40 - هم (الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق) في الإخراج ما أخرجوا (إلا أن يقولوا) أي بقولهم (ربنا الله) وحده وهذا القول حق فالإخراج به إخراج بغير حق (ولولا دفع الله الناس بعضهم) بدل بعض من الناس (ببعض لهدمت) بالتشديد للتكثير وبالتخفيف (صوامع) للرهبان (وبيع) كنائس للنصارى (وصلوات) كنائس لليهود بالعبرانية (ومساجد) للمسلمين (يذكر فيها) أي المواضع المذكورة (اسم الله كثيرا) وتنقطع العبادات بخرابها (ولينصرن الله من ينصره) أي ينصر دينه (إن الله لقوي) على خلقه (عزيز) منيع في سلطانه وقدرته
يقول تعالى ذكره : أذن للذين يقاتلون " الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق " فالذين الثانية رد على الذين الأولى ، وعنى بالمخرجين من دورهم : المؤمنين الذين أخرجهم كفار قريش من مكة ، وكان إخراجهم إياهم من دورهم وتعذيبهم بعضهم على الإيمان بالله ورسوله ، وسبهم بعضهم بألسنتهم ووعيدهم إياهم ، حتى اضطروهم إلى الخروج عنهم ، وكان فعلهم ذلك بهم بغير حق ، لأنهم كانوا على باطل ، والمؤمنون على الحق ، فلذلك قال جل ثناؤه : " الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق " وقوله : " إلا أن يقولوا ربنا الله " يقول تعالى ذكره : لم يخرجوا من ديارهم إلا بقولهم : ربنا الله وحده لا شريك له ، فأن في موضع خفض ردا على الباء في قوله : " بغير حق " وقد يجوز أن تكون في موضع نصب على وجه الاستثناء .
وقوله : " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض " اختلف أهل التأويل في معنى ذلك ، فقال بعضهم : معنى ذلك : ولولا دفع الله المشركين بالمسلمين .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا القاسم ، ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قوله : " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض " دفع المشركين بالمسلمين .
وقال آخرون : معنى ذلك : ولولا القتال والجهاد في سبيل الله .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض " قال : لولا القتال والجهاد .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : ولولا دفع الله بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن بعدهم من التابعين .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا إبراهيم بن سعيد ، قال : ثنا يعقوب بن إبراهيم ، عن سيف بن عمرو ، عن أبي روق ، عن ثابت بن عوسجة الحضرمي ، قال : ثني سبعة وعشرون من أصحاب على و عبدالله منهم لاحق بن الأقمر ، و العيزار بن جرول ، و عطية القرظي ، أن عليا رضي الله عنه قال : إنما أنزلت هذه الآية في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض " لولا دفاع الله بأصحاب محمد عن التابعين " لهدمت صوامع وبيع " .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : لولا أن الله يدفع بمن أوجب قبول شهادته في الحقوق تكون لبعض الناس على بعض ، عمن لا يجوز قبول شهادته وغيره ، فأحيا بذلك ما هذا ، ويوقى بسبب هذا إراقة دم هذا ، وتركوا المظالم من أجله ، لتظالم الناس ، فهدمت صوامع .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض " يقول : دفع بعضهم بعضا في الشهادة ، وفي الحق ، وفيما يكون من قبل هذا ، يقول : لولاهم لأهلكت هذه الصوامع وما ذكر معها .
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال : إن الله تعالى ذكره ، أخبر أنه لولا دفاعه الناس بعضهم ببعض ، لهدم ما ذكر ، من دفعه تعالى ذكره بعضهم ببعض ، وكفه المشركين بالمسلمين عن ذلك ، ومنه كفه ببعضهم التظالم ، كالسلطان الذي كف به رعيته عن التظالم بينهم ، ومنه كفه لمن أجاز شهادته بينهم ببعضهم عن الذهاب بحق من له قبله حق ، ونحو ذلك ، وكل ذلك دفع منه الناس بعضهم عن بعض ، لولا ذلك لتظالموا ، فهدم القاهرون صوامع المقهورين وبيعهم ، وما سمى جل ثناؤه ، ولم يضع الله تعالى دلالة في عقل ، على أنه عنى من ذلك بعضا دون بعض ، ولا جاء بأن ذلك كذلك خبر يجب التسليم له ، فلذلك على الظاهر والعموم على ما قد بينته قبل ، لعموم ظاهر ذلك جميع ما ذكرنا.
