38 - (إلى يوم الوقت المعلوم) وقت النفخة الأولى
يقول تعالى ذكره : قال إبليس : رب فإذ أخرجتني من السماوات ولعنتني ، فأخرني إلى يوم تبعث خلقك من قبورهم ، فتحشرهم لموقف القيامة ، قال الله له : فإنك ممن أخر هلاكه إلى يوم الوقت المعلوم لهلاك جميع خلقي ، وذلك حين لا يبقى على الأرض من بني آدم ديار .
" إلى يوم الوقت المعلوم " قال ابن عباس: أراد به النفخة الأولى، أي حين تموت الخلائق. وقيل: الوقت المعلوم الذي استأثر الله بعلمه، ويجهله إبليس. فيموت إبليس ثم يبعث، قال الله تعالى: " كل من عليها فان ". ( الرحمن: 26). وفي كلام الله تعالى له قولان: أحدهما: كلمه على لسان رسوله. الثاني: كلمه تغليظاً في الوعيد لا على وجه التكرمة والتقريب.
يذكر تعالى أنه أمر إبليس أمراً كونياً لا يخالف ولا يمانع بالخروج من المنزلة التي كان فيها من الملأ الأعلى, وأنه رجيم أي مرجوم, وأنه قد أتبعه لعنة لا تزال متصلة به لاحقة له متواترة عليه إلى يوم القيامة. وعن سعيد بن جبير أنه قال: لما لعن الله إبليس, تغيرت صورته عن صورة الملائكة, ورن رنة, فكل رنة في الدنيا إلى يوم القيامة منها, رواه ابن أبي حاتم, وأنه لما تحقق الغضب الذي لا مرد له, سأل من تمام حسده لادم وذريته النظرة إلى يوم القيامة, وهو يوم البعث, وأنه أجيب إلى ذلك استدراجاً له وإمهالاً, فلما تحقق النظرة قبحه الله.
ثم بين سبحانه الغاية التي أمهله إليها. فقال: 38- "إلى يوم الوقت المعلوم" وهو يوم القيامة فإن يوم الدين ويوم يبعثون ويوم الوقت المعلوم كلها عبارات عن يوم القيامة، وقيل المراد بالوقت المعلوم هو الوقت القريب من البعث، فعند ذلك يموت.
38-" قال فإنك من المنظرين * إلى يوم الوقت المعلوم "، أي: الوقت الذى يموت فيه الخلائق، وهو النفخة الأولى.
ويقال: إن مدة موت إبليس أربعون سنة وهي ما بين النفختين.
ويقال: لم تكن إجابة الله تعالى إياه في الإمهال إكراما له، بل كانت زيادة في بلائه وشقائه.
38."إلى يوم الوقت المعلوم "المسمى فيه أجلك عند الله ، أو انقراض الناس كلهم وهو النفخة الأولى عند الجمهور، ويجوز أن يكون المراد بالأيام الثلاثة يوم القيامة ، واختلاف العبارات لاختلاف الاعتبارات فعبر عنه أولاً بيوم الجزاء لما عرفته وثانياً بيوم البعث ، إذ به يحصل العلم بانقطاع التكليف واليأس عن التضليل ، وثالثاً بالمعلوم لوقوعه في الكلامين ، ولا يلزم من ذلك أن لا يموت فلعله يموت أول اليوم ويبعث مع الخلائق في تضاعيفه ،وهذه المخاطبة وإن لم تكن بواسطة لم تدل على منصب إبليس لأه خطاب الله له على سبيل الإهانة والإذلال.
38. Till an appointed time.
38 - Till the day of the time appointed.