للمؤمنين"، يعني: هو هدى من الضلالة، وبشرى للمؤمنين المصدقين به بالجنة.
2 -" هدىً وبشرى للمؤمنين " حالان من الـ " آيات " والعامل فيهما معنى الإشارة ، أو بدلان منها أو خبران آخران أو خبران لمحذوف .
2. A guidance and good tidings for believers
2 - A Guide; and Glad Tidings for the Believers,