35 - (وزخرفا) ذهبا لمعنى لولا خوف الكفر على المؤمنين من إعطاء الكافر ما ذكر لأعطيناه ذلك لقلة خطر الدنيا عندنا وعدم حظه في الآخرة في النعيم (وإن) مخففة من الثقيلة (كل ذلك لما) بالتخفيف فما زائدة بالتشديد بمعنى إلا فإن نافية (متاع الحياة الدنيا) ينمنع به فيها ثم يزول (والآخرة) الجنة (عند ربك للمتقين)
وقوله : " وزخرفاً " يقول : ولجعلنا لهم مع ذلك زخرفاً ، وهو الذهب .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك : حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس " وزخرفاً " وهو الذهب .
حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : " وزخرفاً " قال : الذهب . وقال الحسن : بيت من زخرف ، قال : ذهب .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " وزخرفاً " الزخرف : الذهب ، قال : قد والله كانت تكره ثياب الشهرة . وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " إياكم والحمرة فإنها من أحب الزينة إلى الشيطان " .
حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي " وزخرفاً " قال : الذهب .
حدثنا احمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي " وزخرفاً " قال : الذهب .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : " وزخرفاً " لجعلنا هذا لأهل الكفر ، يعني لبيوتهم سقفاً من فضة وما ذكر معها . قال : والزخرف سمي هذا الذي سمي السقف ، والمعارج والأبواب والسرر من الأثاث والفرش والمتاع .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : " وزخرفاً " يقول : ذهباً . والزخرف على قول ابن زيد هذا : هو ما تتخذه الناس في منازلهم من الفرش والأمتعة والآلات .
وفي نصب الزخرف وجهان : أحدهما : أن يكون معناه : لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ومن زخرف ، فلما لم يكرر عليه من نصب على إعمال الفعل فيه ذلك ، والمعنى فيه ، فكأنه قيل : وزخرفاً يجعل ذلك لهم منه . والوجه الثاني : أن يكون معطوفاً على السرر ، فيكون معناه : لجعلنا لهم هذه الأشياء من فضة ، وجعلنا لهم مع ذلك ذهباً يكون لهم غنى يستغنون بها . ولو كان التنزيل جاء بخفض الزخرف لكان : لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ومن زخرف ، فكان الزخرف يكون معطوفاً على الفضة . وأما المعارج فإنها جمعت على مفاعل ، وواحدها معراج ، على جمع معرج ، كما يجمع المفتاح مفاتح على جمع مفتح ، لأنهما لغتان : معرج ، ومفتح ، ولو جمع معاريج كان صواباً ، كما يجمع المفتاح مفاتيح ، إذ كان واحدة معراج .
وقوله : " وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا " يقول تعالى ذكره : وما كل هذه الأشياء التي ذكرت من السقف من الفضة والمعارج والأبواب والسرر من الفضة والزخرف ، إلا متاع يستمتع به أهل الدنيا في الدنيا " والآخرة عند ربك للمتقين " يقول تعالى ذكره : وزين الدار الآخرة وبهاؤها عند ربك للمتقين ، الذين اتقوا الله فخافوا عقابه ، فجدوا في طاعته ، وحذروا معاصيه خاصة دون غيرهم من خلق الله .
كما حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال :ثنا سعيد ، عن قتادة " والآخرة عند ربك للمتقين " خصوصاً .
