24 - (وقفوهم) احبسوهم عند الصراط (إنهم مسؤولون) عن جميع أقوالهم وأفعالهم ويقال لهم توبيخا
يقون تعالى ذكره "وقفوهم": احبسوهم : أي احبسوا أيها الملائكة هؤلاء المشركين الذين ظلموا أنفسهم وأزواجهم ، وما كانوا يعبدون من دون الله من الآلهة "إنهم مسؤولون" فاختلف أهل التأويل في المعنى الذي يأمر الله تعالى ذكره بوقفهم لمسألتهم عنه ، فقال بعضهم : يسألهم هل يعجبهم ورود النار.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن بشار، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، قال : ثنا أبو الزعراء، قال : كنا عند عبد الله ، فذكر قصة، ثم قال : يتمثل الله للخلق فيلقاهم ، فليس أحد من الخلق كان يعبد من دون الله شيئاً إلا وهو مرفوع له يتبعه قال : فيلقى اليهود فيقول : من تعبدون ؟ فيقولون : نعبد عزيراً، قال : فيقول : هل يسركم الماء؟ فيقولون : نعم ، فيريهم جهنم وهي كهيئة السراب ، ثم قرأ "وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا" [الكهف : 105] قال : ثم يلقى النصارى فيقول : من تعبدون ؟ فيقولون : المسيح ، فيقول : هل يسركم الماء؟ فيقولون : نعم ، فيريهم جهنم ، وهي كهيئة السراب ، ثم كذلك لمن كان يعبد من دون الله في شيئاً، ثم قرأ عبد الله "وقفوهم إنهم مسؤولون".
وقال آخرون : بل ذلك للسؤال عن أعمالهم.
حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا معتمر، عن ليث ، عن رجل ، عن أنس بن مالك ، قال : "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أيما رجل دعا رجلاً إلى شيء كان موقوفاً لازماً به لا يغادره ، ولا يفارقه ، ثم قرأ هذه الآية "وقفوهم إنهم مسؤولون"".
وقال آخرون : بل معنى ذلك : وقفوا هؤلاء الذين ظلموا أنفسهم وأزواجهم إنهم مسئولون عما كانوا يعبدون من دون الله.
قوله تعالى : " وقفوهم إنهم مسؤولون " وحكى عيسى بن عمر < أنهم > بفتح الهمزة . قال الكسائي : أي لأنهم وبأنهم ، يقال : وقفت الدابة أقفها وقفاً فوقفت هي وقوفاً ، يتعدى ولا يتعدى ، أي احبسوهم . وهذا يكون قبل السوق إلى الجحيم ، وفيه تقديم وتأخير ، أي قفوهم للحساب ثم سوقوهم إلى النار . وقيل : يساقون إلى النار إولاً ثم يحشرون للسؤال إذا قربوا من النار . < إنهم مسئولون > عن أعمالهم وأقوالهم وأفعالهم ، قاله القرظي و الكلبي . الضحاك : عن خطاياهم . ابن عباس : عن لا إله إلا الله . وعنه أيضاً : عن ظلم الخلق . وفي هذا كله دليل على أن الكافر يحاسب . وقد مضى في < الحجر > الكلام فيه . وقيل : سؤالهم أن يقال لهم : " ألم يأتكم رسل منكم " [ الأنعام : 130 ] إقامة للحجة .
