(تلك) هذه الآيات (آيات الله نتلوها) نقصها (عليك) يا محمد (بالحق) بالصدق (وإنك لمن المرسلين) التأكيد بإن وغيرها رداً لقول الكفار له لست مرسلا
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: "تلك آيات الله"، هذه الآيات التي اقتص الله فيها أمر الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، وأمر الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى الذين سألوا نبيهم أن يبعث لهم طالوت ملكا، وما بعدها من الآيات إلى قوله: " ولكن الله ذو فضل على العالمين ". ويعني بقوله: "آيات الله"، حججه وأعلامه وأدلته.يقول الله تعالى ذكره: فهذه الحجج التي أخبرتك بها، يا محمد، وأعلمتك- من قدرتي على إماتة من هرب من الموت في ساعة واحدة وهم ألوف، وإحيائي إياهم بعد ذلك، وتمليكي طالوت أمر بني إسرائيل بعد إذ كان سقاء أو دباغا من غير أهل بيت المملكة، وسلبي ذلك إياه بمعصيته أمري، وصرفي ملكه إلى داود لطاعته إياي، ونصرتي أصحاب طالوت مع قلة عددهم وضعف شوكتهم على جالوت وجنوده مع كثرة عددهم وشدة بطشهم- حججي على من جحد نعمتي، وخالف أمري، وكفر برسولي من أهل الكتابين التوراة والإنجيل، العالمين بما اقتصصت عليك من الأنباء الخفية التي يعلمون أنها من عندي، لم تتخرصها ولم تتقولها أنت يا محمد، لأنك أمي ولست ممن قرأ الكتب فيلتبس عليهم أمرك، ويدعوا أنك قرأت ذلك فعلمته من بعض أسفارهم، ولكنها حججي عليهم أتلوها عليك، يا محمد، بالحق اليقين كما كان، لا زيادة فيه ولا تحريف ولا تغيير شيء منه عما كان، "وإنك" يا محمد "لمن المرسلين"، يقول: إنك لمرسل متبع في طاعتي وإيثار مرضاتي على هواك، فسالك في ذلك من أمرك سبيل من قبلك من رسلي الذين أقاموا على أمري، وآثروا رضاي على هواهم، ولم تغيرهم الأهواء ومطامع الدنيا، كما غير طالوت هواه وإيثاره ملكه على ما عندي لأهل ولايتي، ولكنك مؤثر أمري كما آثره المرسلون الذين قبلك.تم الجزء الثاني ويليه إن شاء الله الجزء الثالث من المجلد الثالث وأوله: القول في تأويل قوله تعالى: "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض"
" تلك " ابتداء " آيات الله " خبره ، وإن شئت كان بدلاً والخبر " نتلوها عليك بالحق " ، " وإنك لمن المرسلين " ، خبر إن ، أي : وإنك لمرسل ، نبه الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن هذه الآيات التي تقدم ذكرها لا يعلمها إلا نبي مرسل .
أي لما واجه حزب الإيمان, وهم قليل من أصحاب طالوت, لعدوهم أصحاب جالوت, وهم عدد كثير "قالوا ربنا أفرغ علينا صبراً" أي أنزل علينا صبراً من عندك "وثبت أقدامنا" أي في لقاء الأعداء, وجنبنا الفرار والعجز "وانصرنا على القوم الكافرين".