" وزخرفا " الزخرف هنا الذهب ، عن ابن عباس وغيره ، نظيره ، " أو يكون لك بيت من زخرف " [ الإسراء : 93 ] ، وقد تقدم ، وقال ابن زيد : هو ما يتخذه الناس في منازلهم من الأمتعة والأثاث ، وقال الحسن : النقوش ، وأصله الزينة ، يقال : زخرفت الدار ، أي زينتها ، تزخرف فلان ، تزين وانتصب (( زخرفا )) على معنى وجعلنا لهم مع ذلك زخرفاً ، وقيل : بنزع الخافض ، والمعنى فجعلنا لهم سقفاً وأبواباً وسرراً من فضة ومن ذهب ، فلما حذف (( من )) قال : (( وزخرفاً )) فنصب : " وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا " قرأ عاصم و حمزة و هشام عن ابن عامر (( وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا )) بالتشديد ، الباقون بالتخفيف ، وقد ذكر هذا ، وروي عن أبي رجاء كسر اللام من (( لما )) ، (( ما )) عنده بمنزلة الذي ، والعائد عليها محذوف ، والتقدير : وإن كل ذلك للذي هو متاع الحياة الدنيا ، وحذف الضمير هاهنا كحذفه في قراءة من قرأ " مثلا ما بعوضة فما فوقها " [ البقرة : 26 ] ، و " تماما على الذي أحسن " [ الأنعام : 154 ] ، أبو الفتح : ينبغي أن يكون (( كل )) على هذه القراءة منصوبة ، لأن (( إن )) مخففة من الثقيلة ، وهي إذا خففت وبطل عملها لزمتها اللام في آخر الكلام للفرق بينها وبين (( إن )) النافية التي بمعنى ما ، نحو إن زيد لقائم ، ولا لام هنا سوى الجارة ، " والآخرة عند ربك للمتقين " يريد الجنة لمن اتقى وخاف ، وقال كعب : إني لأجد في بعض كتب الله المنزلة : لولا أن يحزن عبدي المؤمن لكللت رأس عبدي الكافر بالإكليل ولا يتصدع ولا ينبض منه عرق بوجع ، وفي صحيح الترمذي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر " ، وعن سهل بن سعد قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء " ، وفي الباب عن أبي هريرة ، وقال : حديث حسن غريب ، وأنشدوا :
فلو كانت الدنيا جزاء لمحسن إذاً لم يكن فيها معاش لظالم
لقد جاع فيها الأنبياء كرامة وقد شبعت فيها بطون البهائم
وقال آخر :
تمتع من الأيام إن كنت حازماً فإنك فيها بين ناه وآمر
إذا أبقت الدنيا على المرء دينه فما فاته منها فليس بضائر
فلا تزن الدنيا جناح بعوضة ولا وزن رق من جناح لطائر
فلم يرض بالدنيا ثواباً لمحسن ولا رضي الدنيا عقاباً لكافر
يقول تعالى مخبراً عن عبده ورسوله وخليله إمام الحنفاء ووالد من بعث بعده من الأنبياء الذي تنتسب إليه قريش في نسبها ومذهبها أنه تبرأ من أبيه وقومه في عبادتهم الأوثان, فقال: "إنني براء مما تعبدون * إلا الذي فطرني فإنه سيهدين * وجعلها كلمة باقية في عقبه" أي هذه الكلمة وهي عبادة الله وحده لا شريك له وخلع ما سواه من الأوثان, وهي لا إله إلا الله أي جعلها دائمة في ذريته يقتدي به فيها من هداه الله تعالى من ذرية إبراهيم عليه الصلاة والسلام "لعلهم يرجعون" أي إليها.
قال عكرمة ومجاهد والضحاك وقتادة والسدي وغيرهم في قوله عز وجل: "وجعلها كلمة باقية في عقبه" يعني لا إله إلا الله لا يزال في ذريته من يقولها, وروي نحوه عن ابن عباس رضي الله عنهما. وقال ابن زيد: كلمة الإسلام وهو يرجع إلى ما قاله الجماعة, ثم قال جل وعلا: "بل متعت هؤلاء" يعني المشركين "وآباءهم" أي فتطاول عليهم العمر في ضلالهم "حتى جاءهم الحق ورسول مبين" أي بين الرسالة والنذارة "ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر وإنا به كافرون" أي كابروه وعاندوه ودفعوا بالصدور والراح كفراً وحسداً وبغياً "وقالوا" أي كالمعترضين على الذي أنزله تعالى وتقدس "لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم" أي هلا كان إنزال هذا القرآن على رجل عظيم كبير في أعينهم من القريتين ؟ يعنون مكة والطائف, قاله ابن عباس رضي الله عنهما وعكرمة ومحمد بن كعب القرظي وقتادة والسدي وابن زيد, وقد ذكر غير واحد منهم أنهم أرادوا بذلك الوليد بن المغيرة وعروة بن مسعود الثقفي وقال مالك عن زيد بن أسلم والضحاك والسدي: يعنون الوليد بن المغيرة ومسعود بن عمرو الثقفي. وعن مجاهد: يعنون عمير بن عمرو بن مسعود الثقفي وعنه أيضاً أنهم يعنون عتبة بن ربيعة. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: جباراً من جبابرة قريش, وعنه رضي الله عنهما أنهم يعنون الوليد بن المغيرة وحبيب بن عمرو بن عمير الثقفي, وعن مجاهد: يعنون عتبة بن ربيعة بمكة وابن عبد ياليل بالطائف. وقال السدي: عنوا بذلك الوليد بن المغيرة وكنانة بن عمرو بن عمير الثقفي, والظاهر أن مرادهم رجل كبير من أي البلدتين كان قال الله تبارك وتعالى راداً عليهم في هذا الإعتراض "أهم يقسمون رحمة ربك ؟" أي ليس الأمر مردوداً إليهم. بل إلى الله عز وجل, والله أعلم حيث يجعل رسالاته, فإنه لا ينزلها إلا على أزكى الخلق قلباً ونفساً. وأشرفهم بيتاً, وأطهرهم أصلاً.
ثم قال عز وجل مبيناً أنه قد فاوت بين خلقه فيما أعطاهم من الأموال والأرزاق والعقول والفهوم وغير ذلك من القوى الظاهرة والباطنة, فقال: "نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا" الاية. وقوله جلت عظمته: "ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً" قيل معناه ليسخر بعضهم بعضاً في الأعمال لاحتياج هذا إلى هذا, وهذا إلى هذا, قاله السدي وغيره. وقال قتادة والضحاك ليملك بعضهم بعضاً وهو راجع إلى الأول: ثم قال عز وجل: "ورحمة ربك خير مما يجمعون" أي رحمة الله بخلقه خير لهم مما بأيديهم من الأموال ومتاع الحياة الدنيا, ثم قال سبحانه وتعالى: "ولولا أن يكون الناس أمة واحدة" أي لولا أن يعتقد كثير من الناس الجهلة أن إعطاءنا المال دليل على محبتنا لمن أعطيناه فيجتمعوا على الكفر لأجل المال هذا معنى قول ابن عباس والحسن وقتادة والسدي وغيرهم "لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ومعارج" أي سلالم ودرجاً من فضة قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي وابن زيد وغيرهم "عليها يظهرون" أي يصعدون ولبيوتهم أبواباً أي أغلاقاً على أبوابهم "وسرراً عليها يتكئون" أي جميع ذلك يكون فضة "وزخرفاً" أي وذهباً, قاله ابن عباس وقتادة والسدي وابن زيد.
ثم قال تبارك وتعالى: "وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا" أي إنما ذلك من الدنيا الفانية الزائلة الحقيرة عند الله تعالى, أي يعجل لهم بحسناتهم التي يعملونها في الدنيا مآكل ومشارب ليوافوا الاخرة, وليس لهم عند الله تبارك وتعالى حسنة يجزيهم بها كما ورد به الحديث الصحيح. وورد في حديث آخر "لو أن الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربة ماء" أسنده البغوي من رواية زكريا بن منظور عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره. ورواه الطبراني من طريق زمعة بن صالح عن أبي حازم عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم "لو عدلت الدنيا عند الله جناح بعوضة ما أعطى كافراً منها شيئاً" ثم قال سبحانه وتعالى: " والآخرة عند ربك للمتقين " أي هي لهم خاصة لا يشاركهم فيها أحد غيرهم, ولهذا لما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين صعد إليه في تلك المشربة لما آلى صلى الله عليه وسلم من نسائه فرآه على رمال حصير قد أثر بجنبه, فابتدرت عيناه بالبكاء وقال: يا رسول الله هذا كسرى وقيصر فيما هما فيه, وأنت صفوة الله من خلقه, وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئاً فجلس وقال: "أو في شاك أنت يا ابن الخطاب ؟ ثم قال صلى الله عليه وسلم أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا" وفي رواية "أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الاخرة". وفي الصحيحين أيضاً وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تشربوا في آنية الذهب والفضة, ولا تأكلوا في صحافها فإنها لهم في الدنيا ولنا في الاخرة" وإنما خولهم الله تعالى في الدنيا لحقارتهم كما روى الترمذي وابن ماجه من طريق أبي حازم عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربة ماء أبداً" قال الترمذي: حسن صحيح.
35- "و" انتصاب "زخرفاً" بفعل مقدر: أي وجعلنا لهم مع ذلك زخرفاً، أو بنزع الخافض: أي أبواباً وسرراً من فضة ومن ذهب، فلما حذفت الخافض انتصب. ثم أخبر سبحانه أن جميع ذلك إنما يتمتع به في الدنيا فقال: "وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا" قرأ الجمهور "لما" بالتخفيف وقرأ عاصم وحمزة وهشام عن ابن عامر بالتشديد. فعلى القراءة الأولى تكون إن هي المخففة من الثقيلة، وعلى القراءة الثانية هي النافية و لما بمعنى إلا: أي ما كل ذلك إلا شيء يتمتع به في الدنيا. وقرأ أبو رجاء بكسر اللام من لما على أن اللام للعلة وما موصولة والعائد محذوف: أي للذي هو متاع "والآخرة عند ربك للمتقين" أي لمن اتقى الشرك والمعاصي وآمن بالله وحده وعمل بطاعته، فإنها الباقية التي لا تفنى ونعيمها الدائم الذي لا يزول.
