24 - (نمتعهم) في الدنيا (قليلا) أيام حياتهم (ثم نضطرهم) في الآخرة (إلى عذاب غليظ) وهو عذاب النار لا يجدون عنه محيصا
وقوله " نمتعهم قليلا " يقول: نمهلهم في هذه الدنيا مهلاً قليلاً يتمتعون فيها " ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ " يقول: ثم نوردهم على كره منهم عذاباً غليظاً، وذلك عذاب النار، نعوذ بالله منها، ومن عمل يقرب منها.
"نمتعهم قليلا" أي نبقيهم في الدنيا مدة قليلة يتمتعون بها. "ثم نضطرهم" أي نلجئهم ونسوقهم. "إلى عذاب غليظ" وهو عذاب جهنم. ولفظ من يصلح للواحد والجمع، فلهذا قال: كفره ثم قال: مرجعهم وما بعده على المعنى.
يقول تعالى مخبراً عمن أسلم وجهه لله أي أخلص له العمل وانقاد لأمره واتبع شرعه, ولهذا قال "وهو محسن" أي في عمله باتباع ما به أمر, وترك ما عنه زجر "فقد استمسك بالعروة الوثقى" أي فقد أخذ موثقاً من الله متيناً لا يعذبه "وإلى الله عاقبة الأمور * ومن كفر فلا يحزنك كفره" أي لا تحزن عليهم يا محمد في كفرهم بالله وبما جئت به, فإن قدر الله نافذ فيهم, وإلى الله مرجعهم فينبئهم بما عملوا, أي فيجزيهم عليه "إن الله عليم بذات الصدور" فلا تخفى عليه خافية, ثم قال تعالى: "نمتعهم قليلاً" أي في الدنيا "ثم نضطرهم" أي نلجئهم "إلى عذاب غليظ" أي فظيع صعب مشق على النفوس, كما قال تعالى: "إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون * متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون".
24- "نمتعهم قليلاً" أي نبقيهم في الدنيا مدة قليلة يتمتعون بها. فإن النعيم الزائل هو أقل قليل بالنسبة إلى النعيم الدائم. وانتصاب قليلاً على أنه صفة لمصدر محذوف: أي تمتيعاً قليلاً "ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ" أي نلجئهم إلى عذاب النار. فإنه لا أثقل منه على من وقع فيه وأصيب به، فلهذا استعير له الغلظ.
24- "نمتعهم قليلاً"، أي: نمهلهم ليتمتعوا بنعيم الدنيا قليلاً إلى انقضاء آجالهم، " ثم نضطرهم "، ثم نلجئهم ونردهم في الآخرة، "إلى عذاب غليظ"، وهو عذاب النار.
24 -" نمتعهم قليلاً " تمتيعاً أو زماناً قليلاً فإن ما يزول بالنسبة إلى ما يدوم قليل . " ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ " يثقل عليهم ثقل الأجرام الغلاظ أو يضم إلى الإحراق الضغط .
24. We give them comfort for a little, and then We drive them to a heavy doom.
24 - We grant them their pleasure for a little while: in the end shall We drive them to a chastisement unrelenting.