قال الله تعالى: "فهزموهم بإذن الله" أي غلبوهم وقهروهم بنصر الله لهم "وقتل داود جالوت" ذكروا في الإسرائيليات أنه قتله بمقلاع كان في يده, رماه به فأصابه فقتله, وكان طالوت قد وعده إن قتل جالوت أن يزوجه ابنته, ويشاطره نعمته, ويشركه في أمره, فوفى له ثم آل الملك إلى دواد عليه السلام مع ما منحه الله به من النبوة العظيمة, ولهذا قال تعالى: "وآتاه الله الملك" الذي كان بيد طالوت "والحكمة" أي النبوة بعد شمويل "وعلمه مما يشاء" أي مما يشاء الله من العلم الذي اختص به صلى الله عليه وسلم ثم قال تعالى: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض" أي لولا الله يدفع عن قوم بآخرين كما دفع عن بني إسرائيل بمقاتلة طالوت وشجاعة داود لهلكوا كما قال تعالى: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً" الاية, وقال ابن جرير: حدثني أبو حميد الحمصي أحمد بن المغيرة, حدثنا يحيى بن سعيد, حدثنا حفص بن سليمان عن محمد بن سوقة, عن وبرة بن عبد الرحمن, عن ابن عمر , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليدفع بالمسلم الصالح عن مائة أهل بيت من جيرانه البلاء" ثم قرأ ابن عمر "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض" وهذا إسناد ضعيف, فإن يحيى بن سعيد هذا, هو ابن العطار الحمصي, وهو ضعيف جداً, ثم قال ابن جرير: حدثنا أبو حميد الحمصي, حدثنا يحيى بن سعيد, حدثنا عثمان بن عبد الرحمن, عن محمد بن المنكدر, عن جابر بن عبد الله, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليصلح بصلاح الرجل المسلم ولده, وولد ولده, وأهل دويرته, ودويرات حوله, ولا يزالون في حفظ الله عز وجل, ما دام فيهم" وهذا أيضاً غريب ضعيف لما تقدم أيضاً, وقال أبو بكر بن مردويه: حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم, حدثنا علي بن إسماعيل بن حماد, أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد, أخبرنا زيد بن الحباب, حدثني حماد بن زيد, عن أيوب, عن أبي قلابة, عن أبي أسماء, عن ثوبان رفع الحديث, قال "لا يزال فيكم سبعة بهم تنصرون, وبهم تمطرون, وبهم ترزقون, حتى يأتي أمر الله". وقال ابن مردويه أيضاً: وحدثنا محمد بن أحمد, حدثنا محمد بن جرير بن يزيد, حدثنا أبو معاذ نهار بن معاذ بن عثمان الليثي, عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني, عن عبادة بن الصامت, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأبدال في أمتي ثلاثون, بهم ترزقون, وبهم تمطرون, وبهم تنصرون" قال قتادة, إني لأرجو أن يكون الحسن منهم.
وقوله "ولكن الله ذو فضل على العالمين" أي ذو من عليهم ورحمة بهم, يدفع عنهم ببعضهم بعضاً, وله الحكم والحكمة والحجة على خلقه في جميع أفعاله وأقواله.
ثم قال تعالى: "تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين" أي هذه آيات الله التي قصصناها عليك من أمر الذين ذكرناهم بالحق, أي بالواقع الذي كان عليه الأمر المطابق لما بأيدي أهل الكتاب من الحق الذي يعلمه علماء بني إسرائيل, "وإنك" يا محمد "لمن المرسلين" وهذا توكيد وتوطئة للقسم.
وآيات الله: هي ما اشتملت عليه هذه القصة من الأمور المذكورة. والمراد 252- "بالحق" هنا الخبر الصحيح الذي لا ريب فيه عند أهل الكتاب والمطلعين على أخبار العالم. وقوله: "إنك لمن المرسلين" إخبار من الله سبحانه بأنه من جملة رسل الله سبحانه تقوية لقلبه وتثبيتاً لجنانه وتشديداً لأمره.
