40 - (رب اجعلني مقيم الصلاة) اجعل (ومن ذريتي) من يقيمها وأتى بمن لإعلام الله تعالى له أن منهم كفارا (ربنا وتقبل دعاء) المذكور
يقول : رب اجعلني مؤدياً ما ألزمتني من فريضتك التي فرضتها علي من الصلاة "ومن ذريتي" يقول : واجعل أيضاً من ذريتي مقيمي الصلاة لك "ربنا وتقبل دعاء" ، يقول : ربنا وتقبل عملي الذي أعمله لك ، وعبادتي إياك ، وهذا نظير الخبر الذي روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "إن الدعاء هو العبادة ، ثم قرأ ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) " .
قوله تعالى: " رب اجعلني مقيم الصلاة " أي من الثابتين على الإسلام والتزام أحكامه. " ومن ذريتي " أي واجعل من ذريتي من يقيمها. " ربنا وتقبل دعاء " أي عبادتي كما قال: " وقال ربكم ادعوني أستجب لكم " ( غافر: 60). وقال عليه السلام: " الدعاء مخ العبادة " وقد تقدم في ( البقرة).
قال ابن جرير: يقول تعالى مخبراً عن إبراهيم خليله أنه قال: "ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن" أي أنت تعلم قصدي في دعائي, وما أردت بدعائي لأهل هذا البلد, وإنما هو القصد إلى رضاك والإخلاص لك, فإنك تعلم الأشياء كلها ظاهرها وباطنها, لا يخفى عليك منها شيء في الأرض ولا في السماء, ثم حمد ربه عز وجل على ما رزقه من الولد بعد الكبر, فقال: "الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء" أي إنه يستجيب لمن دعاه, وقد استجاب لي فيما سألته من الولد, ثم قال: "رب اجعلني مقيم الصلاة" أي محافظاً عليها مقيماً لحدودها " ومن ذريتي " أي واجعلهم كذلك مقيمين لها "ربنا وتقبل دعاء" أي فيما سألتك فيه كله "ربنا اغفر لي ولوالدي" وقرأ بعضهم: ولوالدي بالإفراد وكان هذا قبل أن يتبرأ من أبيه لما تبين له عداوته لله عز وجل "وللمؤمنين" أي كلهم "يوم يقوم الحساب" أي يوم تحاسب عبادك فتجازيهم بأعمالهم إن خيراً فخير وإن شراً فشر.
ثم سأل الله سبحانه بأن يجعله مقيم الصلاة محافظاً عليها غير مهمل لشيء منها، ثم قال: 40- "ومن ذريتي" أي بعض ذريتي: أي اجعلني واجعل بعض ذريتي مقيمين للصلاة، وإنما خص البعض من ذريته، لأنه علم أن منهم من لا يقيمها كما ينبغي. قال الزجاج: أي اجعل من ذريتي من يقيم الصلاة، ثم سأل الله سبحانه أن يتقبل دعاءه على العموم، ويدخل في ذلك دعاؤه في هذا المقام دخولاً أولياً. قيل والمراد بالدعاء هنا العبادة، فيكون المعنى: وتقبل عبادتي التي أعبدك بها.
"رب اجعلني مقيم الصلاة"، يعني: ممن يقيم الصلاة بأركانها ويحافظ عليها، "ومن ذريتي"، يعني: اجعل من ذريتي من يقيمون الصلاة.
"ربنا وتقبل دعاء"، أي: عملي وعبادتي، سمى العبادة دعاء، وجاء في الحديث: "الدعاء مخ العبادة".
وقيل: معناه: استجب دعائي.
40."رب اجعلني مقيم الصلاة "معدلاً لها مواظباً عليها."ومن ذريتي " عطف على المنصوب في"اجعلني"،والتبعيض لعلمه بإعلام الله أو استقراء عادته في الأمم الماضية أن يكون في ذريته كفار ."ربنا وتقبل دعاء"واستجب دعائي أو وتقبل عبادتي.
40. My Lord! Make me to establish proper worship, and some of my posterity (also); our Lord! and accept the prayer.
40 - O my Lord make me one who establishes regular prayer, and also (raise such) among my offspring o our Lord and accept thou my prayer.