3 - قل لهم (اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم) أي القرآن (ولا تتبعوا) تتخذوا (من دونه) أي الله أي غيره (أولياء) تطيعونهم في معصيته تعالى (قليلاً ما تذكرون) بالياء والتاء تتعظون ، وفيه إدغام التاء في الأصل في الذال وفي قراءة بسكونها ، وما زائدة لتأكيد القلة
قال أبو جعفر : يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل ، يا محمد ، لهؤلاء المشركين من قومك الذين يعبدون الأوثان والأصنام : اتبعوا، أيها الناس ، ما جاءكم من عند ربكم بالبينات والهدى، واعملوا بما أمركم به ربكم ، ولا تتبعوا شيئاً من دونه ، يعني : شيئاً غير ما أنزل إليكم ربكم . يقول : لا تتبعوا أمر أوليائكم الذين يأمرونكم بالشرك بالله وعبادة الأوثان ، فإنهم يضلونكم ولا يهدونكم .
فإن قال قائل : وكيف قلت : معنى الكلام : قل اتبعوا، وليس في الكلام موجودا ذكر االقول ؟
قيل : إنه وإن لم يكن مذكوراً صريحاً، فإن في الكلام دلالة عليه ، وذلك قوله : " فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به " ، ففي قوله " لتنذر به " ، الأمر بالإنذار، وفي الأمر بالإنذار، الأمر بالقول ، لأن الإنذار قول . فئ ن معنى الكلام : أنذر القوم وقل لهم : اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم .
ولو قيل : معناه : لتنذر به وتذكو به المؤمنين فتقول لهم : اتبعوا ما أنزل إليكم ، كان غير مدفوع .
وقد كان بعض أهل العربية يقول : قوله : " اتبعوا" ، خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، ومعناه : كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه ، اتبع ما أنزل إليك من ربك ، ويرى أن ذلك نظير قول الله : " يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن " ، إذ ابتدأ خطاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم جعل الفعل للجميع ، إذ كان أمر الله نبيه بأمر، أمراً منه لجميع أمته ، كما يقال للرجل يفرد بالخطاب والمراد به هو وجماعة أتباعه أو عشيرته وقبيلته : أما تتقون الله ، أما تستحيون من الله !، ونحو ذلك من الكلام .
وذلك وإن كان وجهاً غير مدفوع ، فالقول الذي اخترناه أولى بمعنى الكلام ، لدلالة الظاهر الذي وصفنا عليه.
وقوله : " قليلا ما تذكرون " ، يقول : قليلاً ما تتعظون وتعتبرون فتراجعون الحق .
فيه مسألتان:
الأولى: قوله تعالى: "اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم" يعني الكتاب والسنة. قال الله تعالى: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" [الحشر: 7]. وقالت فرقة: هذا أمر يعم النبي صلى الله عليه وسلم وأمته. والظاهر أنه أمر لجميع الناس دونه. أي اتبعوا ملة الإسلام والقرآن، وأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وامتثلوا أمره، واجتنبوا نهيه. ودلت الآية على ترك اتباع الآراء مع وجود النص.
الثانية: قوله تعالى: " ولا تتبعوا من دونه أولياء" من دونه من غيره. والهاء تعود على الرب سبحانه، والمعنى: لا تعبدوا معه غيره، ولا تتخذوا من عدل عن دين الله ولياً. وكل من رضي مذهباً فأهل ذلك المذهب أولياؤه. وروي عن مالك بن دينار أنه قرأ لا تبتغوا من دونه أولياء أي ولا تطلبوا. ولم ينصرف أولياء لأن فيه ألف التأنيث. وقيل: تعود على ما من قوله: "اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم". "قليلا ما تذكرون" ما زائدة. وقيل: تكون مع الفعل مصدراً.
قد تقدم الكلام في أول سورة البقرة على ما يتعلق بالحروف وبسطه واختلاف الناس فيه, قال ابن جرير: حدثنا سفيان بن وكيع, حدثنا أبي عن شريك عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس " المص " أنا الله أفصل, وكذا قال سعيد بن جبير "كتاب أنزل إليك" أي هذا كتاب أنزل إليك أي من ربك "فلا يكن في صدرك حرج منه" قال مجاهد وقتادة والسدي: شك منه, وقيل: لا تتحرج به في إبلاغه والإنذار به "فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل" ولهذا قال "لتنذر به" أي أنزلناه إليك لتنذر به الكافرين "وذكرى للمؤمنين" ثم قال تعالى مخاطباً للعالم "اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم" أي اقتفوا آثار النبي الأمي الذي جاءكم بكتاب أنزل إليكم من رب كل شيء ومليكه "ولا تتبعوا من دونه أولياء" أي لا تخرجوا عما جاءكم به الرسول إلى غيره, فتكونوا قد عدلتم عن حكم الله إلى حكم غيره "قليلاً ما تذكرون" كقوله "وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين" وقوله "وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله" الاية وقوله "وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون".
قوله: 3- "اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم" يعني الكتاب ومثله السنة لقوله: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" ونحوها من الآيات، وهو أمر للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته، وقيل: هو أمر للأمة بعد أمره صلى الله عليه وسلم بالتبليغ، وهو منزل إليهم بواسطة إنزاله إلى النبي صلى الله عليه وسلم: "ولا تتبعوا من دونه أولياء" نهي للأمة عن أن يتبعوا أولياء من دون الله يعبدونهم ويجعلونهم شركاء لله، فالضمير على هذا في "من دونه" يرجع إلى رب، ويجوز أن يرجع إلى ما في ما أنزل إليكم: أي لا تتبعوا من دون كتاب الله أولياء تقلدونهم في دينكم كما كان يفعله أهل الجاهلية من طاعة الرؤساء فيما يحللونه لهم ويحرمونه عليهم. قوله: "قليلاً ما تذكرون" انتصاب قليلاً على أنه صفة لمصدر محذوف للفعل المتأخر: أي تذكراً قليلاً، وما مزيدة للتوكيد أو هو منتصب على الحال من فاعل لا تتبعوا، وما مصدرية: أي لا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً تذكرهم. قرئ "تذكرون" بالتخفيف بحذف إحدى التاءين، وقرئ بالتشديد على الإدغام.
3- " اتبعوا "، أي: وقل لهم اتبعوا: " ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء "، أي: لا تتخذوا غيره أولياء تطيعونهم في معصية الله تعالى، " قليلاً ما تذكرون "، تتعظون،وقرأ ابن عامر: " يتذكرون "، بالياء والتاء.
3. "اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم " يعم القرآن والسنة لقوله سبحانه وتعالى : " وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى " " ولا تتبعوا من دونه أولياء " يضلونكم من الجن والإنس . وقيل الضمير في "من دونه" لـ"ما أنزل " أي : ولا تتبعوا من دون دين الله دين أولياء . وقرئ " ولتبتغوا " "قليلا ما تذكرون " أي تذكراً قليلاً أو زماناً قليلاً تذكرون حيث تتركون دين الله وتتبعون غيره ، و"ما " مزيدة لتأكيد القلة وإن جعلت مصدرية لم ينتصب " قليلاً" بـ"تذكرون " . وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم "تذكرون " بحذف التاء ، وابن عامر "يتذكرون "على أن الخطاب بعد مع النبي صلى الله عليه وسلم . .
3. (Saying): Follow that which is sent down unto you from your Lord, and follow no protecting friends beside Him. Little do ye recollect!
3 - Follow (O men) the revelation Given unto you form your Lord, and follow not, as friends Or protectors, other than Him. Little it is ye remember of admonition.