4 - (ليجزي) فيها (الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة ورزق كريم) حسن في الجنة
يقول تعالى ذكره: أثبت ذلك في الكتاب المبين، كي يثبت الذين آمنوا بالله ورسوله، وعملوا بما أمرهم الله ورسوله به، وانتهوا عما نهاهم عنه على طاعتهم ربهم " أولئك لهم مغفرة " يقول جل ثناؤه: لهؤلاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات، مغفرة من ربهم لذنوبهم " ورزق كريم " يقول: وعيش هنيء يوم القيامة في الجنة.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة " أولئك لهم مغفرة " لذنوبهم " ورزق كريم " في الجنة.
" ليجزي " منصوب بلام كي ، واتقدير : لتأتينكم ليجزي . "الذين آمنوا وعملوا الصالحات " بالثواب ،والكافرين بالعقاب . "أولئك " نعني المؤمنين."لهم مغفرة " لذنوبهم ." ورزق كريم " وهو الجنة .
هذه إحدى الايات الثلاث التي لا رابع لهن مما أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقسم بربه العظيم على وقع: المعاد, لما أنكره من أنكره من أهل الكفر والعناد, فإحداهن في سورة يونس عليه السلام, وهي قوله تعالى: "ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين" والثانية هذه "وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم", والثالثة في سورة التغابن, وهي قوله تعالى: "زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير" فقال تعالى: "قل بلى وربي لتأتينكم" ثم وصفه بما يؤكد ذلك ويقرره, فقال: "عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين" قال مجاهد وقتادة : لا يعزب عنه لا يغيب عنه, أي الجميع مندرج تحت علمه, فلا يخفى عليه شيء, فالعظام وإن تلاشت وتفرقت وتمزقت, فهو عالم أين ذهبت , أين تفرقت, ثم يعيدها كما بدأها أول مرة, فإنه بكل شيء عليم. ثم بين حكمته في إعادة الأبدان وقيام الساعة, بقوله تعالى: "ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة ورزق كريم * والذين سعوا في آياتنا معاجزين" أي سعوا في الصد عن سبيل الله تعالى وتكذيب رسله, "أولئك لهم عذاب من رجز أليم" أي لينعم السعداء من المؤمنين ويعذب الأشقياء من الكافرين, كما قال عز وجل: "لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون" وقال تعالى: "أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار".
وقوله تعالى: "ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق" هذه حكمة أخرى معطوفة على التي قبلها, وهي أن المؤمنين بما أنزل على الرسل إذا شاهدوا قيام الساعة ومجازاة الأبرار والفجار بالذي كانوا قد علموه من كتب الله تعالى في الدنيا, رأوه حينئذ عين اليقين, ويقولون يؤمئذ أيضاً "لقد جاءت رسل ربنا بالحق" يقال أيضاً "هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون" "لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث" "ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد" العزيز هو المنيع الجناب الذي لا يغالب ولا يمانع, بل قد قهر كل شيء وغلبه, الحميد, في جميع أقواله وأفعاله وشرعه وقدره, وهو المحمود في ذلك كله جل وعلا.
واللام في 4- "ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات" للتعليل لقوله لتأتينكم أي إتيان الساعة فائدته جزاء المؤمنين بالثواب والكافرين بالعقاب، والإشارة بقوله: "أولئك" إلى الموصول: أي أولئك الذين آمنوا وعلموا الصالحات "لهم مغفرة" لذنوبهم "ورزق كريم" وهو الجنة بسبب إيمانهم وعملهم الصالح مع التفضل عليهم من الله سبحانه.
4- "ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك"، يعني: الذين آمنوا، "لهم مغفرة ورزق كريم"، حسن، يعني: في الجنة.
4ـ " ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات " علة لقوله " لتأتينكم " وبيان لما يقتضي إتيانهها . " أولئك لهم مغفرة ورزق كريم " لا تعب فيه ولا من عليه .
4. That He may reward those who believe and do good works. For them is pardon and a rich provision.
4 - That He may reward those who believe and work deeds of righteousness: for such is Forgiveness and a Sustenance most Generous.