يخبر تعالى عن قيل الكفار يوم القيامة أنهم يرجعون على أنفسهم بالملامة ويعترفون بأنهم كانوا ظالمين لأنفسهم في الدار الدنيا, فإذا عاينوا أهوال القيامة ندموا كل الندم حيث لا ينفعهم الندم "وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين" فتقول الملائكة والمؤمنون "هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون" وهذا يقال لهم على وجه التقريع والتوبيخ ويأمر الله تعالى الملائكة أن تميز الكفار من المؤمنين في الموقف في محشرهم ومنشرهم ولهذا قال تعالى: "احشروا الذين ظلموا وأزواجهم" قال النعمان بن بشير رضي الله عنه يعني بأزواجهم أشباههم وأمثالهم, وكذا قال ابن عباس وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد والسدي وأبو صالح وأبو العالية وزيد بن أسلم, وقال سفيان الثوري عن سماك عن النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه "احشروا الذين ظلموا وأزواجهم" قال إخوانهم. وقال شريك عن سماك عن النعمان قال: سمعت عمر يقول "احشروا الذين ظلموا وأزواجهم" قال: أشباههم. قال يجيء أصحاب الزنا مع أصحاب الزنا وأصحاب الربا مع أصحاب الربا, وأصحاب الخمر مع أصحاب الخمر, وقال خصيف عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما أزواجهم نساؤهم وهذا غريب والمعروف عنه الأول كما رواه مجاهد وسعيد بن جبير عنه أزواجهم قرناؤهم وما كانوا يعبدون من دون الله أي من الأصنام والأنداد تحشر معهم في أماكنهم. وقوله تعالى: "فاهدوهم إلى صراط الجحيم" أي أرشدوهم إلى طريق جهنم وهذا كقوله تعالى: "ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عمياً وبكماً وصماً مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيراً" وقوله تعالى: "وقفوهم إنهم مسؤولون" أي قفوهم حتى يسألوا عن أعمالهم وأقوالهم التي صدرت عنهم في الدار الدنيا كما قال الضحاك عن ابن عباس يعني احبسوهم إنهم محاسبون. وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا النفيلي حدثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت ليثاً يحدث عن بشير عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما داع دعا إلى شيء كان موقوفاً معه إلى يوم القيامة لا يغادره ولا يفارقه وإن دعا رجل رجلاً" ثم قرأ "وقفوهم إنهم مسؤولون" ورواه الترمذي من حديث ليث بن أبي سليم, ورواه ابن جرير عن يعقوب بن إبراهيم عن معتمر عن ليث عن رجل عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً. وقال عبد الله بن المبارك: سمعت عثمان بن زائدة يقول إن أول ما يسأل عنه الرجل جلساؤه, ثم يقال لهم على سبيل التقريع والتوبيخ " ما لكم لا تناصرون " أي كما زعمتم أنكم جمع منتصر "بل هم اليوم مستسلمون" أي ينقادون لأمر الله لا يخالفونه ولا يحيدون عنه, والله أعلم.
24- "وقفوهم إنهم مسؤولون" أي احبسوهم، يقال وقفت الدابة أقفها وقفاً فوقفت هي وقوفاً يتعدى ولا يتعدى، وهذا الحبس لهم يكون قبل السوق إلى جهنم: أي وقفوهم للحساب ثم سوقوهم إلى النار بعد ذلك، وجملة "إنهم مسؤولون" تعليل للجملة الأولى. قال الكلبي: أي مسؤولون عن أعمالهم وأقوالهم وأفعالهم. وقال الضحاك: عن خطاياهم، وقيل عن لا إله إلا الله، وقيل عن ظلم العباد، وقيل عن ظلم العباد.
24. " وقفوهم "، احبسوهم، يقال: وقفته وقفاً فوقف وقوفاً.
قال المفسرون: لما يقوا إلى النار حبسوا عند الصراط، لأن السؤال عند الصراط، فقيل: وقفوهم " إنهم مسؤولون "، قال ابن عباس: عن جميع أقوالهم وأفعالهم.
وروي عنه عن: لا إله إلا الله.
وفي الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن أربعة أشياء: عن شبابه فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به ".
24-" وقفوهم " احبسوهم في الموقف " إنهم مسؤولون " عن عقائدهم وأعمالهم والواو لا توجب الترتيب مع جواز أن يكون موقفهم متعدداً .
24. And stop them, for they must be questioned.
24 - But stop them, for they must be asked: