36 - أرسلنا (وإلى مدين أخاهم شعيبا فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر) اخشوه هو يوم القيامة (ولا تعثوا في الأرض مفسدين) حال مؤكدة لعاملها من عثي بكسر المثلثة أفسد
يقول تعالى ذكره: وأرسلت إلى مدين أخاهم شعيباً، فقال لهم: يا قوم اعبدوا الله وحده، وذلوا له بالطاعة، واخضعوا له بالعبادة " وارجوا اليوم الآخر " يقول: وارجوا بعبادتكم إياي جزاء اليوم الآخر، وذلك يوم القيامة " ولا تعثوا في الأرض مفسدين " يقول: ولا تكثروا في الأرض معصية الله، ولا تقيموا عليها، ولكن توبوا إلى الله منها وأنيبوا.
وقد كان بعض أهل العلم بكلام العرب يتأول قوله " وارجوا اليوم الآخر " بمعنى: واخشوا اليوم الآخر. وكان غيره من أهل العلم بالعربية ينكر ذلك ويقول: لم نجد الرجاء بمعنى الخوف في كلام العرب إلا إذا قارنه الجحد.
قوله تعالى : " وإلى مدين أخاهم شعيبا " أي وأرسلنا إلى مدين وقد تقدم ذكرهم وفسادهم في ( الأعراف ) و( هود ) "وارجوا اليوم الآخر " وقال يونس النحوي : أي أخشوا الآخرة اللتي فيها الجزاء على الأعمال " ولا تعثوا في الأرض مفسدين " أي لا تكفروا فإنه أصل كل فساد . والعثو والعثي أشد الفساد . عثي يعثى عثا يعثو بمعنى واحد . وقد تقدم . وقيل : " وارجوا اليوم الآخر " أي صدقوا به فإن القوم كانوا ينكرونه .
يخبر تعالى عن عبده ورسوله شعيب عليه السلام, أنه أنذر قومه أهل مدين, فأمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له, وأن يخافوا بأس الله ونقمته وسطوته يوم القيامة, فقال: " يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر " قال ابن جرير : قال بعضهم معناه واخشوا اليوم الاخر, وهذا كقوله تعالى: " لمن كان يرجو الله واليوم الآخر " وقوله: "ولا تعثوا في الأرض مفسدين" نهاهم عن العيث في الأرض بالفساد وهو السعي فيها والبغي على أهلها, وذلك أنهم كانوا ينقصون المكيال والميزان ويقطعون الطريق على الناس, هذا مع كفرهم بالله ورسوله, فأهلكهم الله برجفة عظيمة زلزلت عليهم بلادهم, وصيحة أخرجت القلوب من حناجرها, وعذاب يوم الظلة الذي أزهق الأرواح من مستقرها, إنه كان عذاب يوم عظيم, وقد تقدمت قصتهم مبسوطة في سورة الأعراف وهود والشعراء. وقوله: "فأصبحوا في دارهم جاثمين" قال قتادة : ميتين, وقال غيره: قد ألقى بعضهم على بعض.
36- "وإلى مدين أخاهم شعيباً" أي وأرسلناه إليهم، وقد تقدم ذكره وذكر نسبه وذكر قومه في سورة الأعراف وسورة هود "قال يا قوم اعبدوا الله" أي أفردوه في العبادة وخصوه بها "وارجوا اليوم الآخر" أي توقعوه وافعلوا اليوم من الأعمال ما يدفع عذابه عنكم. قال يونس النحوي: معناه اخشوا الآخرة التي فيها الجزاء على الأعمال "ولا تعثوا في الأرض مفسدين" العثو العثى أشد الفساد. وقد تقدم تفسيره.
36- "وإلى مدين أخاهم شعيباً"، أي: وأرسلنا إلى مدين أخاهم شعيباً، "فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر"، أي: واخشوا، "ولا تعثوا في الأرض مفسدين".
36ـ " وإلى مدين أخاهم شعيباً فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر " وافعلوا ما ترجون به ثوابه فأقيم المسبب مقام السبب ، وقيل إنه من الرجاء بمعنى الخوف . " ولا تعثوا في الأرض مفسدين " .
36. And unto Midian We sent Shueyb, their brother. He said O my people! Serve Allah, and look forward to the Last Day, and do not evil, making mischief, in the earth.
36 - To the Madyan (people) (we sent) their brother Shu'aib. Then he said: O my people! serve God, and fear the Last Day: nor commit evil on the earth, with intent to do mischief.