4 - (والبيت المعمور) هو في السماء الثالثة أو السادسة أو السابعة بحيال الكعبة يزوره كل يوم سبعون ألف ملك بالطواف والصلاة لا يعودون إليه أبدا
وقوله " والبيت المعمور " يقول : والبيت الذي يعمر بكثرة غاشيته وهو بيت فيما ذكر في السماء بحيال الكعبة من الأرض يدخله كل يوم سبعون ألفا من الملائكة ثم لا يعودون فيه أبداً .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن المثنى قال : ثنا ابن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة رجل من قومه قال : قال نبي الله صلى الله عليه وسلم " رفع إلي البيت المعمور فقلت : يا جبريل ما هذا ؟ قال : البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم " .
حدثنا ابن المثنى قال : ثنا خالد بن الحارث قال : ثنا خالد بن الحارث قال : ثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة رجل من قومه عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه .
حدثنا هناد بن السري قال : ثنا أبو الأحوص عن سماك بن حرب عن خالد بن عرعرة أن رجلاً قال لعلي رضي الله عنه : ما البيت المعمور قال : بيت في السماء يقال له الضراح وهو بحيال الكعبة من فوقها حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة ولا يعودون فيه ابداً .
حدثنا ابن المثنى قال : ثنا محمد بن جعفر قال : ثنا شعبة عن سماك بن حرب قال : سمعت خالد بن عرعرة قال : سمعت علياً رضي الله عنه وخرج إلى الرحبة فقال له ابن الكواء أو غيره : ما البيت المعمور قال : بيت في السماء السادسة يقال له الضراح يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه أبداً .
حدثنا أبو كريب قال : ثنا طلق بن غتام عن زائدة عن عاصم عن علي بن ربيعة قال : سأل ابن الكواء علياً رضي الله عنه عن البيت المعمور قال : مسجد في السماء يقال له الضراح يدخله كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة لا يرجعون فيه ابداً .
حدثنا ابن حميد قال : ثنا حكام عن عنبسة عن عبيد المكتب عن أبي الطفيل قال : سأل ابن الكواء علياً عن البيت المعمور قال : بيت بحيال الكعبة العتيق في السماء يدخله كل يوم سبعون ألف ملك على رسم راياتهم يقال له الضراح يدخله كل سبعون ألفاً من الملائكة ثم لا يرجعون فيه أبداً .
حدثنا ابن حميد قال : ثنا بهرام قال : ثنا سفيان عن سماك بن حرب عن خالد بن عرعرة عن علي رضي الله عنه قال : سأله رجل عن البيت المعمور قال : بيت في السماء يقال له الضريح قصد البيت يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون فيه .
حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله " والبيت المعمور " قال : هو بيت حذاء العرش تعمره الملائكة يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة ثم لا يعودون إليه .
حدثنا عبد الله بن أحمد بن شبويه ، قال : ثنا علي بن الحسن ، قال : ثنا حسين ، قال : سئل عكرمه وأنا جالس عنده عن البيت المعمور ، قال : بيت في السماء بحيال الكعبة .
حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعاً عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله " والبيت المعمور " قال : بيت في السماء يقال له الضراح.
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة " والبيت المعمور " ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً لأصحابه " هل تدرون ما البيت المعمور " قالوا : الله ورسوله أعلم قال : فإنه مسجد في السماء تحته الكعبة لو خر لخر عليها يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم .
حدثت عن الحسين قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول في قوله " والبيت المعمور " يزعمون أنه يروح إليه كل يوم سبعون ألف ملك من قبيلة إبليس يقال لهم الجن .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله " والبيت المعمور " قال : بيت الله الذي في السماء وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن بيت الله في السماء ليدخله كل يوم طلعت شمسة سبعون ألف ملك ثم لا يعودون فيه أبداً بعد ذلك " .
حدثنا محمد بن مرزوق قال : ثنا حجاج قال : ثنا حماد عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة " .
حدثنا محمد بن سنان الفزاز قال : ثنا موسى بن إسماعيل قال : ثنا سليمان عن ثابت عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لما عرج بي الملك إلى السماء السابعة انتهيت إلى بناء فقلت للملك : ما هذا ؟ قال : هذا بناء بناه الله للملائكة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك يقدسون الله ويسبحونه لا يعودون فيه " .
قوله تعالى " والبيت المعمور " قال علي وابن عباس وغيرهما هو بيت في السماء حيال الكعبة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم يخرجون منه فلا يعودون إليه . قال علي رضي الله عنه هو بيت في السماء السادسة وقيل في السماء الرابعة "روى أنس بن مالك بن صعصعة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أوتي بي إلى السماء الرابعة فرفع لنا البيت المعمور فإذا هو حيال الكعبة لو خر خر عليها يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا إليه " ذكره الماورديوحكى القشيري عن ابن عباس أنه في السماء الدنيا . وقال أبو بكر الأنباري سأل ابن الكواء عليا رضي الله عنه قال فما البيت المعمور قال: بيت فوق سبع سماوات تحت العرش يقال له الضراح . وكذا في الصحاح والضراح بالضم بيت في السماء وهو البيت المعمور عن ابن عباس وعمرانه كثرة غاشيته من الملائكة . وقال المهدوي عنه حذاء العرش . والذي في صحيح مسلم "عن مالك بن صعصعة عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الإسراء : ثم رفع إلي البيت المعمور فقلت يا جبريل ما هذا قال هذا البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا إليه آخر ما عليهم " وذكر الحديث و"في حديث ثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتيت البراق" الحديث "وفيه : ثم عرج بنا إلى السابعة فاستفتح جبريل عليه السلام فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد صلى الله عليه وسلم قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم عليه السلام مسندا ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه " وعن ابن عباس أيضا قال: لله في السماوات والأرضين خمسة عشر بيتا سبعة في السماوات وسبعة في الأرضين والكعبة وكلها مقابلة للكعبة وقال الحسن : البيت المعمور هو الكعبة البيت الحرام الذي هو معمور من الناس يعمره الله كل سنة بستمائة ألف ، فإن عجز الناس عن ذلك أتمه الله بالملائكة ، وهو أول بيت وضعه الله للعبادة في الأرض . وقال الربيع بن أنس : إن البيت المعمور كان في الأرض موضع الكعبة في زمان آدم عليه السلام فلما كان زمان نوح عليه السلام أمرهم أن يحجوا فأبوا عليه وعصوه فلما طغى الماء رفع فجعل بحذائه في السماء الدنيا فيعمره كل يوم سبعون ألف ملك ، ثم لا يرجعون إليه حتى ينفخ في الصور ، قال : فبوأ الله جل وعز لإبراهيم مكان البيت حيث كان ، قال الله تعالى " وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود " .
يقسم تعالى بمخلوقاته الدالة على قدرته العظيمة أن عذابه واقع بأعدائه, وأنه لا دافع له عنهم, فالطور هو الجبل الذي يكون فيه أشجار مثل الذي كلم الله عليه موسى وأرسل منه عيسى, وما لم يكن فيه شجر لا يسمى طوراً إنما يقال له جبل "وكتاب مسطور" قيل: هو اللوح المحفوظ, وقيل: الكتب المنزلة المكتوبة التي تقرأ على الناس جهاراً ولهذا قال: "في رق منشور * والبيت المعمور" ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته إلى السماء السابعة: "ثم رفع بي إلى البيت المعمور, وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألفاً لا يعودون إليه آخر ما عليهم" يعني يتعبدون فيه ويطوفون به كما يطوف أهل الأرض بكعبتهم, كذلك ذاك البيت المعمور هو كعبة أهل السماء السابعة, ولهذا وجد إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام مسنداً ظهره إلى البيت المعمور, لأنه باني الكعبة الأرضية, والجزاء من جنس العمل, وهو بحيال الكعبة, وفي كل سماء بيت يتعبد فيه أهلها ويصلون إليه والذي في السماء الدنيا يقال له بيت العزة, والله أعلم.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي, حدثنا هشام بن عمار, حدثنا الوليد بن مسلم, حدثنا روح بن جناح عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "في السماء السابعة بيت يقال له المعمور بحيال الكعبة, وفي السماء الرابعة نهر يقال له الحيوان يدخله جبريل كل يوم فينغمس فيه انغماسة, ثم يخرج فينتفض انتفاضة, يخر عنه سبعون ألف قطرة, يخلق الله من كل قطرة ملكاً يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور, فيصلوا فيه فيفعلون ثم يخرجون فلا يعودون إليه أبداً, ويولى عليهم أحدهم يؤمر أن يقف بهم من السماء موقفاً يسبحون الله فيه إلى أن تقوم الساعة," هذا حديث غريب جداً, تفرد به روح بن جناح هذا وهو القرشي الأموي مولاهم أبو سعد الدمشقي, وقد أنكر عليه هذا الحديث جماعة من الحفاظ, منهم الجوزجاني والعقيلي والحاكم أبو عبد الله النيسابوري وغيرهم, قال الحاكم: لا أصل له من حديث أبي هريرة ولا سعيد ولا الزهري. وقال ابن جرير: حدثنا هناد بن السري, حدثنا أبو الأحوص عن سماك بن حرب عن خالد بن عرعرة, أن رجلاً قال لعلي: ما البيت المعمور ؟ قال: بيت في السماء يقال له الضراح, وهو بحيال الكعبة من فوقها, حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض, يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة ثم لا يعودون فيه أبداً, وكذا رواه شعبة وسفيان الثوري عن سماك, وعندهما أن ابن الكواء هو السائل عن ذلك ثم رواه ابن جرير عن أبي كريب عن طلق بن غنام, عن زائدة عن عاصم عن علي بن ربيعة قال: سأل ابن الكواء علياً عن البيت المعمور قال: مسجد في السماء يقال له الضراح, يدخله كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة ثم لا يعودون فيه أبداً. ورواه من حديث أبي الطفيل عن علي بمثله وقال العوفي عن ابن عباس: هو بيت حذاء العرش تعمره الملائكة, يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة ثم لا يعودون إليه. وكذا قال عكرمة ومجاهد وغير واحد من السلف.