وقوله : " لهدمت صوامع " اختلف أهل التأويل في المعني بالصوامع ، فقال بعضهم : عني بها صوامع الرهبان .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا محمد بن المثنى ،قال : ثنا عبد الوهاب ، قال : ثنا داود ، عن رفيع في هذه الآية : " لهدمت صوامع " قال : صوامع الرهبان .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : " لهدمت صوامع " قال : صوامع الرهبان .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد : " لهدمت صوامع " قال : صوامع الرهبان .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : " لهدمت صوامع " قال : صوامع الرهبان .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ ، يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول : في قوله : " لهدمت صوامع " وهي صوامع الصغار يبنونها .
وقال آخرون : بل هي صوامع الصابئين .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة " صوامع " قال : هي للصابئين .
حدثنا الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، مثله .
واختلف القراء في قراءة قوله : " لهدمت " فقرأ ذلك عامة قراء المدينة لهدمت خفيفة . وقرأته عامة قراء أهل الكوفة والبصرة " لهدمت " بالتشديد بمعنى تكرير الهدم فيها مرة بعد مرة . والتشديد في ذلك أعجب القراءتين إلي ، لأن ذلك من أفعل أهل الكفر بذلك .
وأما قوله : " وبيع " فإنه يعني بها : بيع النصارى .
وقد اختلف أهل التأويل في ذلك ، فقال بعضهم مثل الذي قلنا في ذلك .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن المثنى ، قال : ثنا عبد الأعلى ، قال : ثنا داود ، عن رفيع " وبيع " قال : بيع النصارى .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة " وبيع " للنصارى .
حدثنا الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، مثله .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول : البيع : بيع النصارى .
وقال آخرون : عني بالبيع في هذا الموضع : كنائس اليهود .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : " وبيع " قال : وكنائس .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله .
وحدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : " وبيع " قال : البيع : الكنائس .
قوله : " وصلوات " اختلف أهل التأويل في معناه فقال بعضهم : عني بالصلوات : الكنائس .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله :" وصلوات " قال : يعني بالصلوات الكنائس .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : " وصلوات " كنائس اليهود ، ويسمون الكنيسة صلوتا .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ،عن قتادة : " وصلوات " كنائس اليهود .
وقال آخرون : عني بالصلوات مساجد الصابئين .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا عبد الأعلى ، قال : ثنا داود ، قال : سألت أبا العالية عن الصلوات ، قال : هي مساجد الصابئين .
قال : ثنا عبد الوهاب ، قال : ثنا داود ، عن رفيع ، نحوه .
وقال آخرون: هي مساجد المسلمين ولأهل الكتاب بالطرق .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله " وصلوات " قال : مساجد لأهل الكتاب ، ولأهل الإسلام بالطرق .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، نحوه .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : " وصلوات " قال : الصلوات صلوات أهل الإسلام ، تنقطع إذا دخل العدو عليهم انقطعت العبادة ، والمساجد تهدم ، كما صنع بختنصر .
وقوله: " ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا " اختلف في المساجد التي أريدت بهذا القول ، فقال بعضهم : أريد بذلك مساجد المسلمين .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا عبد الوهاب ، قال : ثنا داود ، عن رفيع ، قوله " ومساجد " قال : مساجد المسلمين .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، قال : ثنا معمر ، عن قتادة : " ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا " قال: المساجد : مساجد المسلمين يذكر فيها اسم الله كثيرا .
حدثنا الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، نحوه .
وقال آخرون : عني بقوله : " ومساجد " : الصوامع والبيع والصلوات .
ذكر من قال ذلك :
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول ، في قوله : " ومساجد " يقول في كل هذا يذكر اسم الله كثيرا ، ولم يخص المساجد .
وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول : الصلوات لا تهدم ، ولكن حمله على فعل آخر ، كأنه قال : وتركت صلوات . وقال بعضهم : إنما يعني : مواضع الصلوات . وقال بعضهم : إنما هي صلوات ، وهي كنائس اليهود ، تدعى بالعبرانية : صلوتا .
وأولى هذه الأقوال في ذلك بالصواب : قول من قال : معنى ذلك : لهدمت صوامع الرهبان ، وبيع النصارى ، وصلوات اليهود ، هي كنائسهم ، ومساجد المسلمين التي يذكر فيها اسم الله كثيرا .
وإنما قلنا هذا القول أولى بتأويل ذلك ، لأن ذلك هو المعروف في كلام العرب ، المستفيض فيهم ، وما خالفه من القول ، وإن كان له وجه فغير مستعمل فيما وجهه إليه من وجهه إليه .
وقوله : " ولينصرن الله من ينصره " يقول تعالى ذكره : وليعينن الله من يقاتل في سبيله ، لتكون كلمته العليا على عدوه ، فنصر الله عبده : معونته إياه ، ونصر العبد ربه : جهاده في سبيله ، لتكون كلمته العليا .
وقوله : " إن الله لقوي عزيز " يقول تعالى ذكره : إن الله لقوي على نصر من جاهد في سبيله من أهل ولايته وطاعته ، عزيز في ملكه ، يقول : منيع في سلطانه ، لا يقهره قاهر ، ولا يغلبه غالب .
فيه سبع مسائل:
الأولى: قوله تعالى: " الذين أخرجوا من ديارهم " هذا أحد ما ظلموا به، وإنما أخرجوا لقولهم: ربنا الله وحده. فقوله: " إلا أن يقولوا ربنا الله " استثناء منقطع، أي لكن لقولهم ربنا الله، قاله سيبويه. وقال الفراء يجوز أن تكون في موضع خفض، يقدرها مردودة على الباء، وهو قول أبي إسحاق الزجاج، والمعنى عنده: الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا بأن يقولوا ربنا الله، أي أخرجوا بتوحيدهم، أخرجهم أهل الأوثان. و " الذين أخرجوا " في موضع خفض بدلاً من قوله: " للذين يقاتلون ".
الثانية: قال ابن العربي : قال علماؤنا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بيعة العقبة لم يؤذن له في الحرب ولم تحل له الدماء، إنما يؤمر بالدعاء إلى الله والصبر على الأذى والصفح عن الجاهل مدة عشرة أعوام، لإقامة حجة الله تعالى عليهم، ووفاء بوعده الذي امتن به بفضله في قوله: " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " [الإسراء: 15]. فاستمر الناس في الطغيان وما استدلوا بواضح البرهان، وكانت قريش قد اضطهدت من اتبعه من قومه من المهاجرين حتى فتنوهم عن دينهم ونفوهم عن بلادهم، فمنهم من فر إلى أرض الحبشة، ومنهم من خرج إلى المدينة، ومنهم من صبر على الأذى. فلما عتت قريش على الله تعالى وردوا أمره وكذبوا نبيه عليه السلام، وعذبوا من آمن به ووحده وعبده، وصدق نبيه عليه السلام واعتصم بدينه، أذن الله لرسوله في القتال والامتناع والانتصار ممن ظلمهم، وأنزل " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا " - إلى قوله - " الأمور ".
الثالثة: في هذه الآية دليل على أن نسبة الفعل الموجود من الملجأ المكره إلى الذي ألجأه وأكرهه، لأن الله تعالى نسب الإخراج إلى الكفار، لأن الكلام في معنى تقدير الذنب وإلزامه. وهذه الآية مثل قوله تعالى: " إذ أخرجه الذين كفروا " [براءة: 40] والكلام فيهما واحد، وقد تقدم في ((براءة)) والحمد لله.
