4 - (إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم) القبيحة بتركيب الشهوة حتى رأوها حسنة (فهم يعمهون) يتحيرون فيها لقبحها عندنا
يقول تعالى ذكره : إن الذين لا يصدقون بالدار الآخرة ، وقيام الساعة ، وبالمعاد إلى الله بعد الممات والثواب والعقاب " زينا لهم أعمالهم " يقول : حببنا إليهم قبيح أعمالهم ، وسهلنا ذلك عليهم " فهم يعمهون " يقول : فهم في ضلال أعمالهم القبيحة التي زيناها لهم يترددون حيارى ، يحسبون أنهم يحسنون .
قوله تعالى : " فهم يعمهون " أي يترددون في أعهمالهم الخبيئة ، وفي ضلالتهم . عن ابن عباس .أبو العالية : يتمادون . قتادة : يلعبون . الحسن : يتحيرون ، قال الراجز :
ومهمه أطرافه في مهمه أعمى الهدى بالحائرين العمة
قوله تعالى : " أولئك الذين لهم سوء العذاب " وهو جهنم .
قد تقدم الكلام في سورة البقرة على الحروف المقطعة في أوائل السور. وقوله تعالى: "تلك آيات" أي هذه آيات "القرآن وكتاب مبين" أي بين واضح "هدى وبشرى للمؤمنين" أي إنما تحصل الهداية والبشارة من القرآن لمن آمن به واتبعه وصدقه, وعمل بما فيه, وأقام الصلاة المكتوبة, وآتى الزكاة المفروضة, وأيقن بالدار الاخرة, والبعث بعد الموت, والجزاء على الأعمال: خيرها وشرها, والجنة والنار, كما قال تعالى: "قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر" الاية. وقال تعالى: " لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا ". ولهذا قال تعالى ههنا: " إن الذين لا يؤمنون بالآخرة " أي يكذبون بها ويستبعدون وقوعها "زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون" أي حسنا لهم ما هم فيه, ومددنا لهم في غيهم فهم يتيهون في ضلالهم, وكان هذا جزاء على ما كذبوا من الدار الاخرة, كما قال تعالى: "ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة" الاية. "أولئك الذين لهم سوء العذاب" أي في الدنيا والاخرة " وهم في الآخرة هم الأخسرون " أي ليس يخسر أنفسهم وأموالهم سواهم من أهل المحشر. وقوله تعالى: "وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم" أي "وإنك" يا محمد قال قتادة : "لتلقى" أي لتأخذ "القرآن من لدن حكيم عليم" أي من عند حكيم عليم, أي حكيم في أمره ونهيه, عليم بالأمور: جليلها وحقيرها, فخبره هو الصدق المحض, وحكمه هو العدل التام, كما قال تعالى: "وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً".
فقال: 4- "إن الذين لا يؤمنون بالآخرة" وهم الكفار: أي لا يصدقون بالبعث "زينا لهم أعمالهم" قيل المراد زين الله لهم أعمالهم السيئة حتى رأوها حسنة. وقيل المراد أن الله زين لهم الأعمال الحسنة وذكر لهم ما فيها من خيري الدنيا والآخرة فلم يقبلوا ذلك. قال الزجاج: معنى الآية أنا جعلنا جزاءهم على كفرهم أن زينا لهم ما هم فيه "فهم يعمهون" أي يترددون فيها متحيرين على الاستمرار لا يهتدون إلى طريقة ولا يقفون على حقيقة. وقيل معنى يعمهون يتمادون. وقال قتادة: يلعبون، وفي معنى التحير. قال الشاعر:
ومهمه أطرافه في مهمه أعمى الهدى الحائرين العمه
4- "إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم"، القبيحة حتى رأوها حسنة، "فهم يعمهون"، أي: يترددون فيها متحيرين.
4 -" إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم " زين لهم أعمالهم القبيحة بأن جعلها مشتهاة للطبع محبوبة للنفس ، أو الأعمال الحسنة التي وجب عليهم أن يعملوها بترتيب المثوبات عليها . " فهم يعمهون " عنها لا يدركون ما يتبعها من ضر أو نفع .
4. Lo! as for those who believe not in the Hereafter, We have made their works fair seeming unto them so that they are all astray.
4 - As to those who believe not in the Hereafter, We have made their deeds pleasing in their eyes; and so they wander about in distraction.