24 - يقولون (سلام عليكم) هذا الثواب (بما صبرتم) بصبركم في الدنيا (فنعم عقبى الدار) عقباكم
قال أبو جعفر : يقول : "جنات عدن" ، ترجمة عن "عقبى الدار" ، كما يقال : نعم الرجل عبد الله ، فعبد الله هو الرجل المقول له : نعم الرجل .
وتأويل الكلام : أولئك لهم عقيب طاعتهم ربهم ، الدار التي هي جنات عدن .
وقد بينا معنى قوله : "عدن" ، وأنه بمعنى الإقامة التي لا طعن معها .
وقوله : "ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم" ، يقول تعالى ذكره : جنات عدن يدخلها هؤلاء الذين وصف صفتهم ، وهم الذين يوفون بعهد الله ،والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ، ويخشون ربهم ،والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم ، وأقاموا الصلاة ، وفعلوا الأفعال التي ذكرها جل ثناؤه في هذه الآيات الثلاث ، "ومن صلح من آبائهم وأزواجهم" ، وهي نساؤهم وأهلوهم ، "وذرياتهم" .
و صلاحهم ، إيمانهم بالله ، واتباعهم أمره وأمر رسوله عليه السلام ،كما :
حدثنا الحسن بن محمد قال ، حدثنا شبابة قال ، حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : "ومن صلح من آبائهم" ، قال : من آمن في الدنيا .
حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ـ :
وحدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .
حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد قوله : "ومن صلح من آبائهم" ، قال : من آمن من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم .
وقوله : "والملائكة يدخلون عليهم من كل باب * سلام عليكم بما صبرتم" ، يقول تعالى ذكره : وتدخل الملائكة على هؤلاء الذين وصف جل ثناؤه صفتهم في هذه الآيات الثلاث ، في جنات عدن ، من كل باب منها ، يقولون لهم : "سلام عليكم بما صبرتم" ، على طاعة ربكم في الدنيا ، "فنعم عقبى الدار" .
وذكر أن لجنات عدن خمسة آلاف باب .
حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا علي بن جرير قال ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن يعلى بن عطاء ، عن نافع بن عاصم ، عن عبد الله بن عمرو قال : إن في الجنة قصراً يقال له : "عدن" ، حوله البروج والمروج ، فيه خمسة آلاف باب ، على كل باب خمسة آلاف حبرة ، لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد .
قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الرحمن بن مغراء ، عن جويبر ، عن الضحاك في قوله : "جنات عدن" ، قال : مدينة الجنة ، فيها الرسل والأنبياء والشهداء وأئمة الهدى ، والناس حولهم بعدد الجنات حولها .
وحذف من قوله : "والملائكة يدخلون عليهم من كل باب * سلام عليكم" ، يقولون ، اكتفاء بدلالة الكلام عليه ، كما حذفت ذلك من قوله : ( ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا ) .
حدثني المثنى قال ، حدثنا سويد قال ، أخبرنا ابن المبارك ، عن بقية بن الوليد قال ، حدثني أرطأة بن المنذر قال : سمعت رجلاً من مشيخة الجند يقال له ابو الحجاج ، يقول :جلست إلى أبي أمامة فقال : إن المؤمن ليكون متكئاً على أريكته إذا دخل الجنة ،وعنده سماطان من خدم ، وعند طرف السماطين باب مبوب ، فيقبل الملك يستأذن ، فيقول أقصى الخدم للذي يليه : ملك يستأذن ! ويقول الذي يليه للذي يليه : ملك يستأذن ، حتى يبلغ المؤمن فيقول : ائذنوا . فيقول أقربهم إلى المؤمن : ائذنوا . ويقول الذي يليه للذي يليه : ائذنوا . فكذلك حتى يبلغ أقصاهم الذي عند الباب ، فيفتح له ، فيدخل فيسلم ثم ينصرف .
حدثني المثنى قال ، حدثنا سويد قال ، أخبرنا ابن المبارك ، عن إبراهيم بن محمد ، عن سهيل بن صالح ،عن محمد بن إبراهيم قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي قبور الشهداء على رأس كل حول فيقول : (السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار) ، وابو بكر وعمر وعثمان .
وأما قوله : "سلام عليكم بما صبرتم" ، فإن أهل التأويل قالوا في ذلك نحو قولنا فيه .