الرابعة: " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض " أي لولا ما شرعه الله تعالى للأنبياء والمؤمنين من قتل الأعداء، لاستولى أهل الشرك وعطلوا ما بينته أرباب الديانات من مواضع العبادات، ولكنه دفع بأن أوجب القتال ليتفرغ أهل الدين للعبادة. فالجهاد أمر متقدم في الأمم، وبه صلحت الشرائع واجتمعت المتعبدات، فكأنه قال: أذن في القتال، فليقاتل المؤمنون. ثم قوى هذا الأمر في القتال بقوله: " ولولا دفع الله الناس " الآية، أي لولا القتال والجهاد لتغلب على الحق في كل أمة. فمن استبشع من النصارى والصابئين الجهاد فهو مناقض لمذهبه، إذ لولا القتال لما بقي الدين الذي يذب عنه. وأيضاً هذه المواضع التي اتخذت قبل تحريفهم وتبديلهم وقبل نسخ تلك الملل بالإسلام إنما ذكرت لهذا المعنى، أي لولا هذا الدفع لهدم في زمن موسى الكنائس، وفي زمن عيسى الصوامع والبيع، وفي زمن محمد عليه السلام المساجد. " لهدمت " من خدمت البناء أي نقضته فانهدم. قال ابن عطية : هذا أصوب ما قيل في تأويل الآية. وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: ولولا دفع الله بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الكفار عن التابعين فمن بعدهم. وهذا وإن كان فيه دفع قوم بقوم إلا أن معنى القتال أليق، كما تقدم. وقال مجاهد : لولا دفع الله ظلم قوم بشهادة العدول. وقالت فرقة: ولولا دفع الله ظلم الظلمة بعدل الولاة. وقال أبو الدرداء : لولا أن الله عز وجل يدفع بمن في المساجد عمن ليس في المساجد، وبمن يغزو عمن لا يغزو، لأتاهم العذاب. وقالت فرقة: ولولا دفع الله العذاب بدعاء الفضلاء والأخيار إلى غير ذلك من التفصيل المفسر لمعنى الآية، وذلك أن الآية ولا بد تقتضي مدفوعاً من الناس ومدفوعاً عنه، فتأمله.
الخامسة: قال ابن خويزمنداد: تضمنت هذه الآية المنع من هدم كنائس أهل الذمة وبيعهم وبيوت نيرانهم، ولا يتركون أن يحدثوا ما لم يكن، ولا يزيدون في البنيان لا سعة ولا ارتفاعاً، ولا ينبغي للمسلمين أن يدخلوها ولا يصلوا فيها، ومتى أحدثوا زيادة وجب نقضها. وينقض ما وجد في بلاد الحرب من البيع والكنائس. وإنما لم ينقض ما في بلاد الإسلام لأهل الذمة، لأنها جرت مجرى بيوتهم وأموالهم التي عاهدوا عليها في الصيانة. ولا يجوز أن يمكنوا من الزيادة لأن في ذلك إظهار أسباب الكفر. وجائز أن ينقض المسجد ليعاد بنيانه، وقد فعل ذلك عثمان رضي الله عنه بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
السادسة: قرىء " لهدمت " بتخفيف الدال وتشديدها. " صوامع " جمع صومعة، وزنها فوعلة، وهي بناء مرتفع حديد الأعلى، يقال: صمع الثريدة أي رفع رأسها وحدده. ورجل أصمع القلب أي حاد الفطنة. والأصمع من الرجال الحديد القول. وقيل: هو الصغير الأذن من الناس وغيرهم. وكانت قبل الإسلام مختصة برهبان النصارى وبعباد الصابئين - قاله قتادة - ثم استعمل في مئذنة المسلمين. والبيع جمع بيعة، وهي كنيسة النصارى. وقال الطبري : قيل هي كنائس اليهود، ثم أدخل عن مجاهد ما لا يقتضي ذلك. " وصلوات " قال الزجاج و الحسن : هي كنائس اليهود، وهي بالعبرانية صلوتا. وقال أبو عبيدة: الصلوات بيوت تبنى للنصارى في البراري يصلون فيها في أسفارهم، تسمى صلوتا فعربت فقيل صلوات. وفي " صلوات " تسع قراءات ذكرها ابن عطية : صلوات، صلوات، صلوات، صلولى، على وزن فعولى، صلوب بالباء بواحدة جمع صليب، صلوث بالثاء المثلثة على وزن فعول، صلوات بضم الصاد واللام وألف بعد الواو، صلوثا بضم الصاد واللام وقصر الألف بعد الثاء المثلثة، صلويثا بكسر الصاد وإسكان اللام وواو مكسورة بعدها ياء بعدها ثاء منقوطة بثلاث بعدها ألف. وذكر النحاس : وروي عن عاصم الجحدري أنه قرأ وصلوب وروي عن الضحاك وصلوث بالثاء معجمة بثلاث، ولا أدري أفتح الصاد أم ضمها.
