(زُين للذين كفروا) من أهل مكة (الحياة الدنيا) بالتمويه فأحبوها (و) هم (يسخرون من الذين آمنوا) لفقرهم كبلال وعمار وصهيب أي يستهزئون بهم ويتعالون عليهم بالمال (والذين اتقوا) الشرك وهم هؤلاء (فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب) أي رزقاً واسعاً في الآخرة أو الدنيا بأن يملك المسخور منهم أموال الساخرين ورقابهم
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بذلك: زين للذين كفروا حب الحياة الدنيا العاجلة اللذات، فهم يبتغون فيها المكاثرة والمفاخرة، ويطلبون فيها الرياسات والمباهاة، ويستكبرون عن اتباعك يا محمد والإقرار بما جئت به من عندي، تعظما منهم على من صدقك واتبعك، ويسخرون بمن تبعك من أهل الإيمان والتصديق بك، في تركهم المكاثرة والمفاخرة بالدنيا وزينتها من الرياش والأموال بطلب الرياسات، وإقبالهم على طلبهم ما عندي برفض الدنيا وترك زينتها. والذين عملوا لي، وأقبلوا على طاعتي، ورفضوا لذات الدنيا وشهواتها، اتباعا لك، وطلباً لما عندي، واتقاء منهم بأداء فرائضي وتجنب معاصي، فوق الذين كفروا يوم القيامة، بإدخال المتقين الجنة، وإدخال الذين كفروا النار. وبنحو الذي قلنا في ذلك من التأويل قال جماعة منهم. ذكر من قال ذلك: حدثنا القاسمقال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قوله: "زين للذين كفروا الحياة الدنيا"، قال: الكفار يبتغون الدنيا ويطلبونها، "ويسخرون من الذين آمنوا"، في طلبهم الآخرة- قال ابن جريج: لا أحسبه إلا عن عكرمة، قال: قالوا: لو كان محمد نبيا كما يقول، لاتبعه أشرافنا وساداتنا! والله ما اتبعه إلا أهل الحاجة مثل ابن مسعود!. حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: "والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة"، قال: "فوقهم"، في الجنة. قال أبو جعفر: ويعني بذلك: والله يعطي الذين اتقوا يوم القيامة من نعمه وكراماته وجزيل عطاياه، بغيرمحاسبة منه لهم على ما من به عليهم من كرامته. فإن قال لنا قائل: وما في قوله: "يرزق من يشاء بغير حساب" من المدح؟. قيل: المعنى الذي فيه من المدح، الخبر عن أنه غير خائف نفاد خزائنه، فيحتاج إلى حساب ما يخرج منها، إذ كان الحساب من المعطي إنما يكون ليعلم قدر العطاء الذي يخرج من ملكه إلى غيره، لئلا يتجاوز في عطاياه إلى ما يجحف به. فربنا تبارك وتعالى غير خائف نفاد خزائنه، ولا انتقاص شيء من ملكه، بعطائه ما يعطي عباده، فيحتاج إلى حساب ما يعطي وإحصاء ما يبقى. فذلك المعنى الذي في قوله: "والله يرزق من يشاء بغير حساب".
قوله تعالى : " زين للذين كفروا الحياة الدنيا " على ما لم يسم فاعله ، والمراد رؤساء قريش ، وقرأ مجاهد و حميد بن قيس على بناء الفاعل ، قال النحاس : وهي قراءة شاذة ، لأنه لم يتقدم للفاعل ذكر ، وقرأ ابن أبي عبلة " زينت " بإظهار العلامة ، وجاء ذلك لكون التأنيث غير حقيقي ، والمزين هو خالقها ومخترعها وخالق الكفر ، ويزينها أيضاً الشيطان بوسوسته وإغوائه ، وخص الذين كفروا بالذكر ومخترعها لقبولهم التزيين جملة ، وإقبالهم على الدنيا وإعراضهم عن الآخرة بسببها ، وقد جعل الله ما على الأرض زينة لها ليبلوا الخلق أيهم أحسن عملاً ، فالمؤمنون الذي هم على سنن الشرع لم تفتنهم الزينة ، والكفار تملكتهم لأنهم لا يعتقدون غيرها ، وقد قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين قدم عليه بالمال : اللهم إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينت لنا .
قوله تعالى : " ويسخرون من الذين آمنوا " إشارة إلى كفار قريش ، فإنهم كانوا يعظمون حالهم من الدنيا ويغتبطون بها ، ويسخرون من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم ، قال ابن جريج : في طلبهم الآخرة ، وقيل : لفقرهم وإقلالهم ، كبلال وصهيب وابن مسعود وغيرهم ، رضي الله عنهم ، فنبه سبحانه على خفض منزلتهم لقبيح فعلهم بقوله " والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة" ، وروى علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من استذل مؤمناً أو مؤمنة أو حقره لفقره وقلة ذات يده شهره الله يوم القيامة ثم فضحه ومن بهت مؤمناً أو مؤمنة أو قال فيه ما ليس فيه أقامه الله تعالى على تل من نار يوم القيامة حتى يخرج مما قال فيه وإن عظم المؤمن أعظم عند الله وأكرم عليه من ملك مقرب وليس شيء أحب إلى الله من مؤمن تائب أو مؤمنة تائبة وإن الرجل المؤمن يعرف في السماء كما يعرف الرجل أهله وولده " ، ثم قيل : معنى " والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة " أي في الدرجة ، لأنهم في الجنة والكفار في النار ، ويحتمل أن يراد بالفوق المكان ، من حيث إن الجنة في السماء والنار في أسفل السافلين ، ويحتمل أن يكون التفضيل على ما يتضمنه زعم الكفار ، فإنهم يقولون : وإن كان معاد فلنا فيه الحظ أكثر مما لكم ، ومنه حديث خباب مع العاص بن وائل ، قال خباب : كان لي على العاص بن وائل دين فأتيته أتقاضاه ، فقال لي : لن أقضيك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم قال فقلت له : إني لن أكفر به حتى تموت ثم تبعث ، قال : وإني لمبعوث من بعد الموت ؟ ! فسوف أقضيك إذا رجعت إلى مال وولد ، الحديث ، وسيأتي بتمامه إن شاء الله تعالى ويقال : سخرت منه وسخرت به ، وضحكت منه وضحكت به ، وهزئت منه وبه ، وكل ذلك يقال : حكاه الأخفش ، والاسم السخرية والسخري والسخري ، وقرئ بهما قوله تعالى : " ليتخذ بعضهم بعضا سخريا " [ الزخرف : 32 ] وقوله : " فاتخذتموهم سخريا " [ المؤمنون : 110 ] ، ورجل سخرة ، يسخر منه وسخرة - بفتح الخاء - يسخر من الناس وفلان سخرة يتسخر في العمل ، يقال :خادمة سخرة ، وسخرة تسخير أكلفه عملاً بلا أجرة .
قوله تعالى : " والله يرزق من يشاء بغير حساب " قال الضحاك : يعني من غير تبعة في الآخرة ، وقيل : هو إشارة إلى هؤلاء المستضعفين ، أي يرزقهم علو المنزلة ، فالآية تنبيه على عظيم النعمة عليهم ، وجعل رزقهم بغير حساب من حيث هو دائم لا يتناهى ، فهو لا ينعد وقيل ، إن قوله " بغير حساب " صفة لرزق الله تعالى كيف يصرف ، إذا هو جلت قدرته لا ينفق بعد ، ففضله كله بغير حساب ، والذي بحساب ما كان على عمل قدمه العبد ، قال الله تعالى : " جزاء من ربك عطاء حسابا " [ النبأ : 36 ] ، والله أعلم ، ويحتمل أن يكون المعنى بغير احتساب من المرزوقين ، كما قال : " ويرزقه من حيث لا يحتسب " [ الطلاق : 3 ] .
يقول تعالى مخبراً عن بني إسرائيل: كم شاهدوا مع موسى من آية بينة أي حجة قاطعة بصدقه فيما جاءهم به, كيده وعصاه وفلقه البحر وضرب الحجر, وما كان من تظليل الغمام عليهم في شدة الحر , ومن إنزال المن والسلوى, وغير ذلك من الايات الدالات على وجود الفاعل المختار, وصدق من جرت هذه الخوارق على يديه, ومع هذا أعرض كثير منهم عنها وبدلوا نعمة الله كفراً, أي استبدلوا بالإيمان بها الكفر بها والإعراض عنها "ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب" كما قال تعالى إخباراً عن كفار قريش "ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار * جهنم يصلونها وبئس القرار" ثم أخبر تعالى عن تزيينه الحياة الدنيا للكافرين الذين رضوا بها, واطمأنوا إليها وجمعوا الأموال ومنعوها عن مصارفها التي أمروا بها, مما يرضي الله عنهم وسخروا من الذين آمنوا, الذين أعرضوا عنها, وأنفقوا ما حصل لهم منها في طاعة ربهم, وبذلوه ابتغاء وجه الله, فلهذا فازوا بالمقام الأسعد والحظ الأوفر يوم معادهم, فكانوا فوق أولئك في محشرهم ومنشرهم ومسيرهم ومأواهم, فاستقروا في الدرجات في أعلى عليين, وخلد أولئك في الدركات في أسفل سافلين, ولهذا قال تعالى: "والله يرزق من يشاء بغير حساب" أي يزرق من يشاء من خلقه ويعطيه عطاء كثيراً جزيلاً بلا حصر ولا تعداد في الدنيا والاخرة, كما جاء في الحديث "ابن آدم أنفق أنفق عليك" وقال النبي صلى الله عليه وسلم "أنفق بلالاً ولا تخش من ذي العرش إقلالاً" وقال تعالى: "وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه" وفي الصحيح "أن ملكين ينزلان من السماء صبيحة كل يوم فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً, ويقول الاخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً" وفي الصحيح "يقول ابن آدم: مالي مالي. وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت, وما لبست فأبليت, وما تصدقت فأمضيت, وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس" وفي مسند الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "الدنيا دار من لا دار له, ومال من لا مال له, ولها يجمع من لا عقل له".
