30 - (فأعرض عنهم وانتظر) إنزال العذاب بهم (إنهم منتظرون) بك حادث موت أو قتل فيستريحون منك وهذا قبل الأمر بقتالهم
وقوله " فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون " يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: فأعرض يا محمد عن هؤلاء المشركين بالله، القائلين لك: متى هذا الفتح، المستعجليك بالعذاب، وانتظر ما الله صانع بهم، إنهم منتظرون ما تعدهم من العذاب ومجيء الساعة.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة " فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون " يعني يوم القيامة.
قوله تعالى: "فأعرض عنهم" قيل: معناه فأعرض عن سفههم ولا تجبهم إلا بما أمرت به. "وانتظر إنهم منتظرون" أي انتظر يوم الفتح، يوم يحكم الله لك عليهم. ابن عباس: فأعرض عنهم أي عن مشركي قريش مكة، وأن هذا منسوخ بالسيف في براءة في قوله: "فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم" التوبة:5 . وانتظر أي موعدي لك. قيل: يعني يوم بدر. "إنهم منتظرون" أي ينتظرون بكم حوادث الزمان. وقيل: الآية غير منسوخة، إذ قد يقع الإعراض مع الأمر بالقتال كالهدنة وغيرها. وقيل: أعرض عنه بعد ما بلغت الحجة، وانتظر إنهم منتظرون. إن قيل: كيف ينتظرون القيامة وهم لا يؤمنون ؟ ففي هذا جوابان: أحدهما: أن يكون المعنى إنهم منتظرون الموت وهو من أسباب القيامة، فيكون هذا مجازاً. والآخر: أن فيهم من يشك وفيهم من يؤمن بالقيامة، فيكون هذا جواباً لهذين الصنفين. والله أعلم. وقرأ ابن السميقع: إنهم منتظرون بفتح الظاء. ورويت عن مجاهد وابن محيصن. قال الفراء: لا يصح هذا إلا بإضمار، مجازه: إنهم منتظرون بهم. قال أبو حاتم: الصحيح الكسر، أي انتظر عذابهم إنهم منتظرون هلاكك. وقد قيل: إن قراءة ابن السميقع بفتح الظاء معناها: وانتظر هلاكهم فإنهم أحقاء بأن ينتظر هلاكهم، يعني أنهم هالكون لا محالة، وانتظر ذلك فإن الملائكة في السماء ينتظرونه، ذكره الزمخشري. وهو معنى قول الفراء. والله أعلم.
يقول تعالى مخبراً عن استعجال الكفار ووقوع بأس الله بهم, وحلول غضبه ونقمته عليهم, استبعاداً وتكذيباً وعناداً "ويقولون متى هذا الفتح" أي متى تنصر علينا يا محمد ؟ كما تزعم أن لك وقتاً علينا وينتقم لك منا, فمتى يكون هذا ؟ ما نراك أنت وأصحابك إلا مختفين خائفين ذليلين, قال الله تعالى: "قل يوم الفتح" أي إذا حل بكم بأس الله وسخطه وغضبه في الدنيا وفي الأخرى "لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون" كما قال تعالى: "فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم" الايتين. ومن زعم أن المراد من هذا الفتح فتح مكة فقد أبعد النجعة, وأخطأ فأفحش, فإن يوم الفتح قد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إسلام الطلقاء, وقد كانوا قريباً من ألفين, ولوكان المراد فتح مكة لما قبل إسلامهم لقوله تعالى: "قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون" وإنما المراد الفتح الذي هو القضاء والفصل كقوله "فافتح بيني وبينهم فتحاً" الاية, وكقوله "قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق" الاية, وقال تعالى: "واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد" وقال تعالى: "وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا" وقال تعالى: "إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح".
