اذكر (إذ قالت امرأة عمران) حنة لما أسنت واشتاقت للولد فدعت الله وأحست بالحمل يا (رب إني نذرت) أن أجعل (لك ما في بطني محرراً) عتيقاً خالصاً من شواغل الدنيا لخدمة بيتك المقدس (فتقبل مني إنك أنت السميع) للدعاء (العليم) بالنيات ، وهلك عمران وهي حامل
يعني بقوله جل ثناؤه: "إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني"، فـ "إذ" من صلة سميع.
وأما "امرأة عمران"، فهي أم مريم ابنة عمران، أم عيسى ابن مريم صلوات الله عليه. وكان اسمها فيما ذكر لنا حنة ابنة فاقوذ بن قبيل، كذلك:
حدثنا به محمد بن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحق في نسبه.
وقال غير ابن حميد: ابنة فاقود -بالدال- ابن قبيل.
فأما زوجها "عمران"، فإنه: عمران بن ياشهم بن أمون بن منشا بن حزقيا بن أحزيق بن يوثم بن عزاريا بن أمصيا بن ياوش بن أحزيهو بن يارم بن يهفاشاط بن أسابر بن أبيا بن رحبعم بن سليمان بن داود بن إيشا، كذلك:
حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحق في نسبه.
وأما قوله: "رب إني نذرت لك ما في بطني محررا"، فإن معناه: إني جعلت لك يا رب نذراً أن لك الذي في بطني محرراً لعبادتك. يعني بذلك: حبسته على خدمتك وخدمة قدسك في الكنيسة، عتيقةً من خدمة كل شيء سواك، مفرغة لك خاصة.
ونصب "محررا" على الحال مما في الصفة من ذكر الذي.
"فتقبل مني"، أي: فتقبل مني ما نذرت لك يا رب، "إنك أنت السميع العليم"، يعني: إنك أنت يا رب "السميع" لما أقول وأدعو، "العليم" لما أنوي في نفسي وأريد، لا يخفى عليك سر أمري وعلانيته.
وكان سبب نذر حنة ابنة فاقوذ، امرأة عمران، الذي ذكره الله في هذه الآية فيما بلغنا: ما:
حدثنا به ابن حميد قال، حدثنا سلمة قال، حدثني محمد بن إسحق قال: تزوج زكريا وعمران أختين، فكانت أم يحيى عند زكريا، وكانت أم مريم عند عمران، فهلك عمران وأم مريم حامل بمريم، فهي جنين في بطنها. قال: وكانت، فيما يزعمون، قد أمسك عنها الولد حتى أسنت، وكانوا أهل بيت من الله جل ثناؤه بمكان. فبينا هي في ظل شجرة نظرت إلى طائر يطعم فرخاً له، فتحركت نفسها للولد، فدعت الله أن يهب لها ولداً، فحملت بمريم، وهلك عمران. فلما عرفت أن في بطنها جنيناً جعلته لله نذيرةً، والنذيرة، أن تعبده لله، فتجعله حبيساً في الكنيسة، لا ينتفع به بشيء من أمور الدنيا.
حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحق، عن محمد بن جعفر بن الزبير قال، ثم ذكر امرأة عمران وقولها: "رب إني نذرت لك ما في بطني محررا"، أي نذرته، تقول: جعلته عتيقاً لعبادة الله، لا ينتفع به بشيء من أمور الدنيا، "فتقبل مني إنك أنت السميع العليم".
حدثني عبد الرحمن بن الأسود الطفاوي قال، حدثنا محمد بن ربيعة قال، حدثنا النضر بن عربي، عن مجاهد في قوله: "محررا"، قال: خادماً للبيعة.
حدثنا أبو كريب قال، حدثنا جابر بن نوح، عن النضر بن عربي، عن مجاهد قال: خادماً للكنيسة.
حدثنا أبو كريب قال، حدثنا جابر بن نوح قال، أخبرنا إسمعيل، عن الشعبي في قوله: "إني نذرت لك ما في بطني محررا"، قال: فرغته للعبادة.
حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا إسمعيل بن أبي خالد، عن الشعبي في قوله: "إني نذرت لك ما في بطني محررا"، قال: جعلته في الكنيسة، وفرغته للعبادة.
حدثني المثنى قال، حدثنا عمرو بن عون قال، أخبرنا هشيم، عن إسمعيل، عن الشعبي نحوه.
حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: "إني نذرت لك ما في بطني محررا"، قال: للكنيسة يخدمها.
حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله.
حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن خصيف، عن مجاهد: "إني نذرت لك ما في بطني محررا"، قال: خالصاً، لا يخالطه شيء من أمر الدنيا.