ذكر من قال ذلك :
حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الرزاق ، عن جعفر بن سليمان ، عن أبي عمران الجوني : أنه تلا هذه الآية : "سلام عليكم بما صبرتم" ، قال : على دينكم .
حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد في قوله : "سلام عليكم بما صبرتم" ، قال : حين صبروا بما يحبه الله فقدموه . وقرأ : ( جزاهم بما صبروا جنة وحريرا ) ، حتى بلغ : ( وكان سعيكم مشكورا ) ، وصبروا عما كره الله وحرم عليهم ، وصبروا على ما ثقل عليهم وأحبه الله ، فسلم عليهم بذلك . وقرأ : "والملائكة يدخلون عليهم من كل باب * سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار" .
وأما قوله : "فنعم عقبى الدار" ، فإن معناه ، إن شاء الله ،كما .
حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الرزاق ، عن جعفر، عن أبي عمران الجوني في قوله : "فنعم عقبى الدار" ، قال : الجنة من النار .
" سلام عليكم " أي يقولون: سلام عليكم، فأضمر القول، أي قد سلمتم من الآفات والمحن. وقيل: هو دعاء لهم بدوام السلامة، وإن كانوا سالمين، أي سلمكم الله، فهو خبر معناه الدعاء، ويتضمن الاعتراف بالعبودية. " بما صبرتم " أي بصبركم، فـ ( ـما) مع الفعل بمعنى المصدر، والباء في ( بما) متعلقة بمعنى. ( سلام عليكم) ويجوز أن تتعلق بمحذوف، أي هذه الكرامة بصبركم، أي على أمر الله تعالى ونهيه، قاله سعيد بن جبير. وقيل: على الفقر في الدنيا، قاله أبو عمران الجوني. وقيل: على الجهاد في سبيل الله، كما روي عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هل تدرون ( من أول) من يدخل الجنة من خلق الله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ( المجاهدون الذي تسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره فيموت أحدهم وحاجته في نفسه لا يستطيع لها قضاء فتأتيهم الملائكة فيدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ". وقال محمد بن إبراهيم: كان " النبي صلى الله عليه وسلم يأتي قبور الشهداء على رأس كل حول فيقول: السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار " وكذلك أبو بكر وعمر وعثمان، وذكره البيهقي عن أبي هريرة قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي الشهداء، فإذا أتى فرضة الشعب يقول: السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ". ثم كان أبو بكر بعد النبي صلى الله عليه وسلم يفعله، وكان عمر بعد أبي بكر يفعله، وكان عثمان بعد عمر يفعله. وقال الحسن البصري رحمه الله: ( بما صبرتم) عن فضول الدنيا. وقيل: ( بما صبرتتم) على ملازمة الطاعة، ومفارقة المعصية، قال معناه الفضيل بن عياض. ابن زيد: ( بما صبرتم) عما تحبونه إذا فقدتموه. ويحتمل سابعاً: ( بما صبرتم) عن اتباع الشهوات. وعن عبد الله بن سلام وعلي بن الحسين رضي الله عنهم أنهما قالا: إذا كان يوم القيامة ينادي مناد ليقم أهل الصبر، فيقوم ناس من الناس فيقال لهم: انطلقوا إلى الجنة فتتلقاهم الملائكة فيقولون: إلى أين؟ فيقولون: إلى الجنة، قالوا: قبل الحساب؟ قالوا نعم! فيقولون: من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل الصبر، قالوا: وما كان صبركم؟ قالوا: صبرنا أنفسنا على طاعة الله، وصبرناها عن معاصي الله وصبرناها على البلاء والمحن في الدنيا. قال علي بين الحسين: فتقول لهم الملائكة: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين. وقال ابن سلام: فتقول لهم الملائكة: ( سلام عليكم بما صبرتم). ( فنعم عقبى الدار) أي نعم عاقبة الدار التي كنتم فيها، عملتم فيها ما أعقبكم هذا الذي أنتم فيه، فالعقبى على هذا اسم، و ( الدار) هي الدنيا. وقال أبو عمران الجوني: ( فنعم عقبى الدار) الجنة عن النار. وعنه: ( فنعم عقبى الدار) الجنة عن الدنيا.
