34 - (وقيل اليوم ننساكم) نترككم في النار (كما نسيتم لقاء يومكم هذا) أي تركتم العمل للقائه (ومأواكم النار وما لكم من ناصرين) مانعين منه
يقول تعالى ذكره : وقيل لهؤلاء الكفرة الذين وصف صفتهم : اليوم نترككم في عذاب جهنم كما تركتم العمل للقاء ربكم يومكم هذا .
كما حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية عن علي عن ابن عباس قوله " وقيل اليوم ننساكم " و نترككم . و قوله " و مأواكم النار " يقول : و مأواكم التي تأوون إليها نار جهنم ، " و ما لكم من ناصرين " يقول : وما لكم من مستنقذ ينقذكم اليوم من عذاب الله ، ولا منتصر ينتصر لكم ممن يعذبكم * فيستنقذ لكم منه .
قوله تعالى : " وقيل اليوم ننساكم " أي نترككم في النار كما تركتم لقاء يومكم هذا ، أي تركتم العمل له ، " ومأواكم النار " أي مسكنكم ومستقركم . " وما لكم من ناصرين " من ينصركم .
يخبر تعالى عن حكمه في خلقه يوم القيامة فقال تعالى : "فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات" أي آمنت قلوبهم وعملت جوارحهم الأعمال الصالحة وهي الخالصة الموافقة للشرع "فيدخلهم ربهم في رحمته" وهي الجنة كما ثبت في الصحيح أن الله تعالى قال للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء "ذلك الفوز المبين" أي البين الواضح. ثم قال تعالى: "وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم ؟" أي يقال لهم ذلك تقريعاً وتوبيخاً, أما قرئت عليكم آيات الله تعالى فاستكبرتم عن اتباعها, وأعرضتم عن سماعها, وكنتم قوماً مجرمين في أفعالكم مع ما اشتملت عليه قلوبكم من التكذيب ؟ "وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها" أي إذا قال لكم المؤمنون ذلك "قلتم ما ندري ما الساعة" أي لا نعرفها "إن نظن إلا ظناً" أي إن نتوهم وقوعها إلا توهماً أي مرجوحاً ولهذا قال: "وما نحن بمستيقنين" أي بمتحققين. قال الله تعالى: "وبدا لهم سيئات ما عملوا" أي وظهر لهم عقوبة أعمالهم السيئة "وحاق بهم" أي أحاط بهم "ما كانوا به يستهزئون" أي من العذاب والنكال "وقيل اليوم ننساكم" أي نعاملكم معاملة الناسي لكم في نار جهنم "كما نسيتم لقاء يومكم هذا" أي فلم تعملوا له لأنكم لم تصدقوا به "ومأواكم النار وما لكم من ناصرين". وقد ثبت في الصحيح أن الله تعالى يقول لبعض العبيد يوم القيامة: "ألم أزوجك ؟ ألم أكرمك ؟ ألم أسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع ؟ فيقول: بلى يارب. فيقول أفظننت أنك ملاقي ؟ فيقول: لا. فيقول الله تعالى: فاليوم أنساك كما نسيتني".
قال الله تعالى: "ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزواً" أي إنما جازيناكم هذا الجزاء لأنكم اتخذتم حجج الله عليكم سخرياً تسخرون وتستهزؤن بها "وغرتكم الحياة الدنيا" أي خدعتكم فاطمأننتم إليها فأصبحتم من الخاسرين, ولهذا قال عز وجل: "فاليوم لا يخرجون منها" أي من النار "ولا هم يستعتبون" أي لا يطلب منهم العتبى بل يعذبون بغير حساب ولا عتاب كما تدخل طائفة من المؤمنين الجنة بغير عذاب ولا حساب ثم لما ذكر تعالى حكمه في المؤمنين والكافرين, قال: "فلله الحمد رب السموات ورب الأرض" أي المالك لهما وما فيهما, ولهذا قال "رب العالمين" ثم قال جل وعلا: "وله الكبرياء في السموات والأرض" قال مجاهد: يعني السلطان أي هو العظيم الممجد الذي كل شيء خاضع لديه فقير إليه. وقد ورد في الحديث الصحيح "يقول الله تعالى: العظمة إزاري, والكبرياء ردائي فمن نازعني واحداً منهما أسكنته ناري" ورواه مسلم من حديث الأعمش عن أبي إسحاق عن الأغر أبي مسلم, عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما, عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه. وقوله تعالى: "وهو العزيز" أي الذي لا يغالب ولا يمانع "الحكيم" في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره تعالى وتقدس لا إله إلا هو.
34- "وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا" أي نترككم في النار كما تركتم العمل لهذا اليوم، وأضاف اللقاء إلى اليوم توسعاً، لأنه أضاف إلى الشيء ما هو واقع فيه "ومأواكم النار" أي مسكنكم ومستقركم الذين تأوون إليه "وما لكم من ناصرين" ينصرونكم فيمنعون عنكم العذاب.
34. " وقيل اليوم ننساكم "، نترككم في النار، " كما نسيتم لقاء يومكم هذا "، تركتم الإيمان والعمل للقاء هذا اليوم، " ومأواكم النار وما لكم من ناصرين "
34-" وقيل اليوم ننساكم " نترككم في العذاب ترك ما ينسى . " كما نسيتم لقاء يومكم هذا " كما تركتم عدنه ولم تبالوا به ، وإضافة لقاء إلى يوم إضافة المصدر إلى ظرفه . " ومأواكم النار وما لكم من ناصرين " يخلصونكم منها .
34. And it will be said: This day We forget you, even as ye forgot the meeting of this your day; and your habitation is the Fire, and there is none to help you.
34 - It will also be said: This Day We will forget you as ye forgot the meeting of this Day of yours! And your abode is the Fire, and no helpers have ye!