ثم قال تعالى: "فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون" أي أعرض عن هؤلاء المشركين, وبلغ ما أنزل إليك من ربك, كقوله: "اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو" الاية, وانتظر فإن الله سينجز لك ما وعد وسينصرك على من خالفك, إنه لا يخلف الميعاد. وقوله "إنهم منتظرون" أي أنت منتظر وهم منتظرون ويتربصون بكم الدوائر "أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون" وسترى أنت عاقبة صبرك عليهم وعلى أداء رسالة الله في نصرتك وتأييدك, وسيجدون غب ما ينتظرونه فيك وفي أصحابك من وبيل عقاب الله لهم, وحلول عذابه بهم, وحسبنا الله ونعم الوكيل.
آخر تفسير سورة السجدة ولله الحمد والمنة.
30- "فأعرض عنهم" أي عن سفههم وتكذيبهم ولا تجبهم إلا بما أمرت به "وانتظر إنهم منتظرون" أي وانتظر يوم الفتح، وهو يوم القيامة، أو يوم إهلاكهم بالقتل إنهم منتظرون بك حوادث الزمان من موت أو قتل أو غلبة كقوله: "فتربصوا إنا معكم متربصون" ويجوز أن يراد إنهم منتظرون لإهلاكهم، والآية منسوخة بآية السيف، وقيل غير منسوخة، إذ قد يقع الإعراض مع الأمر بالقتال. وقرأ ابن السميفع إنهم منتظرون بفتح الظاء مبنياً للمفعول، ورويت هذه القراءة عن مجاهد وابن محيصن. قال الفراء: لا يصح هذا إلا بإضمار: أي إنهم منتظر بهم. قال أبو حاتم: الصحيح الكسر: أي انتظر عذابهم إنهم منتظرون هلاكك.
وقد أخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "رأيت ليلة أسري بي موسى بن عمران رجلاً طويلاً جعداً كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى ابن مريم مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس، ورأيت مالكاً خازن جهنم والدجال في آيات أراهن الله إياه" قال "فلا تكن في مرية من لقائه" فكان قتادة يفسرها أن النبي صلى الله عليه وسلم قد لقي موسى "وجعلناه هدىً لبني إسرائيل" قال: جعل الله موسى هدىً لبني إسرائيل. وأخرج الطبراني وابن مردويه والضياء في المختارة بسند قال السيوطي: صحيح عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم "فلا تكن في مرية من لقائه" قال من لقاء موسى، قيل أو لقي موسى؟ قال نعم، ألا ترى إلى قوله: "واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا". وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: " أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز " قال: الجرز التي لا تمطر إلا مطراً لا يغني عنها شيئاً إلا ما يأتيها من السيول. وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه في قوله: "إلى الأرض الجرز" قال: أرض اليمن. قال القرطبي في تفسيره: والإسناد عن ابن عباس صحيح لا مطعن فيه. وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله: "ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين" قال: يوم بدر فتح النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينفع الذين كفروا إيمانهم بعد الموت.
30- "فأعرض عنهم"، قال ابن عباس: نسختها آية السيف، "وانتظر إنهم منتظرون"، قيل انتظر موعدي لك بالنصر إنهم منتظرون بك حوادث الزمان. وقيل: انتظر عذابنا فيهم فإنهم منتظرون ذلك.
أخبرنا عبد الواحد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن أبي هريرة قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر يوم الجمعة " الم * تنزيل "، و"هل أتى على الإنسان"".
أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أبو منصور السمعاني، أخبرنا أبو جعفر الرياني، أخبرنا حميد بن زنجويه، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا سفيان، عن ليث، عن أبي الزبير، عن جابر قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ: "تبارك" و" الم * تنزيل "".
30ـ " فأعرض عنهم " ولا تبال بتكذيبهم ، وقيل هو منسوخ بأية السيف . " وانتظر " النصرة عليهم . " إنهم منتظرون " الغلبة عليك ، وقرئ بالفتح على معنى أنهم أحقاء بأن ينتظر هلاكهم أو أن الملائكة ينتظرونه . " عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ ألم تنزيل ، تبارك الذي بيده الملك أعطي من الأجر كأنما أحيا ليلة القدر " . " وعنه من قرأ ألم تنزيل في بيته لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام " .
30. So withdraw from them (O Muhammad), and await (the event). Lo! they also are awaiting (it)
30 - So turn away from them and wait: they too are waiting.