حدثنا ابن حميد قال، حدثنا حكام، عن عمرو، عن عطاء، عن سعيد بن جبير: "إني نذرت لك ما في بطني محررا"، قال للبيعة والكنيسة.
حدثني المثنى قال، حدثنا الحماني قال، حدثنا شريك، عن سالم، عن سعيد: "إني نذرت لك ما في بطني محررا"، قال: محرراً للعبادة.
حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: "إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا"، الآية، كانت امرأة عمران حررت لله ما في بطنها، وكانوا إنما يحررون الذكور، وكان المحرر إذا حرر جعل في الكنيسة لا يبرحها، يقوم عليها ويكنسها.
حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: "إني نذرت لك ما في بطني محررا"، قال: نذرت ولدها للكنيسة.
حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط، عن السدي: "إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم"، قال: وذلك أن امرأة عمران حملت، فظنت أن ما في بطنها غلام، فوهبته لله محرراً لا يعمل في الدنيا.
حدثني المثنى قال، حدثنا إسحق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قال: كانت امرأة عمران حررت لله ما في بطنها. قال: وكانوا إنما يحررون الذكور، فكان المحرر إذا حرر جعل في الكنيسة لا يبرحها، يقوم عليها ويكنسها.
حدثت عن الحسين بن الفرج قال سمعت أبا معاذ قال، أخبرنا عبيد قال، سمعت الضحاك في قوله: "إني نذرت لك ما في بطني محررا"، قال: جعلت ولدها لله، وللذين يدرسون الكتاب ويتعلمونه.
حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن القاسم بن أبي بزة: أنه أخبره عن عكرمة- وأبي بكر، عن عكرمة: أن امرأة عمران كانت عجوزاً عاقراً تسمى حنة، وكانت لا تلد، فجعلت تغبط النساء لأولادهن، فقالت: اللهم إن علي نذراً شكراً إن رزقتني ولداً أن أتصدق به على بيت المقدس، فيكون من سدنته وخدامه. قال: وقوله: "نذرت لك ما في بطني محررا" -إنها للحرة ابنة الحرائر- "محررا" للكنيسة يخدمها.
حدثني محمد بن سنان قال، حدثنا أبو بكر الحنفي، عن عباد بن منصور، عن الحسن في قوله: "إذ قالت امرأة عمران"، الآية كلها قال: نذرت ما في بطنها، ثم سيبتها.
فيه ثمان مسائل :
الأولى : قوله تعالى : إذ قالت امرأة عمران : قال أبو عبيدة : إذ زائدة . وقال محمد بن يزيد : التقدير اذكر إذ . وقال الزجاج : المعنى واصطفى آل عمران إذ قالت امرأة عمران . وهي حنة بالحاء المهملة والنون بنت فاقود بن قنبل أم مريم جدة عيسى عليه السلام ، وليس باسم عربي ولا يعرف في العربية حنة اسم امرأة . وفي العربية أبو حنة البدري ، ويقال فيه : أبو حبة بالباء بواحدة وهو أصح ، واسمه عامر ، ودير حنة بالشأم ، ودير آخر أيضا يقال له كذلك ، قال أبو نواس :
يا دير حنة من ذات الأكيراح من يصح عنك فإني لست بالصاحي
وحبة في العرب كثير ، منهم أبو حبة الأنصاري ، وأبو السنابل بن بعكك المذكور في حديث سبيعة حبة ، ولا يعرف خنة بالخاء المعجمة إلا بنت يحيى بن أكثم القاضي ، وهي أم محمد بن نصر ، ولا يعرف جنة بالجيم إلا أبو جنة ، وهو خال ذي الرمة الشاعر . كل هذا من كتاب ابن ماكولا .
الثانية : قوله تعالى : رب إني نذرت لك ما في بطني محررا . تقدم معنى النذر ، وأنه لا يلزم العبد إلا بأن يلزمه نفسه . ويقال : إنها لما حملت قالت : لئن نجاني الله ووضعت ما في بطني لجعلته محررا . ومعنى لك أي لعبادتك . محررا نصب على الحال ، وقيل : نعت لمفعول محذوف ، أي إني نذرت لك ما في بطني غلاما محررا ، والأول أولى من جهة التفسير وسياق الكلام والإعراب : أما الإعراب فإن إقامة النعت مقام المنعوت لا يجوز في مواضع ، ويجوز على المجاز في أخرى ، وأما التفسير فقيل إن سبب قول امرأة عمران هذا أنها كانت كبيرة لا تلد ، وكانوا أهل بيت من الله بمكان ، وأنها كانت تحت شجرة فبصرت بطائر يزق فرخا فتحركت نفسها لذلك ، ودعت ربها أن يهب له ولدا ، ونذرت إن ولدت أن تجعل ولدها محررا : أي عتيقا خالصا لله تعالى ، خادما للكنيسة حبيسا عليها ، مفرغا لعبادة الله تعالى . وكان ذلك جائزا في شريعتهم ، وكان على أولادهم أن يطيعوهم . فلما وضعت مريم قالت: رب إني وضعتها أنثى يعني أن الأنثى لا تصلح لخدمة الكنيسة . قيل : لما يصيبها من الحيض والأذى . وقيل : لا تصلح لمخالطة الرجال . وكانت ترجو أن يكون ذكرا فلذلك حررت .