يقول تعالى مخبراً عمن اتصف بهذه الصفات الحميدة بأن لهم عقبى الدار, وهي العاقبة والنصرة في الدنيا والاخرة: "الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق" وليسوا كالمنافقين الذين إذا عاهد أحدهم غدر, وإذا خاصم فجر, وإذا حدث كذب, وإذا ائتمن خان "والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل" من صلة الأرحام والإحسان إليهم, وإلى الفقراء والمحاويج, وبذل المعروف, "ويخشون ربهم" أي فيما يأتون وما يذرون من الأعمال, ويراقبون الله في ذلك, ويخافون سوء الحساب في الدار الاخرة, فلهذا أمرهم على السداد والاستقامة في جميع حركاتهم وسكناتهم, وجميع أحوالهم القاصرة والمتعدية "والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم" أي عن المحارم والمآثم, ففطموا أنفسهم عنها لله عز وجل ابتغاء مرضاته وجزيل ثوابه "وأقاموا الصلاة" بحدودها ومواقيتها وركوعها وسجودها وخشوعها, على الوجه الشرعي المرضي "وأنفقوا مما رزقناهم" أي على الذين يجب عليهم الإنفاق لهم من زوجات وقرابات وأجانب من فقراء ومحاويج ومساكين "سراً وعلانية" أي في السر والجهر, لم يمنعهم من ذلك حال من الأحوال, آناء الليل وأطراف النهار " ويدرؤون بالحسنة السيئة " أي يدفعون القبيح بالحسن, فإذا آذاهم أحد قابلوه بالجميل صبراً واحتمالاً وصفحاً وعفواً, كقوله تعالى: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم", ولهذا قال مخبراً عن هؤلاء السعداء المتصفين بهذه الصفات الحسنة بأن لهم عقبى الدار, ثم فسر ذلك بقوله: "جنات عدن" والعدن الإقامة, أي جنات إقامة يخلدون فيها, وعن عبد الله بن عمرو أنه قال: إن في الجنة قصراً يقال له عدن, حوله البروج والمروج, فيه خمسة آلاف باب, على كل باب خمسة آلاف حبرة, لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد.
وقال الضحاك في قوله: "جنات عدن": مدينة الجنة, فيها الرسل والأنبياء والشهداء وأئمة الهدى, والناس حولهم بعد والجنات حولها, رواهما ابن جرير. وقوله: "ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم" أي يجمع بينهم وبين أحبابهم فيها من الاباء والأهلين والأبناء, ممن هو صالح لدخول الجنة من المؤمنين, لتقر أعينهم بهم حتى إنه ترفع درجة الأدنى إلى درجة الأعلى امتناناً من الله وإحساناً من غير تنقيص للأعلى عن درجته, كما قال تعالى: "والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم" الاية.
وقوله " والملائكة يدخلون عليهم من كل باب * سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار " أي وتدخل عليهم الملائكة من ههنا ومن ههنا للتهنئة بدخول الجنة, فعند دخولهم إياها تفد عليهم الملائكة مسلمين, مهنئين لهم بما حصل لهم من الله من التقريب والإنعام والإقامة في دار السلام في جوار الصديقين والأنبياء والرسل الكرام. وقال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا أبو عبد الرحمن, حدثني سعيد بن أبي أيوب, حدثنا معروف بن سويد الحراني عن أبي عشانة المعافري, عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما, عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق الله ؟" قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "أول من يدخل الجنة من خلق الله الفقراء المهاجرون الذين تسد بهم الثغور, وتتقى بهم المكاره, ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء, فيقول الله تعالى لمن يشاء من ملائكته: ائتوهم فحيوهم, فتقول الملائكة: نحن سكان سمائك وخيرتك من خلقك, أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء ونسلم عليهم ؟ فيقول: إنهم كانوا عباداً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً, وتسد بهم الثغور, وتتقى بهم المكاره, ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء ـ قال ـ : فتأتيهم الملائكة عند ذلك فيدخلون عليهم من كل باب "سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار"".
رواه أبو القاسم الطبراني عن أحمد بن رشدين, عن أحمد بن صالح, عن عبد الله بن وهب, عن عمرو بن الحارث, عن أبي عشانة سمع عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أول ثلة يدخلون الجنة فقراء المهاجرين الذين تتقى بهم المكاره, وإذا أمروا سمعوا وأطاعوا, وإن كانت لرجل منهم حاجة إلى سلطان لم تقض حتى يموت وهي في صدره, وإن الله يدعو يوم القيامة الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها, فيقول: أين عبادي الذين قاتلوا في سبيلي, وأوذوا في سبيلي, وجاهدوا في سبيلي ؟ ادخلوا الجنة بغير عذاب ولا حساب. وتأتي الملائكة فيسجدون ويقولون: ربنا نحن نسبح بحمدك الليل والنهار, ونقدس لك من هؤلاء الذين آثرتهم علينا ؟ فيقول الرب عز وجل: هؤلاء عبادي الذين جاهدوا في سبيلي, وأوذوا في سبيلي, فتدخل عليهم الملائكة من كل باب: "سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار" " .