وقال قتادة والربيع بن أنس والسدي: ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً لأصحابه: "هل تدرون ما البيت المعمور ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه مسجد في السماء بحيال الكعبة لو خر لخر عليها, يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم" وزعم الضحاك أنه يعمره طائفة من الملائكة يقال لهم الجن من قبيلة إبليس, فالله أعلم. وقوله تعالى: "والسقف المرفوع" قال سفيان الثوري وشعبة وأبو الأحوص عن سماك عن خالد بن عرعرة عن علي "والسقف المرفوع" يعني السماء. قال سفيان ثم تلا "وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً وهم عن آياتها معرضون" وكذا قال مجاهد وقتادة والسدي وابن جريج وابن زيد واختاره ابن جرير: وقال الربيع بن أنس: هو العرش, يعني أنه سقف لجميع المخلوقات, وله اتجاه وهو مراد مع غيره كما قاله الجمهور.
وقوله تعالى: "والبحر المسجور" قال الربيع بن أنس: هو الماء الذي تحت العرش الذي ينزل الله منه المطر, الذي تحيا به الأجساد في قبورها يوم معادها, وقال الجمهور: هو هذا البحر, واختلف في معنى قوله المسجور فقال بعضهم: المراد أنه يوقد يوم القيامة ناراً كقوله: "وإذا البحار سجرت" أي أضرمت فتصير ناراً تتأجج محيطة بأهل الموقف. ورواه سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب. وروي عن ابن عباس وبه يقول سعيد بن جبير ومجاهد وعبد الله بن عبيد بن عمير وغيرهم. وقال العلاء بن بدر: إنما سمي البحر المسجور لأنه لا يشرب منه ماء ولا يسقى به زرع وكذلك البحار يوم القيامة. كذا رواه عنه ابن أبي حاتم. وعن سعيد بن جبير "والبحر المسجور" يعني المرسل, وقال قتادة: المسجور المملوء, اختاره ابن جرير ووجهه بأنه ليس موقداً اليوم فهو مملوء. وقيل: المراد به الفارغ.
قال الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء عن ذي الرمة عن ابن عباس في قوله تعالى: "والبحر المسجور" قال: الفارغ خرجت أمة تستسقي فرجعت فقالت: إن الحوض مسجور يعني فارغاً. رواه ابن مردويه في مسانيد الشعراء. وقيل: المراد بالمسجور الممنوع المكفوف عن الأرض لئلا يغمرها فيغرق أهلها قاله علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وبه يقول السدي وغيره, وعليه يدل الحديث الذي رواه الإمام أحمد, رحمه الله, في مسنده فإنه قال: حدثنا يزيد, حدثنا العوام, حدثني شيخ كان مرابطاً بالساحل قال: لقيت أبا صالح مولى عمر بن الخطاب فقال: حدثنا عمر بن الخطاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس من ليلة إلا والبحر يشرف فيها ثلاث مرات, يستأذن الله تعالى أن ينفضخ عليهم, فيكفه الله عز وجل".