قلت: فعلى هذا تجيء هنا عشر قراءات. وقال ابن عباس: الصلوات الكنائس. أبو العالية : الصلوات مساجد الصابئين. ابن زيد: هي صلوات المسلمين تنقطع إذا دخل عليهم العدو وتهدم المساجد، فعلى هذا استعير الهدم للصلوات من حيث تعطل، أو أراد موضع صلوات فحذف المضاف. وعلى قول ابن عباس و الزجاج وغيرهم يكون الهدم حقيقة. وقال الحسن : هدم الصلوات تركها. قطرب: هي الصوامع الصغار ولم يسمع لها واحد. وذهب خصيف إلى أن القصد بهذه الأسماء تقسيم متعبدات الأمم. فالصومع للرهبان، والبيع للنصارى، والصلوات لليهود، والمساجد للمسلمين. قال ابن عطية : والأظهر أنها قصد بها المبالغة في ذكر المتعبدات. وهذه الأسماء تشترك الأمم في مسمياتها، إلا البيعة فإنها مختصة بالنصارى في لغة العرب. ومعاني هذه الأسماء هي في الأمم التي لها كتاب على قديم الدهر. ولم يذكر في هذه الآية المجوس ولا أهل الإشراك، لأن هؤلاء ليس لهم ما يجب حمايته، ولا يوجد ذكر الله إلا عند أهل الشرائع. وقال النحاس : " يذكر فيها اسم الله " الذي يجب في كلام العرب على حقيقة النظر أن يكون " يذكر فيها اسم الله " عائداً على المساجد لا على غيرها، لأن الضمير يليها. ويجوز أن يعود على " صوامع " وما بعدها، ويكون المعنى وقت شرائعهم وإقامتهم الحق.
السابعة: فإن قيل: لم قدمت مساجد أهل الذمة ومصلياتهم على مساجد المسلمين؟قيل: لأنها أقدم بناء. وقيل لقربها من الهدم وقرب المساجد من الذكر، كما أخر السابق في قوله: " فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات " [فاطر: 32].
الثامنة: قوله تعالى: " ولينصرن الله من ينصره " أي من ينصر دينه ونبيه. " إن الله لقوي " أي قادر. قال الخطابي : القوي يكون بمعنى القادر، ومن قوي على شيء فقد قدر عليه. " عزيز " أي جليل شريف، قاله الزجاج . وقيل الممتنع الذي لا يرام، وقد بيناهما في الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى.
قال العوفي عن ابن عباس : نزلت في محمد وأصحابه حين أخرجوا من مكة. وقال مجاهد والضحاك , وغير واحد من السلف كابن عباس ومجاهد وعروة بن الزبير وزيد بن أسلم ومقاتل بن حيان وقتادة وغيرهم: هذه أول آية نزلت في الجهاد, واستدل بهذه الاية بعضهم على أن السورة مدنية. وقال ابن جرير : حدثني يحيى بن داود الواسطي , حدثنا إسحاق بن يوسف عن سفيان عن الأعمش عن مسلم هو البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما أخرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر : أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون ليهلكن. قال ابن عباس : فأنزل الله عز وجل "أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير" قال أبو بكر رضي الله تعالى عنه: فعرفت أنه سيكون قتال. وقال الإمام أحمد عن إسحاق بن يوسف الأزرق به, وزاد: قال ابن عباس وهي أول آية نزلت في القتال. ورواه الترمذي والنسائي في التفسير من سننيهما و ابن أبي حاتم من حديث إسحاق بن يوسف , زاد الترمذي ووكيع كلاهما عن سفيان الثوري به. وقال الترمذي : حديث حسن , وقد رواه غير واحد عن الثوري وليس فيه ابن عباس .
