21 - (ولا الظل ولا الحرور) الجنة والنار
" ولا الظل " قيل: ولا الجنة " ولا الحرور " قيل: النار، كأن معناه عندهم: وما تستوي الجنة والنار. والحرور بمنزلة السموم، وهي الرياح الحارة. وذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى، عن رؤبة بن العجاج، أنه كان يقول: الحرور بالليل، والسموم بالنهار. وأما أبو عبيدة فإنه قال: الحرور في هذا الموضع والنهار مع الشمس. وأما الفراء فإنه كان يقول: الحرور يكون بالليل والنهار، والسموم لا يكون بالليل إنما يكون بالنهار.
والقول في ذلك عندي، أن الحرور يكون بالليل والنهار، غير أنه في هذا الموضع بأن يكون كما قال أبو عبيدة أشبه مع الشمس، لأن الظل إنما يكون في يوم شمس، فذلك يدل على أنه أريد بالحرور: الذي يوجد في حال وجود الظل.
" ولا الظل ولا الحرور " .
يقول تعالى: كما لا تستوي هذه الأشياء المتباينة المختلفة كالأعمى والبصير لا يستويان, بل بينهما فرق وبون كثير, وكما لا تستوي الظلمات ولا النور ولا لظل ولا الحرور, كذلك لا تستوي الأحياء ولا الأموات, كقوله تعالى: " أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها " وقال عز وجل: "مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلاً" فالمؤمن بصير سميع في نور يمشي على صراط مستقيم في الدنيا والاخرة حتى يستقر به الحال في الجنات ذات الظلال والعيون, والكافر أعمى وأصم في ظلمات يمشي لا خروج له منها, بل هو يتيه في غيه وضلاله في الدنيا والاخرة حتى يفضي به ذلك إلى الحرور والسموم والحميم, وظل من يحموم لا بارد ولا كريم.
وقوله تعالى: "إن الله يسمع من يشاء" أي يهديهم إلى سماع الحجة وقبولها والإنقياد لها. "وما أنت بمسمع من في القبور" أي كما لا ينتفع الأموات بعد موتهم وصيرورتهم إلى قبورهم وهم كفار بالهداية والدعوة إليها, كذلك هؤلاء المشركون الذين كتب عليهم الشقاوة لا حيلة لك فيهم ولا تستطيع هدايتهم "إن أنت إلا نذير" أي إنما عليك البلاغ والإنذار, والله يضل من يشاء ويهدي من يشاء, "إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً" أي بشيراً للمؤمنين ونذيراً للكافرين, "وإن من أمة إلا خلا فيها نذير" أي وما من أمة خلت من بني آدم إلا وقد بعث الله تعالى إليهم النذر, وأزاح عنهم العلل, كما قال تعالى: "إنما أنت منذر ولكل قوم هاد" وكما قال تعالى: "ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة" الاية, والايات في هذا كثيرة.
وقوله تبارك وتعالى: "وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات" وهي المعجزات الباهرات والأدلة القاطعات "وبالزبر" وهي الكتب "وبالكتاب المنير" أي الواضح البين "ثم أخذت الذين كفروا" أي ومع هذا كله كذب أولئك رسلهم فيما جاؤوهم به, فأخذتهم أي بالعقاب والنكال "فكيف كان نكير" أي فكيف رأيت إنكاري عليهم عظيماً شديداً بليغاً, والله أعلم.
21- "ولا الحرور" زائدة، والتقدير وما يستوي الظلمات والنور ولا الظل والحرور، والحرور شدة حر الشمس. قال الأخفش: والحرور لا يكون إلا مع شمس النهار، والسموم يكون بالليل، وقيل عكسه. وقال رؤبة بن العجاج: الحرور يكون بالليل خاصة، والسموم يكون بالنهار خاصة. وقال الفراء: السموم لا يكون إلا بالنهار، والحرور يكون فيهما. قال النحاس: وهذا أصح. وقال قطرب: الحرور الحر، والظر البرد، والمعنى: أنه لا يستوي الظل الذي لا حر فيه ولا أذى، والحر الذي يؤذي. قيل أراد الثواب والعقاب، وسمي الحر حروراً مبالغة في شدة الحر، لأن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى. وقال الكلبي: أراد بالظل الجنة، وبالحرور النار. وقال عطاء: يعني ظل الليل وشمس النهار. قيل وإنما جمع الظلمات وأفرد النور لتعدد فنون الباطل واتحاد الحق.
21- "ولا الظل ولا الحرور"، يعني: الجنة والنار، قال ابن عباس: الحرور: الريح الحارة بالليل، والسموم بالنهار. وقيل: الحرور يكون بالنهار مع الشمس.
21 -" ولا الظل ولا الحرور " ولا الثواب ولا العقاب ، ولا لتأكيد نفي الاستواء وتكريرها على الشقين لمزيد التأكيد . و " الحرور " فعول من الحر غلب على السموم . وقيل السموم ما يهب نهاراً والحرور ما تهب ليلاً .
21. Nor is the shadow equal with the sun's full heat;
21 - Nor are the (chilly) shade and the (genial) heat of the sun;