39 - (ليبين) متعلق بيبعثهم المقدر (لهم الذي يختلفون) مع المؤمنين (فيه) من أمر الدين بتعذيبهم وإثابة المؤمنين (وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين) في إنكار البعث
يقول تعالى ذكره : بل ليبعثن الله من يموت وعداً عليه حقاً ، ليبين لهؤلاء الذين يزعمون أن الله لا يبعث من يموت ، ولغيرهم الذي يختلفون فيه من إحياء الله خلقه بعد فنائهم ، وليعلم الذين جحدوا صحة ذلك ، وأنكروا حقيقته أنهم كانوا كاذبين في قيلهم : لا يبعث الله من يموت .
كما حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : "ليبين لهم الذي يختلفون فيه" ، قال : للناس عامة .
قوله تعالى: " ليبين لهم " أي ليظهر لهم. " الذي يختلفون فيه " أي من أمر البعث. " وليعلم الذين كفروا " بالبعث وأقسموا عليه " أنهم كانوا كاذبين " وقيل: المعنى ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً ليبين لهم الذي يختلفون فيه، والذي اختلف فيه المشركون والمسلمون أمور: منها البعث، ومنها عبادة الأصنام، ومنها إقرار قوم بأن محمداً حق ولكن منعهم من اتباعه التقليد، كأبي طالب.
يقول تعالى مخبراً عن المشركين أنهم حلفوا فأقسموا بالله جهد أيمانهم أي اجتهدوا في الحلف, وغلظوا الأيمان على أنه لا يبعث الله من يموت أي استبعدوا ذلك, وكذبوا الرسل في إخبارهم لهم بذلك وحلفوا على نقيضه, فقال تعالى مكذبا لهم وراداً عليهم "بلى" أي بلى سيكون ذلك "وعداً عليه حقاً" أي لا بد منه "ولكن أكثر الناس لا يعلمون" أي فلجهلهم يخالفون الرسل ويقعون في الكفر, ثم ذكر تعالى حكمته في المعاد وقيام الأجساد يوم التناد, فقال: "ليبين لهم" أي للناس "الذي يختلفون فيه" أي من كل شيء " ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى " "وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين" أي في أيمانهم وأقسامهم لا يبعث الله من يموت, ولهذا يدعون يوم القيامة إلى نار جهنم دعا, وتقول لهم الزبانية: "هذه النار التي كنتم بها تكذبون * أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون * اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون" ثم أخبر تعالى عن قدرته على ما يشاء, وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وإنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون, والمعاد من ذلك إذا أراد كونه فإنما يأمر به مرة واحدة, فيكون كما يشاء, كقوله: "وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر" وقال "ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة" وقال: في هذه الاية الكريمة "إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون" أي أن نأمر به مرة واحدة فإذا هو كائن, كما قال الشاعر:
إذا ما أراد الله أمراً فإنما يقول له كن كائناً فيكون
أي أنه تعالى لا يحتاج إلى تأكيد فيما يأمر به, فإنه تعالى لا يمانع ولا يخالف, لأنه الواحد القهار العظيم الذي قهر سلطانه وجبروته وعزته كل شيء فلا إله إلا هو ولا رب سواه, وقال ابن أبي حاتم: ذكر الحسن بن محمد بن الصباح, حدثنا حجاج عن ابن جريج, أخبرني عطاء أنه سمع أبا هريرة يقول قال الله تعالى: شتمني ابن آدم ولم يكن ينبغي له ذلك, وكذبني ابن آدم ولم يكن ينبغي له ذلك, فأما تكذيبه إياي فقال: "وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت" قال وقلت: "بلى وعداً عليه حقاً ولكن أكثر الناس لا يعلمون" وأما شتمه إياي فقال: "إن الله ثالث ثلاثة" وقلت: " قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد ". هكذا ذكره موقوفاً وهو في الصحيحين مرفوعا بلفظ آخر.
وقوله: 39- "ليبين لهم" أي ليظهر لهم، وهو غاية لما دل عليه بلى من البعث، والضمير في "لهم" راجع إلى من يموت، والموصول في قوله: "الذي يختلفون فيه" في محل نصب على أنه مفعول "ليبين" أي الأمر الذي وقع الخلاف بينهم فيه، وبيانه إذ ذاك يكون بما جاءتهم به الرسل، ونزلت عليهم فيه كتب الله، وقيل إن ليبين متعلق بقوله: "ولقد بعثنا" أي بعثنا في كل أمة رسولاً ليبين وهو بعيد "وليعلم الذين كفروا" بالله سبحانه وأنكروا البعث "أنهم كانوا كاذبين" في جدالهم وإنكارهم البعث بقولهم: "لا يبعث الله من يموت".
39- " ليبين لهم الذي يختلفون فيه " أي:ليظهر لهم الحق فيما يختلفون فيه " وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين ".
39."ليبين لهم"أي يبعثهم"ليبين لهم"."الذي يختلفون فيه"وهو الحق ."وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين"فيما يزعمون، وهو إشارة إلى السبب الداعي إلى البعث المقتضي له من حيث الحكمة ، وهو المميز بين الحق والباطل والمحق والمبطل بالثواب والعقاب ثم قال:
39. That he may explain unto them that wherein they differ, and that those who disbelieved may know that they were liars.
39 - (They must be raised up), in order that he may manifest to them the truth of that wherein they differ, and that the rejecters of truth may realize that they had indeed (surrendered to) falsehood.