وقوله: "وإن الله على نصرهم لقدير" أي هو قادر على نصر عباده المؤمنين من غير قتال, ولكن هو يريد من عباده أن يبذلوا جهدهم في طاعته, كما قال: " فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم * سيهديهم ويصلح بالهم * ويدخلهم الجنة عرفها لهم " وقال تعالى: " قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين * ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم " وقال: " أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون " وقال: "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين" وقال: "ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم" والايات في هذا كثيرة.
ولهذا قال ابن عباس في قوله: "وإن الله على نصرهم لقدير" وقد فعل, وإنما شرع تعالى الجهاد في الوقت الأليق به, لأنهم لما كانوا بمكة كان المشركون أكثر عدداً فلو أمر المسلمين وهم أقل من العشر بقتال الباقين لشق عليهم, ولهذا لما بايع أهل يثرب ليلة العقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكانوا نيفاً وثمانين, قالوا: " يا رسول الله ألا نميل على أهل الوادي, يعنون أهل منى, ليالي منى فنقتلهم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لم أومر بهذا" فلما بغى المشركون وأخرجوا النبي صلى الله عليه وسلم من بين أظهرهم وهموا بقتله, وشردوا أصحابه شذر مذر, فذهب منهم طائفة إلى الحبشة وآخرون إلى المدينة, فلما استقروا بالمدينة ووافاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم واجتمعوا عليه, وقاموا بنصره وصارت لهم دار إسلام ومعقلاً يلجئون إليه, شرع الله جهاد الأعداء, فكانت هذه الاية أول ما نزل في ذلك, فقال تعالى: "أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير * الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق" قال العوفي عن ابن عباس : أخرجوا من مكة إلى المدينة بغير حق, يعني محمداً وأصحابه "إلا أن يقولوا ربنا الله" أي ما كان لهم إلى قومهم إساءة, ولا كان لهم ذنب إلا أنهم وحدوا الله وعبدوه لا شريك له, وهذا استثناء منقطع بالنسبة إلى ما في نفس الأمر, وأما عند المشركين فإنه أكبر الذنوب, كما قال تعالى: "يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم" وقال تعالى في قصة أصحاب الأخدود: " وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد " ولهذا لما كان المسلمون يرتجزون في بناء الخندق ويقولون:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الألى قد بغوا علينا إذا أرادوا فتنة أبينا
فيوافقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول معهم آخر كل قافية, فإذا قالوا: * إذا أرادوا فتنة أبينا * يقول: أبينا يمد بها صوته, ثم قال تعالى: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض" أي لولا أنه يدفع بقوم عن قوم, ويكف شرور أناس عن غيرهم بما يخلقه ويقدره من الأسباب, لفسدت الأرض ولأهلك القوي الضعيف "لهدمت صوامع" وهي المعابد الصغار للرهبان, قاله ابن عباس ومجاهد وأبو العالية وعكرمة والضحاك وغيرهم. وقال قتادة : هي معابد الصابئين, وفي رواية عنه: صوامع المجوس, وقال مقاتل بن حيان : هي البيوت التي على الطرق "وبيع" وهي أوسع منها, وأكثر عابدين فيها, وهي للنصارى أيضاً, قاله أبو العالية وقتادة والضحاك وابن صخر ومقاتل بن حيان وخصيف وغيرهم. وحكى ابن جبير عن مجاهد وغيره أنها كنائس اليهود, وحكى السدي عمن حدثه عن ابن عباس أنها كنائس اليهود, و مجاهد إنما قال: هي الكنائس, والله أعلم.
