31 - (قال) فرعون له (فأت به إن كنت من الصادقين) فيه
القول في تأويل قوله تعالى : " قال فأت به إن كنت من الصادقين " .
قوله تعالى : فـ" قال " له " فأت به إن كنت من الصادقين " ولم يحتج الشرط إلى جواب عند سيبويه ، لأن ما تقدم يكفي منه .
لما قامت الحجة على فرعون بالبيان والعقل, عدل إلى أن يقهر موسى بيده وسلطانه, وظن أنه ليس وراء هذا المقام مقال, فقال "لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين" فعند ذلك قال موسى " أو لو جئتك بشيء مبين " أي ببرهان قاطع واضح "قال فأت به إن كنت من الصادقين * فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين" أي ظاهر واضح في غاية الجلاء والوضوح والعظمة, ذات قوائم, وفم كبير, وشكل هائل مزعج "ونزع يده" أي من جبيه "فإذا هي بيضاء للناظرين" أي تتلألأ كقطعة من القمر, فبادر فرعون بشقاوته إلى التكذيب والعناد, فقال للملإ حوله "إن هذا لساحر عليم" أي فاضل بارع في السحر, فروج عليهم فرعون أن هذا من قبيل السحر لا من قبيل المعجزة, ثم هيجهم وحرضهم على مخالفته والكفر به, فقال "يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره" الاية, أي أراد أن يذهب بقلوب الناس معه بسبب هذا, فيكثر أعوانه وأنصاره وأتباعه, ويغلبكم على دولتكم, فيأخذ البلاد منكم, فأشيروا علي فيه ماذا أصنع به ؟ "قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين * يأتوك بكل سحار عليم" أي أخره وأخاه حتى تجمع له من مدائن مملكتك وأقاليم دولتك كل سحار عليم يقابلونه, ويأتون بنظير ما جاء به, فتغلبه أنت, وتكون لك النصرة والتأييد, فأجابهم إلى ذلك. وكان هذا من تسخير الله تعالى لهم في ذلك ليجتمع الناس في صعيد واحد, وتظهر آيات الله وحججه وبراهينه على الناس في النهار جهرة.
فـ 31- "قال فأت به إن كنت من الصادقين" في دعواك، وهذا الشرط جوابه محذوف، لأنه قد تقدم ما يدل عليه فعند ذلك أبرز موسى المعجزة.
31- "قال"، له فرعون، "فأت به"، فإنا لن نسجنك حينئذ، "إن كنت من الصادقين".
31 -" قال فأت به إن كنت من الصادقين " في أن لك بينة أو في دعواك ، فإن مدعي النبوة لا بد له من حجة .
31. (Pharaoh) said: Produce it then, if thou art of the truthful!
31 - (Pharaoh) said: Show it then, if thou tellest the truth!