وقال عبد الله بن المبارك عن بقية بن الوليد: حدثنا أرطاة بن المنذر, سمعت رجلاً من مشيخة الجند يقال له أبو الحجاج يقول: جلست إلى أبي أمامة فقال: إن المؤمن ليكون متكئاً على أريكته إذا دخل الجنة, وعنده سماطان من خدم, وعند طرف السماطين باب مبوب, فيقبل الملك فيستأذن فيقول للذي يليه ملك يستأذن, ويقول الذي يليه للذي يليه ملك يستأذن, حتى يبلغ المؤمن فيقول: ائذنوا, فيقول أقربهم للمؤمن: ائذنوا له, ويقول الذي يليه للذي يليه: ائذنوا له, حتى يبلغ أقصاهم الذي عند الباب, فيفتح له, فيدخل فيسلم ثم ينصرف, رواه ابن جرير. ورواه ابن أبي حاتم من حديث إسماعيل بن عياش, عن أرطاة بن المنذر عن أبي الحجاج يوسف الإلهاني قال: سمعت أبا أمامة فذكر نحوه. وقد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يزور قبور الشهداء في رأس كل حول فيقول لهم: "سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار" وكذلك أبو بكر وعمر وعثمان.
24- "سلام عليكم" أي قائلين سلام عليكم: أي سلمتم من الآفات أو دامت لكم السلامة "بما صبرتم" أي بسبب صبركم وهو متعلق بالسلام: أي إنما حصلت لكم هذه السلامة بواسطة صبركم أو متعلق بعليكم، أو بمحذوف: أي هذه الكرامة بسبب صبركم أو بدل ما احتملتم من مشاق الصبر "فنعم عقبى الدار" جاء سبحانه بهذه الجملة المتضمنة لمدح ما أعطاهم من عقبى الدار المتقدم ذكرها للترغيب والتشويق.
24- "سلام عليكم"، أي: يقولون سلام عليكم.
قال مقاتل: سلمكم الله من الآفات التي كنتم تخافون منها.
قال مقاتل: يدخلون علهم في مقدار يوم وليلة من أيام الدنيا الثلاث كرات معهم الهدايا والتحف من الله عز وجلن يقولون سلام عليكم، " بما صبرتم فنعم عقبى الدار ".
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة، أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث، أخبرنا أبو الحسن محمد بن يعقوب الكسائي، أخبرنا عبد الله بن محمود، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الخلال، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن بقية بن الوليد، حدثني أرطاه بن المنذر قال: سمعت رجلا من مشيخة الجند يقال له أبو الحجاج يقول: جلست إلى أبي أمامة فقال: إن المؤمن ليكون متكئا على أريكته إذا دخل الجنة، وعنده سماطان من خدم، وعند طرف السماطين باب مبوب.
فيقبل ملك من ملائكة الله يستأذن، فيقوم أقصى الخدم إلى الباب، فإذا هو بالملك يستأذن، فيقول للذي يليه: ملك يستأذن ويقول الذي يليه للذي يليه ملك يستأذن كذلك حتى يبلغ المؤمن، فيقول: ائذنوا له، فيقول أقربهم إلى المؤمن: أئذنوا له، ويقول الذي يليه للذي يليه: ائذنوا له كذلك حتى يبلغ أقصاهم الذي عند الباب، فيفتح له فيدخل، فيسلم ثم ينصرف.
24."سلام عليكم"بشرة بدوام السلامة ."بما صبرتم"متعلق بـ"عليكم"أو بمحذوف أي هذا بما صبرتم لا بـ"سلام"، فإن الخبر فاصل والباء للسببية أو للبدلية. "فنعم عقبى الدار"وقرئ "فنعم"بفتح النون والأصل نعم فسكن العين بنقل كسرتها إلى الفاء وبغيره.
24. (Saying): Peace be unto you because ye persevered. Ah, passing sweet will be the sequel of the (heavenly) Home.
24 - Peace unto you for that ye persevered in patience now how excellent is the final home