وقوله: "وصلوات" قال العوفي عن ابن عباس : الصلوات الكنائس وكذا قال عكرمة والضحاك وقتادة : إنها كنائس اليهود, وهم يسمونها صلوات. وحكى السدي عمن حدثه عن ابن عباس أنها كنائس النصارى. وقال أبو العالية وغيره: الصلوات معابد الصابئين. وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد : الصوات مساجد لأهل الكتاب ولأهل الإسلام بالطرق, وأما المساجد فهي للمسلمين. وقوله: "يذكر فيها اسم الله كثيراً" فقد قيل: الضمير في قوله يذكر فيها عائد إلى المساجد لأنها أقرب المذكورات. وقال الضحاك : الجميع يذكر فيها اسم الله كثيراً. وقال ابن جرير : الصواب لهدمت صوامع الرهبان وبيع النصارى وصلوات اليهود, وهي كنائسهم, ومساجد المسلمين التي يذكر فيها اسم الله كثيراً, لأن هذا هو المستعمل المعروف في كلام العرب. وقال بعض العلماء: هذا ترق من الأقل إلى الأكثر إلى أن انتهى إلى المساجد وهي أكثر عماراً وأكثر عبادا وهم ذوو القصد الصحيح.
وقوله: "ولينصرن الله من ينصره" كقوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم * والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم ". وقوله: "إن الله لقوي عزيز" وصف نفسه بالقوة والعزة, فبقوته خلق كل شيء فقدره تقديراً, وبعزته لا يقهره قاهر ولا يغلبه غالب, بل كل شيء ذليل لديه فقير إليه, ومن كان القوي العزيز ناصره فهو المنصور وعدوه هو المقهور, قال الله تعالى: " ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * إنهم لهم المنصورون * وإن جندنا لهم الغالبون " وقال تعالى: " كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز ".
ثم وصف هؤلاء المؤمنين بقوله: 40- "الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق" ويجوز أن يكون بدلاً من الذين يقاتلون، أو في محل نصب على المدح، أو محل رفع بإضمار مبتدأ، والمراد بالديار مكة "إلا أن يقولوا ربنا الله" قال سيبويه: هو استثناء منقطع: أي لكن لقولهم ربنا الله. أيأخرجوا بغير حق يوجب إخراجهم لكن لقولهم ربنا الله. وقال الفراء والزجاج: هو استثناء متصل، والتقدير الذين أخرجوا من ديارهم بلا حق إلا بأن يقولوا ربنا الله، فيكون مثل قوله سبحانه: " وما تنقم منا إلا أن آمنا " وقول النابغة:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب
"ولولا دفع الله الناس" قرأ نافع " ولولا دفع " وقرأ الباقون "ولولا دفع" والمعنى: لولا ما شرعه الله للأنبياء والمؤمنين من قتال الأعداء لاستولى أهل الشرك، وذهبت مواضع العبادة من الأرض، ومعنى "لهدمت" لخربت باستيلاء أهل الشرك على أهل الملل، فالصوامع: هي صوامع الرهبان، وقيل صوامع الصابئين، والبيع: جمع بيعة، وهي كنيسة النصارى، والصلوات هي كنائس اليهود، واسمها بالعبرانية صلوثاً بالمثلثة فعربت، والمساجد هي مساجد المسلمين. وقيل المعنى: لولا هذا الدفع لهدمت في زمن موسى الكنائس، وفي زمن عيسى الصوامع والبيع، وفي زمن محمد المساجد. قال ابن عطية: هذا أصوب ما قيل في تأويل الآية. وقيل المعنى: ولولا دفع الله ظلم الظلمة بعدل الولاة، وقيل لولا دفع الله العذاب بدعاء الأخيار، وقيل غير ذلك. والصوامع: جمع صومعة، وهي بناء مرتفع، يقال صمع الثريدة: إذا رفع رأسها، ورجع أصمع القلب: أي حاد الفطنة، والأصمع من الرجال: الحديد القول، وقيل الصغير الأذن. ثم استعمل في المواضع التي يؤذن عليها في الإسلام. وقد ذكر ابن عطية في صلوات تسع قراءات، ووجه تقديم مواضع عبادات أهل الملل على موضع عبادة المسلمين كونها أقدم بناء وأسبق وجوداً. والظاهر من الهدم المذكور معناه الحقيقي كما ذكره الزجاج وغيره، وقيل المراد به المعنى المجازي، وهو تعطلها من العبادة، وقرئ "لهدمت" بالتشديد، وانتصاب كثيراً في قوله: "يذكر فيها اسم الله كثيراً" على أنه صفة لمصدر محذوف: أي ذكراً كثيراً، أو وقتاً كثيراً، والجملة صفة للمساجد، وقيل لجميع المذكورات "ولينصرن الله من ينصره" اللام هي جواب لقسم محذوف: أي والله لينصر الله من ينصره، والمراد بمن ينصر الله من ينصر دينه وأولياءه، والقوي القادر على الشيء، والعزيز الجليل الشريف قاله الزجاج، وقيل الممتنع الذي لا يرام ولا يدافع ولا يمانع.
40. " الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق "، بدل ((عن الذين)) الأولى " إلا أن يقولوا ربنا الله "، أي: لم يخرجوا من ديارهم إلا لقولهم ربنا الله وحده.
" ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض "، بالجهاد وإقامة الحدود، " لهدمت "، قرأ أهل الحجاز بتخفيف الدال، وقرأ الآخرون بالتشديد على التكثير، فالتخفيف يكون للقليل والكثير، والتشديد يختص بالكثير، " صوامع "، قال مجاهد و الضحاك : يعني: صوامع الرهبان. وقال فتادة : صوامع الصابئين، " وبيع "، بيع النصارى جمع ((بيعة)) وهي كنيسة النصارى، " وصلوات "، يعني كنائس اليهود، ويسمونها بالعبرانية صلوتا، " ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً "، يعني مساجد المسلمين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
ومعنى الآية: ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدم في شريعة كل نبي مكان صلاتهم، لهدم في زمن موسى الكنائس، وفي زمن عيسى البيع والصوامع، وفي زمن محمد صلى الله عليه وسلم المساجد.
وقال ابن زيد : أراد بالصلوات صلوات أهل الإسلام، فإنها تنقطع إذا دخل العدو عليهم.
" ولينصرن الله من ينصره "، أي: ينصر دينه ونبيه، " إن الله لقوي عزيز ".
40ـ " الذين أخرجوا من ديارهم " يعني مكة . " بغير حق " بغير موجب استحقوه به . " إلا أن يقولوا ربنا الله " على طريقة قول النابغة :
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من راع الكتائب
وقيل منقطع . " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض " بتسليط المؤمنين منهم على الكافرين . " لهدمت " لخربت باستيلاء المشركين على أهل الملل ، وقرأ نافع (( دفاع )) وقرأ نافع وابن كثير " لهدمت " بالتخفيف . " صوامع " صوامع الرهبانية . " وبيع " بيع النصارى . " وصلوات " كنائس اليهود ، سميت بها لأنها يصلى فيها ، وقيل أصلها صلوتا بالعبرانية فعربت . " ومساجد " مساجد المسلمين . " يذكر فيها اسم الله كثيراً " صفة للأربع أو لمساجد خصت بها تفضيلاً . " ولينصرن الله من ينصره " من ينصره دينه ، وقد أنجز وعده بأن سلط المهاجرين والأنصار على صناديد العرب وأكاسرة العجم وقياصرتهم وأورثهم أرضهم وديارهم . " إن الله لقوي " على نصرهم . " عزيز " لا يمانعه شيء.
40. Those who have been driven from their homes unjustly only because they said: Our Lord is Allah. For had it not been for Allah's repelling some men by means of others, cloisters and churches and oratories and mosques, wherein the name of Allah is oft mentioned, would assuredly have been pulled down. Verily Allah helpeth one who helpeth Him. Lo! Allah is Strong, Almighty.
40 - (They are) those who have Been expelled from their homes In defiance of right, (For no cause) except That they say. Our Lord Is God. Did not God check one set of people by means of another, There would surely have been Pulled down monasteries, churches, Synagogues, and mosques, in which The name of God is commemorated In abundant measure. God will certainly aid those who aid His (cause); for verily God is Full of Strength, Exalted in Might, (Able to enforce His Will).