41 - (وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون)
وقوله : " وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون " يقول جل ثناؤه : ما هذا القرآن بقول شاعر لأن محمداً لا يحسن قيل الشعر ، فتقولوا هو شعر " قليلا ما تؤمنون " يقول : تصدقون قليلاً به أنتم ، وذلك خطاب من الله لمشركي قريش .
قوله تعالى:"تنزيل من رب العالمين"
قوله تعالى:"تنزيل" أي هو تنزيل. "من رب العالمين" وهو عطف على قوله:"إنه لقول رسول كريم"، أي إنه لقول رسول كريم، وهو تنزيل من رب العالمين.
يقول تعالى مقسماً لخلقه بما يشاهدونه من آياته في مخلوقاته الدالة على كماله في أسمائه وصفاته, وما غاب عنهم مما لا يشاهدونه من المغيبات عنهم: إن القرآن كلامه ووحيه وتنزيله على عبده ورسوله الذي اصطفاه لتبليغ الرسالة وأداء الأمانة فقال تعالى: " فلا أقسم بما تبصرون * وما لا تبصرون * إنه لقول رسول كريم " يعني محمداً صلى الله عليه وسلم, أضافه إليه على معنى التبليغ, لأن الرسول من شأنه أن يبلغ عن المرسل ولهذا أضافه في سورة التكوير إلى الرسول الملكي "إنه لقول رسول كريم * ذي قوة عند ذي العرش مكين * مطاع ثم أمين" وهذا جبريل عليه السلام, ثم قال تعالى: "وما صاحبكم بمجنون" يعني محمداً صلى الله عليه وسلم "ولقد رآه بالأفق المبين" يعني أن محمداً رأى جبريل على صورته التي خلقه الله عليها "وما هو على الغيب بضنين" أي بمتهم.
"وما هو بقول شيطان رجيم" وهكذا قال ههنا "وما هو بقول شاعر قليلاً ما تؤمنون * ولا بقول كاهن قليلاً ما تذكرون" فأضافه الله تارة إلى قول الرسول الملكي وتارة إلى الرسول البشري, لأن كلاً منهما مبلغ عن الله ما استأمنه عليه من وحيه وكلامه, ولهذا قال تعالى: "تنزيل من رب العالمين" قال الإمام أحمد : حدثنا أبو المغيرة , حدثنا صفوان , حدثنا شريح بن عبيد قال: قال عمر بن الخطاب : خرجت أتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن أسلم, فوجدته قد سبقني إلى المسجد فقمت خلفه فاستفتح سورة الحاقة, فجعلت أعجب من تأليف القرآن قال: فقلت هذا والله شاعر كما قالت قريش, قال: فقرأ "إنه لقول رسول كريم * وما هو بقول شاعر قليلاً ما تؤمنون" قال: فقلت كاهن, قال: فقرأ "ولا بقول كاهن قليلاً ما تذكرون * تنزيل من رب العالمين * ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين" إلى آخر السورة قال: فوقع الإسلام في قلبي كل موضع, فهذا من جملة الأسباب التي جعلها الله تعالى مؤثرة في هداية عمر بن الخطاب رضي الله عنه, كما أوردنا كيفية إسلامه في سيرته المفردة, ولله الحمد والمنة.
41- "وما هو بقول شاعر" كما تزعمون لأنه ليس من أصناف الشعر ولا مشابه له "قليلاً ما تؤمنون" أي إيماناً قليلاً تؤمنون، وتصديقاً يسيراً تصدقون، وما زائدة.
41- "وما هو بقول شاعر قليلاً ما تؤمنون".
41-" وما هو بقول شاعر " كما تزعمون تارة . " قليلاً ما تؤمنون " تصدقون لما ظهر لكم صدقه تصديقاً قليلاً لفرط عنادكم .
41. It is not poet's speech little is it that ye believe!
41 - It is not the word of a poet: little it is ye believe!