3 - (خلق السماوات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم) إذ جعل شكل الآدمي أحسن الأشكال (وإليه المصير)
يقول تعالى ذكره : خلق السموات السبع والأرض بالعدل والإنصاف ، وصوركم : يقول : ومثلكم فأحسن مثلكم ، وقيل : إنه عني بذلك تصويره آدم ، وخلقه إياه بيده .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس " خلق السماوات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم " يعني آدم خلقه بيده .
وقوله : " وإليه المصير " يقول : وإلى الله مرجع جميعكم أيها الناس .
قوله تعالى: " خلق السموات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير ".
قوله تعالى: " خلق السموات والأرض بالحق " تقدم في غير موضع، أي خلقها حقاً يقيناً لا ريب فيه. وقيل الباء بمعنى اللام، أي خلقها للحق، وهو أن يجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى. " وصوركم فأحسن صوركم " يعني آدم عليه السلام، خلقه بيده كرامة له، قال مقاتل. الثاني - جميع الخلائق. وقد مضى معنى التصوير، وأنه التخطيط والتشكيل. فإن قيل: كيف أحسن صورهم ؟ قيل له: جعلهم أحسن صورهم ؟ قيل له: جعلهم أحسن الحيوان كله وأبهاه صورة، بدليل أن الإنسان لا يتمنى أن تكون صورته على خلاف ما يرى من سائر الصور. ومن حسن صورته أنه خلق منتصباً غير منكب، كما قال عز وجل: " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى. " وإليه المصير " أي المرجع، فيجازي كلا بعمله.
هذه السورة هي آخر المسبحات وقد تقدم الكلام على تسبيح المخلوقات لبارئها ومالكها, ولهذا قال تعالى: "له الملك وله الحمد" أي هو المتصرف في جميع الكائنات المحمود على جميع ما يخلقه ويقدره. وقوله تعالى: "وهو على كل شيء قدير" أي ما أراد كان بلا ممانع ولا مدافع وما لم يشأ لم يكن. وقوله تعالى: "هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن" أي هو الخالق لكم على هذه الصفة, وأراد منكم ذلك فلا بد من وجود مؤمن وكافر, وهو البصير بمن يستحق الهداية ممن يستحق الضلال, وهو شهيد على أعمال عباده وسيجزيهم بها أتم الجزاء, ولهذا قال تعالى: "والله بما تعملون بصير" ثم قال تعالى: "خلق السموات والأرض بالحق" أي بالعدل والحكمة "وصوركم فأحسن صوركم" أي أحسن أشكالكم, كقوله تعالى: " يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم * الذي خلقك فسواك فعدلك * في أي صورة ما شاء ركبك ". وكقوله تعالى: "الله الذي جعل لكم الأرض قراراً والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات" الاية, وقوله تعالى: "وإليه المصير" أي المرجع والمآب, ثم أخبر تعالى عن علمه بجميع الكائنات السمائية والأرضية والنفسية فقال تعالى: "يعلم ما في السموات والأرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور".
ثم لما ذكر سبحانه إلى خلق العالم الصغير أتبعه بخلق العالم الكبير فقال: 3- "خلق السموات والأرض بالحق" أي بالحكمة البالغة. وقيل خلق ذلك خلقاً يقيناً لا ريب فيه، وقيل الباء بمعنى اللام: أي خلق ذلك لإظهار الحق، وهو أن يجزي المحسن بإحسانة والمسيء بإساءته. ثم رجع سبحانه إلى خلق العالم الصغير فقال: "وصوركم فأحسن صوركم" قيل المراد آدم خلقه بيده كرامة له، كذا قال مقاتل، وقيل المراد جميع الخلائق وهو الظاهر: أي أنه سبحانه خلقهم في أكمل صورة وأحسن تقويم وأجمل شكل. والتصوير: التخطيط والتشكيل. قرأ الجمهور "فأحسن صوركم" بضم الصاد، وقرأ زيد بن علي والأعمش وأبو زيد بكسرها "وإليه المصير" في الدار الآخرة، لا إلى غيره.
3- "خلق السموات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير".
3-" خلق السموات والأرض بالحق " بالحكمة البالغة . " وصوركم فأحسن صوركم " فصوركم من جملة ما خلق فيهما بأحسن صورة ، حيث زينكم بصفوة أوصاف الكائنات ، وخصكم بخلاصة خصائص المبدعات ، وجعلكم أنموذج جميع المخلوقات . "وإليه المصير " فأحسنوا سرائركم حتى لا يمسخ بالعذاب ظواهركم .
3. He created the heavens and the earth with truth, and He shaped you and made good your shapes, and unto Him is the journeying.
3 - He has created the heavens and the earth in just proportions, and has given you shape, and made your shapes beautiful: and to Him is the final Goal.