الثالثة : قال ابن العربي : لا خلاف أن امرأ ة عمران لا يتطرق إلى حملها نذر لكونها حرة ، فلو كانت امرأته أمه فلا خلاف أن المرء لا يصح له نذر في ولده وكيفما تصرفت حاله ، فإن إن كان الناذر عبدا فلم يتقرر له قوله في ذلك ، وإن كان حرا فلا يصح أن يكون مملوكا له ن وكذلك المرأة مثله : فأي وجه للنذر فيه ؟ وإنما معناه والله أعلم أن المرء إنما يريد ولده للأنس به والاستنصار والتسلي ، فطلبت هذه المرأة الولد أنسا به وسكونا غليه ح فلما من الله تعالى عليها به نذرت أن حظها من الأنس به متروك فيه ، وهو على خدمة الله تعالى موقوف ، وهذا نذر الأحرار من الأبرار . وأرادت به محررا من جهتي ن محررا من رق الدنيا وأشغالها ، وقد قال رجل من الصوفية لأمة : يا أمة : ذريني لله أتعبد له وأتعلم العلم ، فقالت نعم . فسار حتى تبصر ثم عاد إليها فدق الباب ، فقالت من ؟ فقال لها ك ابنك فلان ، قالت : قد تركناك لله ولا نعود فيك .
الرابعة : قوله تعالى : " محررا " مأخوذ من الحرية التي هي ضد العبودية ، من هذا تحرير الكتاب ، وهو تخليصه من الاضطراب والفساد وروى خصيف عن عكرمة ومجاهد : أن المحرر الخالص لله عز وجل لا يشوبه شيء من أمر الدنيا . وهذا معروف في اللغة أن يقال لكل ما خلص : حر ، ومحرر بمعناه ، قال ذو الرمة :
والقرط في حرة الذفرى معلقه تباعد الحبل منه فهو يضطرب
وطين حر لا رمل فيه ، وباتت فلانة بليلة حرة إذا لم يصل إليها زوجها أول ليلة ، فإن تمكن منها فهي بليلة شيباء.
يخبر تعالى أنه اختار هذه البيوت على سائر أهل الأرض, فاصطفى آدم عليه السلام خلقه بيده, ونفخ فيه من روحه, وأسجد له ملائكته, وعلمه أسماء كل شيء, وأسكنه الجنة, ثم أهبطه منها لما له في ذلك من الحكمة, واصطفى نوحاً عليه السلام وجعله أول رسول بعثه إلى أهل الأرض, لما عبد الناس الأوثان, وأشركوا با لله ما لم ينزل به سلطاناً, وانتقم له لما طالت مدته بين ظهراني قومه يدعوهم إلى الله ليلاً ونهاراً, سراً وجهاراً, فلم يزدهم ذلك إلا فراراً, فدعا عليهم, فأغرقهم الله عن آخرهم, ولم ينج منهم إلا من اتبعه على دينه الذي بعثه الله به, واصطفى آل إبراهيم, ومنهم سيد البشر وخاتم الأنبياء على الاطلاق محمد صلى الله عليه وسلم, وآل عمران والمراد بعمران هذا هو والد مريم بنت عمران أم عيسى ابن مريم عليه السلام. قال محمد بن إسحاق بن يسار رحمه الله: هو عمران بن ياشم بن أمون ميشا بن حزقيا بن أحريق بن يويم بن عزاريا بن أمصيا بن ياوش بن أجريهو بن يازم بن يهفاشاط بن إنشا بن أبيان بن رخيعم بن سليمان بن داود عليهما السلام, فعيسى عليه السلام من ذرية إبراهيم كما سيأتي بيانه في سورة الأنعام, إن شاء الله تعالى, وبه الثقة.