وقد أخرج ابن جرير عن ابن عباس "إنا وجدنا آباءنا على أمة" قال: على دين. وأخرج عبد بن حميد عنه "وجعلها كلمة باقية" قال: لا إله إلا الله "في عقبه" قال: عقب إبراهيم ولده. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه عنه أيضاً أنه سئل عن قول الله "لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم" ما القريتان؟ قال: الطائف ومكة، قيل فمن الرجلان؟ قال: عمير بن مسعود، وخيار قريش. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عنه أيضاً قال: يعني بالقريتين مكة والطائف، والعظيم الوليد بن المغيرة القرشي وحبيب بن عمير الثقفي. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً في الآية قال: يعنون أشرف من محمد للوليد بن المغيرة من أهل مكة ومسعود بن عمرو الثقفي من أهل الطائف. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله: "لولا أن يكون الناس أمة واحدة" الآية يقول: لولا أن نفعل الناس كلهم كفاراً لجعلت لبيوت الكفار سقفاً من فضة ومعارج من فضة، وهي درج عليها يصعدون إلى الغرف وسرر فضة، و زخرفاً: هو الذهب. وأخرج الترمذي وصححه وابن ماجه عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربة ماء".
35. " وزخرفاً "، أي وجعلنا مع ذلك لهم زخرفاً وهو الذهب، نظيره: " أو يكون لك بيت من زخرف " (الإسراء-93)، " وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا "، قرأ حمزة وعاصم: ((لما)) بالتشديد على معنى: وما كل ذلك إلا متاع الحياة الدنيا فكان: ((لما)) بمعنى إلا، وخففه الآخرون على معنى: وكل ذلك متاع الحياة الدنيا، فيكون: ((إن)) للابتداء، و ((ما)) صلة، يريد: إن هذا كله متاع الحياة الدنيا يزول ويذهب، " والآخرة عند ربك للمتقين "، خاصة يعني الجنة.
أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي ، أخبرنا أبو العباس عبد الله بن محمد بن هارون الطيسفوني ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد الترابي ، أخبرنا أبةو بكر أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام ، أخبرنا أحمد بن سيار القرشي ، حدثنا عبد الرحمن بن يونس أبو مسلم ، حدثنا أبو بكر بن منظور ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها قطرة ماء ".
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة ، أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث ، أخبرنا محمد بن يعقوب الكسائي ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا محمد بن إبراهيم بن عبد الله الخلال ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، عن مجالد بن سعيد ، عن قيس بن أبي حازم، عن المستورد بن شداد أخي بني فهر قال: " كنت في الركب الذين وقفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على السخلة الميتة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:أترون هذه هانت على أهلها حين ألقوها؟ قالوا: من هوانها ألقوها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:فالدنيا أهون على الله من هذه على أهلها ".
35-" وزخرفاً " وزينة عطف على " سقفاً " أو ذهباً عطف على محل من فضة " وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا " إن هي المخففة واللام هي الفارقة . وقرأ عاصم و حمزة و هشام بخلاف عنه لما بالتشديد بمعنى إلا وأن نافية ، وقرئ به مع أن وما " والآخرة عند ربك للمتقين " عن الكفر والمعاصي ، وفيه دلالة على أن العظيم هو العظيم في الآخرة لا في الدنيا ، وإشعار بما لأجله لم يجعل ذلك للمؤمنين حتى يجتمع الناس على الإيمان ، وهو إنه تمتع قليل بالإضافة إلى ما لهم في الآخرة مخل به في الإغلب لما فيه من الآفات قل من يتخلص عنها كما أشار إليه بقوله :
35. And ornaments of gold. Yet all that would have been but a provision of the life of the world. And the Hereafter with your Lord would have been for those who keep from evil.
35 - And also adornments of gold. But all this were nothing but conveniences of the present life: the Hereafter, in the sight of thy Lord, is for the Righteous.