قوله: 212- "زين" مبني للمجهول، والمزين: هو الشيطان أو الأنفس المجبولة على حب العاجلة. والمراد بالذين كفروا رؤساء قريش أو كل كافر. وقرأ مجاهد وحميد بن قيس زين على البناء للمعلوم. قال النحاس: وهي قراءة شاذة لأنه لم يتقدم للفاعل ذكر. وقرأ ابن أبي عبلة زينب إنما خص الذين كفروا بالذكر مع كون الدنيا مزينة للمسلم والكافر كما وصف سبحانه بأنه جعل ما على الأرض زينة لها ليبلو الخلق أيهم أحسن عملاً، لأن الكافر افتتن بهذا التزيين وأعرض عن الآخرة، والمسلم لم يفتتن به، بل أقبل على الآخرة. قوله: "ويسخرون من الذين آمنوا" هذه الجملة في محل نصب على الحال: أي والحال أن أولئك الكفار يسخرون من الذين آمنوا لكونهم فقراء لا حظ لهم من الدنيا كحظ رؤساء الكفر وأساطين الضلال، وذلك لأن عرض الدنيا عندهم هو الأمر الذي يكون من ناله سعيداً رابحاً، ومن حرمه شقياً خاسراً. وقد كان غالب المؤمنين إذ ذاك فقراء لاشتغالهم بالعبادة وأمر الآخرة، وعدم التفاتهم إلى الدنيا وزينتها. وحكى الأخفش أنه يقال: سخرت منه وسخرت به، وضحكت منه وضحكت به، وهزأت منه وهزأت به، والاسم السخرية والسخري. ولما وقع من الكفار ما وقع من السخرية بالمؤمنين رد الله عليهم بقوله: "والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة" والمراد بالفوقية هنا: العلو في الدرجة، لأنهم في الجنة والكفار في النار- ويحتمل أن يراد بالفوق المكان، لأن الجنة في السماء، والنار في أسفل سافلين، أو أن المؤمنين هم الغالبون في الدنيا كما وقع ذلك من ظهور الإسلام وسقوط الكفر وقتل أهله، وأسرهم وتشريدهم، وضرب الجزية عليهم، ولا مانع من حمل الآية على جميع ذلك لولا التقييد بكونه في يوم القيامة. قوله: "والله يرزق من يشاء بغير حساب" يحتمل أن يكون فيه إشارة إلى أن الله سبحانه سيرزق المستضعفين من المؤمنين ويوسع عليهم، ويجعل ما يعطيهم من الرزق بغير حساب: أي بغير تقدير، ويحتمل أن المعنى: أن الله يوسع على بعض عباده في الرزق كما وسع على أولئك الرؤساء من الكفار استدراجاً لهم، وليس في التوسعة دليل على أن من وسع عليه فقد رضي عنه، ويحتمل أن يراد بغير حساب من المرزوقين كما قال سبحانه: "ويرزقه من حيث لا يحتسب".
212. " زين للذين كفروا الحياة الدنيا " الأكثرون على أن المزين هو الله تعالى، والتزيين من الله تعالى هو أنه خلق الأشياء الحسنة والمناظر العجيبة، فنظر الخلق إليها بأكثر من قدرها فأعجبتهم ففتنوا بها، وقال الزجاج : زين لهم الشيطان، قيل نزلت هذه الآية في مشركي العرب أبي جهل وأصحابه كانوا يتنعمون بما بسط الله لهم في الدنيا من المال ويكذبون بالمعاد " ويسخرون من الذين آمنوا " أي يستهزؤون بالفقراء من المؤمنين.