وقال الحافظ أبو بكر الإسماعيلي: حدثنا الحسن بن سفيان عن إسحاق بن راهويه عن يزيد, وهو ابن هارون, عن العوام بن حوشب, حدثني شيخ مرابط قال: خرجت ليلة لمحرسي لم يخرج أحد من الحرس غيري, فأتيت الميناء فصعدت فجعل يخيل إلي أن البحر يشرف يحاذي رؤوس الجبال, فعل ذلك مراراً وأنا مستيقظ, فلقيت أبا صالح فقال: حدثنا عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من ليلة إلا والبحر يشرف ثلاث مرات يستأذن الله تعالى أن ينفضخ عليهم, فيكفه الله عز وجل" فيه رجل مبهم لم يسم.
وقوله تعالى: "إن عذاب ربك لواقع" هذا هو المقسم عليه أي لواقع بالكافرين كما قال في الاية الأخرى: "ما له من دافع" أي ليس له دافع يدفعه عنهم إذا أراد الله بهم ذلك. قال الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا: حدثنا أبي, حدثنا موسى بن داود عن صالح المري عن جعفر بن زيد العبدي قال: خرج عمر يعس في المدينة ذات ليلة, فمر بدار رجل من المسلمين فوافقه قائماً يصلي فوقف يستمع قراءته فقرأ " والطور * وكتاب مسطور * في رق منشور * والبيت المعمور * والسقف المرفوع * والبحر المسجور * إن عذاب ربك لواقع * ما له من دافع " قال: قسم ورب الكعبة حق, فنزل عن حماره واستند إلى حائط فمكث ملياً ثم رجع إلى منزله, فمكث شهراً يعوده الناس لا يدرون ما مرضه رضي الله عنه وقال الإمام أبو عبيد في فضائل القرآن: حدثنا محمد بن صالح, حدثنا هشام بن حسان عن الحسن أن عمر قرأ "إن عذاب ربك لواقع * ما له من دافع" فربا لها ربوة عيد منها عشرين يوماً. وقوله تعالى: "يوم تمور السماء موراً" قال ابن عباس وقتادة: تتحرك تحريكاً. وعن ابن عباس: هو تشققها. وقال مجاهد: تدور دوراً وقال الضحاك: استدارتها وتحركها لأمر الله وموج بعضها في بعض. وهذا اختيار ابن جرير أنه التحرك في استدارة. قال: وأنشد أبو عبيدة معمر بن المثنى بيت الأعشى فقال:
كأن مشيتها من بيت جارتها مور السحابة لا ريث ولا عجل
"وتسير الجبال سيراً" أي تذهب فتصير هباء منبثاً وتنسف نسفاً "فويل يومئذ للمكذبين" أي ويل لهم ذلك اليوم من عذاب الله ونكاله بهم وعقابه لهم "الذين هم في خوض يلعبون" أي هم في الدنيا يخوضون في الباطل ويتخذون دينهم هزواً ولعباً "يوم يدعون" أي يدفعون ويساقون "إلى نار جهنم دعا" وقال مجاهد والشعبي ومحمد بن كعب والضحاك والسدي والثوري: يدفعون فيها دفعاً "هذه النار التي كنتم بها تكذبون" أي تقول لهم الزبانية ذلك تقريعاً وتوبيخاً "أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون * اصلوها" أي ادخلوها دخول من تغمره من جميع جهاته "فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم" أي سواء صبرتم على عذابها ونكالها أم لم تصبروا لا محيد لكم عنها ولا خلاص لكم منها " إنما تجزون ما كنتم تعملون " أي ولا يظلم الله أحداً بل يجازي كلاً بعمله.
4- "والبيت المعمور" في السماء السابعة. وقيل في سماء الدنيا، وقيل هو الكعبة، فعلى القولين الأولين يكون وصفه بالعمارة باعتبار من يدخل إليه من الملائكة ويعبد الله فيه. وعلى القول الثالث، يكون وصفه بالعمارة حقيقة أو مجازاً باعتبار كثرة من يتعبد فيه من بني آدم.
4. " والبيت المعمور "، بكثرة الغاشية والأهل، وهو بيت في السماء حذاء العرش بحيال الكعبة يقال له: الضراح، حرمته في السماء كحرمة الكعبة في الأرض، يدخله كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة يطوفون به ويصلون فيه ثم لا يعودون إليه أبداً.
4-" والبيت المعمور " يعني الكعبة وعمارتها بالحجاج والمجاورين ، أو الضراح وهو في السماء الرابعة وعمرانه كثرة غاشيته من الملائكة ، أو قلب المؤمنن وعمارته بالمعرفة والإخلاص .
4. And the House frequented,
4 - By the much frequented Fane;