20 - (متكئين) حال من الضمير المستكن في قوله تعالى في جنات (على سرر مصفوفة) بعضها اإلى جنب بعض (وزوجناهم) عطف على جنات أي قرناهم (بحور عين) عظام الأعين حسانهن
وقوله " متكئين على سرر مصفوفة " قد جعلت صفوفاً وترك قوله : على نمارق اكتفاء بدلالة ما ذكر من الكلام عليه .
وقوله : " وزوجناهم بحور عين " يقول تعالى ذكره : وزوجنا الذكور من هؤلاء المتقين أزواجاً بحور عين من النساء يقول الرجل : زوج هذا الخلف الفرد أو النعل الفرد بهذا الفرد بمعنى : اجعلهما زوجاً وقد بينا معنى الزواج فيما مضى بما أغنى عن إعادته هاهنا والحور : جمع حوراء وهي الشديدة بياض مقلة العين في شدة سواد الحدقة .
وقد ذكرت اختلاف أهل التأويل في ذلك وبينت الصواب فيه عندنا بشواهده المغنية عن إعادتها في هذا الموضع والعين : جمع عيناء وهي العظيمة العين في حسن وسعة .
قوله تعالى " متكئين على سرر" سرر جمع سرير وفي الكلام حذف تقديره : متكئين على نمارق سرر" مصفوفة " قال ابن الأعرابي أي موصولة بعضها إلى بعض حتى تصير صفا . وفي الأخبار أنها تصف في السماء بطول كذا وكذا فإذا أراد العبد أن يجلس عليها تواضعت له فإذا جلس عليها عادت إلى حالها قال ابن عباس هي سرر من ذهب مكللة بالزبرجد والدر والياقوت والسرير ما بين مكة وأيلة "وزوجناهم بحور عين" أي قرناهم بهن . قال يونس بن حبيب تقول العرب زوجته امرأة وتزوجت امرأة وليس من كلام العرب تزوجت بامرأة قال وقول الله عز وجل "وزوجناهم بحور عين " أي قرناهم بهن من قول الله تعالى " احشروا الذين ظلموا وأزواجهم " أي وقرناءهم وقال الفراء تزوجت بامرأة لغة في أزد شنوءة وقد مضى القول في معنى الحور العين .
أخبر الله تعالى عن حال السعداء فقال "إن المتقين في جنات ونعيم" وذلك بضد ما أولئك فيه من العذاب والنكال "فاكهين بما آتاهم ربهم" أي يتفكهون بما آتاهم الله من النعيم من أصناف الملاذ من مآكل ومشارب وملابس ومساكن ومراكب وغير ذلك "ووقاهم ربهم عذاب الجحيم" أي وقد نجاهم من عذاب النار, وتلك نعمة مستقلة بذاتها على حدتها مع ما أضيف إليها من دخول الجنة التي فيها من السرور ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وقوله تعالى: "كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون" كقوله تعالى: "كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية" أي هذا بذاك تفضلاً منه وإحساناً. وقوله تعالى: "متكئين على سرر مصفوفة" قال الثوري عن حصين عن مجاهد عن ابن عباس السرر في الحجال, وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي, حدثنا أبو اليمان, حدثنا صفوان بن عمرو أنه سمع الهيثم بن مالك الطائي يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرجل ليتكىء المتكأ مقدار أربعين سنة ما يتحول عنه ولا يمله, يأتيه ما اشتهت نفسه ولذت عينه". وحدثنا أبي, أخبرنا هدبة بن خالد عن سليمان بن المغيرة عن ثابت قال: بلغنا أن الرجل ليتكىء في الجنة سبعين سنة عنده من أزواجه وخدمه, وما أعطاه الله من الكرامة والنعيم, فإذا حانت منه نظرة فإذا أزواج له لم يكن رآهن قبل ذلك, فيقلن قد آن لك أن تجعل لنا منك نصيباً, ومعنى " مصفوفة " أي وجوه بعضهم إلى بعض كقوله "على سرر متقابلين" "وزوجناهم بحور عين" أي وجعلنا لهم قرينات صالحات وزوجات حساناً من الحور العين, وقال مجاهد "وزوجناهم" أنكحناهم بحور عين, وقد تقدم وصفهن في غير موضع بما أغنى عن إعادته ههنا.
20- "متكئين على سرر مصفوفة" انتصابه على الحال من فاعل كلوا، أو من مفعول آتاهم، أو من مفعول وقاهم، أو من المضير المستكن في الظرف، أو من الضمير في فاكهين. قرأ الجمهور "على سرر" بضم الراء الأولى. وقرأ أبو السماك بفتحها، والسرر جمع سرير. والمصفوفة المتصل بعضها ببعض حتى تصير صفاً "وزوجناهم بحور عين" أي قرناهم بها. قال يونس بن حبيب: تقول العرب زوجته امرأة وتزوجت بامرأة، وليس من كلام العرب زوجته بامرأة. قال وقول الله تعالى: "وزوجناهم بحور عين" أي قرناهم بهن. وقال الفراء: زوجته بامرأة لغة أزدشنوءة، وقد تقدم تفسير الحور العين في سورة الدخان. قرأ الجمهور "بحور عين" من غير إضافة. وقرأ عكرمة بإضافة الحور إلى العين.
وقد أخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس "والطور" قال: جبل. وأخرج ابن مردويه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الطور جبل من جبال الجنة" وكثير ضعيف جداً. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس "في رق منشور" قال: في الكتاب. وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه حتى تقول الساعة"، وفي الصحيحين وغيرهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته إلى السماء السابعة: "ثم رفع إلي البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه". وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل أن ابن الكواء سأل علياً عن البيت المعمو فقال: ذلك الضراح بيت فوق سبع سموات تحت العرض يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه أبداً إلى يوم القيامة. وأخرج ابن جرير نحوه عن ابن عباس. وأخرج ابن مردويه عن عبد الله ابن عمرو رفعه. قال: إن البيت المعمو لبحيال الكعبة لو سقط منه شيء لسقط عليها، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً ثم لا يعودون إليه. وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس نحوه، وضعف إسناده السيوطي. وأخرج ابن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، والحاكم وصححه، والبيهقي في الشعب عن علي بن أبي طالب في قوله: "والسقف المرفوع" قال: السماء. وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب في قوله: "والبحر المسجور" قال: بحر في السماء تحت العرش. وأخرج ابن جرير عن ابن عمر مثله. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: المسجور المحبوس. وأخرج ابن المنذر عنه قال: المسجور المرسل. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً "يوم تمور السماء موراً" قال: تحرك، وفي قوله: "يوم يدعون" قال: يدفعون. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضاً: يوم يدعون "إلى نار جهنم دعا" قال: يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله: "كلوا واشربوا هنيئاً" أي لا تموتون فيها، فعندها قالوا: " أفما نحن بميتين * إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين ".
20. " متكئين على سرر مصفوفة "، موضوعة بعضها إلى جنب بعض، " وزوجناهم بحور عين ".
20-" متكئين على سرر مصفوفة " مصطفة . " وزوجناهم بحور عين " الباء لما في التزويج من معنى الوصل والإلصاق ، أو للسببية إذ المعنى صيرناهم أزواجاً بسببهن ، أو لما في التزويج من معنى الإلصاق والقرن ولذلك عطف .
20. Reclining on ranged couches. And We wed them unto fair ones with wide, lovely eyes.
20 - They will recline (with ease) on Thrones (of dignity) arranged in ranks; and We shall join them to Companions, with beautiful big and lustrous eyes.