قال ابن عباس: أراد بالذين آمنوا عبد الله بن مسعود وعمار بن ياسر وصهيباً وبلالاً وخباباً وأمثالهم، وقال مقاتل : نزلت في المنافقين عبد الله بن أبي وأصحابه، كانوا يتنعمون في الدنيا ويسخرون من ضعفاء المؤمنين وفقراء المهاجرين ويقولون انظروا إلى هؤلاء الذين يزعم محمد أنه يغلب بهم، وقال عطاء : نزلت في رؤساء اليهود من بني قريظة والنضير وبني قينقاع سخروا من فقراء المهاجرين فوعدهم الله أن يعطيهم أموال بني قريظة والنضير بغير قتال " ويسخرون من الذين آمنوا " لفقرهم " والذين اتقوا " يعني هؤلاء الفقراء " فوقهم يوم القيامة " لأنهم في أعلى عليين وهم في أسفل السافلين.
أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري أخبرنا جدي عبد الصمد بن عبد الرحمن البزاز أخبرنا أبو بكر محمد بن زكريا العذافري أخبرنا اسحاق الدبري أخبرنا معمر عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وقفت على باب الجنة فرأيت أكثر أهلها المساكين ووقفت على باب النار فرأيت أكثر أهلها النساء وإذا أهل الجد محبوسون إلا من كان منهم من أهل النار فقد أمر به إلى النار ".
أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليخي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل ثنا اسحاق بن إبراهيم حدثني عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد الساعدي أنه قال: " مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل عنده جالس ما رأيك في هذا؟ فقال: رجل من أشراف الناس: هذا والله حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع، قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم مر رجل آخر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما رأيك في هذا؟ فقال: يا رسول الله إن هذا رجل من فقراء المسلمين هذا حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفع وإن قال أن لا يسمع لقوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا خير من ملء الأرض مثل هذا ".
" والله يرزق من يشاء بغير حساب " قال ابن عباس: يعني كثيراً بغير مقدار، لأن كل ما دخل عليه الحساب فهو قليل، يري: يوسع على من يشاء ويبسط لمن يشاء من عباده، وقال الضحاك : يعني من غير تبعة يرزقه في الدنيا ولا يحاسبه في الآخرة، وقيل: هذا يرجع إلى الله تعالى، معناه: يقتر على من يشاء ويبسط على من يشاء ولا يعطي كل أحد بقدر حاجته بل يعطي الكثير من لا يحتاج إليه ولا يعطي القليل من يحتاج إليه فلا يعترض عليه، ولا يحاسب فيما يرزق ولا يقال لم أعطيت هذا وحرمت هذا؟ ولم أعطيت هذا أكثر مما أعطيت ذاك؟ وقيل معناه لا يخاف نفاذ خزائنه فيحتاج إلى حساب ما يخرج منها لأن الحساب من المعطي إنما يكون لمن يخاف من نفاذ خزائنه.
212-" زين للذين كفروا الحياة الدنيا " حسنت في أعينهم وأشربت محبتها في قلوبهم حتى تهالكوا عليها وأعرضوا عن غيرها ، والمزين في الحقيقة هو الله تعالى إذ ما من شيء إلا وهو فاعلة ، ويدل عليه قراءة " زين " على البناء للفاعل ، وكل من الشيطان والقوة الحيوانية وما خلقه الله فيها من الأمور البهية والأشياء الشهية مزين بالعرض .
" ويسخرون من الذين آمنوا " يريد فقراء المؤمنين كبلال وعمار وصهيب ، أي يسترذلونهم ويستهزئون بهم على رفضهم الدنيا وإقبالهم على العقبى ، ومن للابتداء كأنهم جعلوا السخرية مبتدأة منهم " والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة " لأنهم في عليين وهم في أسفل السافلين ، أو لأنهم في كرامة وهم في مذلة ، أو لأنهم يتطاولون عليهم فيسخرون منهم كما سخروا منهم في الدنيا ، وإنما قال والذين اتقوا بعد قوله من الذين آمنوا ليدل على أنهم متقون وأن استعلاءهم للتقوى . " والله يرزق من يشاء " في الدارين . " بغير حساب " بغير تقدير فيوسع في الدنيا استدراجاً تارة وابتلاء أخرى .
212. Beautified is the life of the world for those who disbelieve; they make a jest of the believers. But those who keep their duty to Allah will be above them on the Day of Resurrection. Allah giveth without stint to whom He will.
212 - The life of this world is alluring to those who reject faith, and they scoff at those who believe. but the righteous will be above them on the day of resurrection; for God bestows his abundance without measure on whom he will.