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: "ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل" قال: هذا حين رفعت النبوة واستخرج أهل الإيمان، وكانت الجبابرة قد أخرجتهم من ديارهم وأبنائهم "فلما كتب عليهم القتال" وذلك حين أتاهم التابوت، قال: وكان من إسرائيل سبطان: سبط نبوة، وسبط خلافة، فلا تكون الخلافة إلا في سبط الخلافة، ولا تكون النبوة إلا في سبط النبوة، " وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه " وليس من أحد السبطين لا من سبط النبوة ولا من سبط الخلافة "قال إن الله اصطفاه عليكم" فأبوا أن يسلموا له الرياسة حتى قال لهم: "إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية" وكان موسى حين ألقى الألواح تكسرت ورفع منها وجمع ما بقي فجعله في التابوت، وكانت العمالقة قد سبت ذلك التابوت، والعمالقة فرقة من عاد كانوا بأريحاء، فجاءت الملائكة بالتابوت تحمله بين السماء والأرض وهم ينظرون إليه حتى وضعته عند طالوت، فلما رأوا ذلك قالوا: نعم فسلموا له وملكوه، وكانت الأنبياء إذا حضروا قتالاً قدموا التابوت بين أيديهم ويقولون: إن آدم نزل بذلك التابوت وبالركن وبعصى موسى من الجنة.
وبلغني أن التابوت وعصى موسى في بحيرة طبرية، وأنهما يخرجان قبل يوم القيامة. وقد ورد هذا المعنى مختصراً ومطولاً عن جماعة من السلف فلا يأتي التطويل بذكر ذلك بفائدة يعتد بها. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي مالك عن ابن عباس "وزاده بسطة" يقول: فضيلة "في العلم والجسم" يقول: كان عظيماً جسيماً يفضل بني إسرائيل بعنقه. وأخرج أيضاً عن وهب بن منبه "وزاده بسطة في العلم" قال: العلم بالحرب. وأخرج ابن المنذر عنه أنه سئل أنبياً كان طالوت؟ قال: لا، لم يأته وحي. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أنه سئل عن تابوت موسى ما سعته؟ قال: نحو من ثلاثة أذرع في ذراعين. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: السكينة الرحمة. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عنه قال: السكينة والطمأنينة. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه قال: السكينة دابة قدر الهر لها عينان لهما شعاع، وكان إذا التقى الجمعان أخرجت يديها ونظرت إليهم فيهزم الجيش من الرعب. وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن علي قال: السكينة ريح خجوج ولها رأسان. وأخرج عبد الرزاق وأبو عبيد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه
عن علي قال: السكينة لها وجه كوجه الإنسان، ثم هي بعد ريح هفانة. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن مجاهد قال: السكينة من الله كهيئة الريح، لها وجه كوجه الهر وجناحان وذنب مثل ذنب الهر. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس قال: "فيه سكينة من ربكم" قال: طست من ذهب من الجنة كان يغسل بها قلوب الأنبياء ألقي الألواح فيها. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن وهب بن منبه أنه قال: هي روح من الله لا تتكلم، إذا اختلفوا في شيء تكلم فأخبرهم ببيان ما يريدون. وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال: هي شيء تسكن إليه قلوبهم. وأخرج عبد الرزاق عن قتادة قال: فيه سكينة، أي: وقار.
وأقول: هذه التفاسير المتناقضة لعلها وصلت إلأى هؤلاء الأعلام من وجهة اليهود أقماهم الله، فجاءوا بهذه الأمور لقصد التلاعب بالمسلمين رضي الله عنهم والتشكيك عليهم، وانظر إلى جعلهم لها تارةً حيواناً وتارةً جماداً وتارةً شيئاً لا يعقل، كقول مجاهد: كهيئة الريح لها وجه كوجه الهر، وجناحان وذنب مثل ذنب الهر. وهكذا كل منقول عن بني إسرائيل يتناقض ويشتمل على ما لا يعقل في الغالب، ولا يصح أن يكون مثل هذه التفاسير المتناقضة مروياً عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا رأياً رآه قائله، فهم أجل قدراً من التفسير بالرأي وبما لا مجال للاجتهاد فيه. إذا تقرر لك هذا عرفت أن الواجب الرجوع في مثل ذلك إلى معنى السكينة لغة وهو معروف ولا حاجة إلى ركوب هذه الأمور المتعسفة المتناقضة، فقد جعل الله عنها سعة ولو ثبت لنا في السكينة تفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم لوجب علينا المصير إليه والقول به، ولكنه لم يثبت من وجه صحيح بل ثبت انها تنزلت عن بعض الصحابة عند تلاوته للقرآن كما في صحيح مسلم عن البراء قال:" كان رجل يقرأ سورة الكهف وعنده فرس مربوط، فتغشته سحابة فجعلت تدور وتدنو، وجعل فرسه ينفر منها: فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك
له، فقال: تلك السكينة نزلت للقرآن" .وليس في هذا إلا ان هذه التي سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم سحابة دارت على ذلك القارئ فالله أعلم. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: "وبقية مما ترك آل موسى" قال: عصاه ورضاض الألواح. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي صالح قال: كان في التابوت عصى موسى وعصى هارون، وثياب موسى وثياب هارون، ولوحان من التوراة والمن، وكلمة الفرج لا إله إلا الله الحليم الكريم وسبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله: "تحمله الملائكة" قال: أقبلت به الملائكة تحمله حتى وضعته في بيت طالوت فأصبح في داره. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس "إن في ذلك لآية" قال: علامة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس "إن الله مبتليكم بنهر" يقول: بالعطش، فلما انتهى إلى النهر وهو نهر الأردن كرع فيه عامة الناس فشربوا منه، فلم يزد من شرب منه إلا عطشاً، وأجزأ من اغترف غرفة بيده وانقطع الظمأ عنه. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير "فشربوا منه إلا قليلاً منهم" قال: القليل ثلثمائة وبضعة
عشر عدة أهل بدر. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن البراء قال: كنا أصحاب محمد نتحدث أن أصحاب بدر على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر، ولم يجاوز معه إلا مؤمن بضعة عشر وثلثمائة. وقد أخرج ابن جرير عن قتادة قال: ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوم بدر: "أنتم بعدة أصحاب طالوت يوم لقي جالوت". وأخرج ابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: كانوا ثلثمائة ألف وثلاثة آلاف وثلثمائة وثلاثة عشر، فشربوا منه كلهم إلا ثلثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر، فردهم طالوت ومضى ثلثمائة وثلاثة عشر. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: "الذين يظنون" قال: الذين يستيقنون. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال: كان طالوت أميراً على الجيش، فبعث أبو داود مع داود بشيء إلى إخوته، فقال داود لطالوت: ماذا لي، وأقبل جالوت فقال: لك ثلث ملكي وأنكحك ابنتي، فأخذ مخلاة فجعل فيها ثلاث مروات، ثم سمى إبراهيم وإسحاق ويعقوب، ثم أدخل يده فقال: بسم الله إلهي وإله آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب، فخرج على إبراهيم فجعله في مرحمته، فرمى بها جالوت فخرق ثلاثة وثلاثين بيضة عن رأسه وقتلت ما وراءه ثلاثين ألفاً. وقد ذكر المفسرون أقاصيص كثيرة من هذا الجنس والله أعلم. وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض" قال: يدفع الله بمن يصلي عمن لا يصلي، وبمن بحج عمن لا يحج، وبمن يزكي عمن لا يزكي. وأخرج ابن عدي وابن جرير بسند ضعيف عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليدفع بالمسلم الصالح عن مائة أهل بيت من جيرانه البلاء" ثم قرأ ابن عمر "ولولا دفع الله الناس" الآية وفي إسناده يحيى بن سعيد العطار الحمصي وهو ضعيف جداً.
252. " تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين ".
252-" تلك آيات الله " إشارة إلى ما قص من حديث الألوف وتمليك طالوت وإتيان التابوت وانهزام الجبابرة وقتل داود جالوت " نتلوها عليك بالحق " بالوجه المطابق الذي لا يشك فيه أهل الكتاب وأرباب التواريخ . " وإنك لمن المرسلين " لما اختبرت بها من غير تعرف واستماع .
252. These are the portents of Allah which We recite unto thee (Muhammad) with truth, and Lo! thou art of the number of (Our) messengers;
252 - These are the signs of God: we rehearse them to thee in truth: verily thou art one of the apostles.