قوله 35- "إذ قالت" قال أبو عمرو: إذ زائدة. وقال محمد بن يزيد: إنه متعلق بمحذوف تقديره اذكر إذ قالت. وقال الزجاج: هو متعلق بقوله "اصطفى" وقيل متعلق بقوله: "سميع عليم" وامرأة عمران اسمها حنة بالحاء المهملة والنون، بنت فاقود بن قبيل أم مريم، فهي جدة عيسى. وعمران هو ابن ماثان جد عيسى. قوله "رب إني نذرت لك ما في بطني" تقديم الجار والمجرور لكمال العناية، وهذا النذر كان جائزاً في شريعتهم. ومعنى "لك" أي لعبادتك. ومحرراً منصوب على الحال: أي عتيقاً خالصاً لله خادماً للكنيسة. والمراد هنا الحرية التي هي ضد العبودية. وقيل: المراد بالمحرر هنا الخالص لله سبحانه الذي لا يشوبه شيء من أمر الدنيا. ورجح هذا بأنه لا خلاف أن عمران وامرأته حران. قوله "فتقبل مني" التقبل أخذ الشيء على وجه الرضا: أي تقبل مني نذرت بما في بطني.
35-قوله تعالى:"إذ قالت امرأة عمران" وهي حنة بنت قافوذا أم مريم 4عمران هو عمران بن ماثان وليس بعمران أبي موسى عليه السلام ، وبينهما ألف وثمانون سنة ، وكان بنو ماثان رؤوس بني اسرائيل وأحبارهم وملوكهم وقيل: عمران بن أشهم.
قوله تعالى:" رب إني نذرت لك ما في بطني محررا " أي جعلت الذي في بطني محرراً نذراً مني لك " فتقبل مني إنك أنت السميع العليم " والنذر: ما يوجبه الإنسان على نفسه "محرراً" أي عتيقاً خالصاً لله مفرغاً لعباده الله ولخدمة الكنيسة ، لا أشغله بشئ من الدنيا، وكل ما اخلص فهو محرر، يقال : حررت العبد إذا أعتقته وخلصته من الرق.
قال الكلبيو محمد بن إسحاق وغيرهما : كان المحرر إذا حرر جعل في الكنيسة يقوم عليها ويكنسها ويخدمها ولا يبرحها حتى يبلغ الحلم ، ثم يخير أن احب أقام ، وإن احب ذهب حيث شاء ، وإن أراد أن يخرج بعد التخيير لم يكن له ذلك ، ولم يكن أحد من الأنبياء والعلماء إلا ومن نسله محرراً لبيت المقدس، ولم يكن محرراً إلا الغلمان ، ولا تصلح له الجارية لما يصيبها من الحيض والأذى ، فحررت أم مريم ما في بطنها ، وكانت القصة في ذلك ، أن زكريا وعمران تزوجا اختين ، وكانت إشياع بنت قافوذا أم يحيى عند زكريا ، وكانت حنة بنت قافوذا أم مريم عند عمران، وكان قد امسك عن حنة الولد حتى أسنت وكانوا أهل بيت من الله بمكان ، فبينما هي في ظل شجرة بصرف بطائر يطعم فرخاً فتحركت بذلك نفسها للولد فدعت الله أن يهب بها ولداً وقالت : اللهم لك علي إن رزقتني ولداً أن أتصدق به على بيت المقدس فيكون من سدنته وخدمته ، فحملت بمريم فحررت ما في بطنها ، ولم تعلم ما هو فقال لها زوجها : ويحك ما صنعت ، رأيت إن كان ما في بطنك أنثى لا تصلح لذلك ؟ فوقعاً جميعاً في هم من ذلك ، فهلك عمران ، وحنة حامل بمريم.
35"إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني" فينتصب به إذ على التنازع. وقيل نصبه بإضمار اذكر، وهذه حنة بنت فاقوذة جدة عيسى عليه السلام، وكانت لعمران بن يصهر بنت يصهر بنت إسمها مريم أكبر من موسى وهرون فظن أن المراد زوجته ويرده كفالة زكريا فإنه كان معاصراً لابن ماثان وتزوج بنته ايشاع، وكلن يحيى وعيسى عليهما السلام ابني خالة من الأب روي أنها كانت عاقراً عجوزاً، فبينما هي في ظل شجرة إذ رأت طائراً يطعم فرخه فحنت إلى الولد وتمنته فقالت: اللهم إن لك علي نذراً إن رزقتني ولداً أن أتصدق به على بيت المقدس فيكون من خدمه، فحملت مريم وهلك عمران. وكان هذا النذر مشروعا في عهدهم للغلمان فلعلها بنت الأمر على التقدير أو طلبت ذكراً "محرراً" معتقاً لخدمته لا أشغله بشيء، أو مخلصاً للعبادة ونصبه على الحال. "فتقبل مني" ما نذرته. "إنك أنت السميع العليم" لقولي ونيتي.
35. (Remember) when the wife of Imran said: My Lord I have vowed unto Thee that which is in my belly as a consecrated (offering). Accept it from me. Lo! Thou, only Thou, art the Hearer, the Knower!
35 - Behold a woman of Imran said: O my lord i do dedicate unto thee what is in my womb for thy special service: so accept this of me: for thou hearest and knowest all things.