42 - (ثم أنشأنا من بعدهم قرونا) أقواما (آخرين)
يقول تعالى ذكره : ثم أحدثنا من بعد هلاك ثمود قوما آخرين . وقوله " ما تسبق من أمة أجلها " ، يقول ما يتقدم هلاك أمة من تلك الأمم التي أنشأناها بعد ثمود ، قبل الأجل الذي أجلنا لهلاكها ، ولا يستأخر هلاكها عن الأجل الذي أجلنا لهلاكها ، والوقت الذي وقتنا لفنائها ، ولكنها تهلك لمجيئه . وهذا وعيد من الله لمشركي قوم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وإعلام منه لهم ، أن تأخيره في آجالهم مع كفرهم به وتكذيبهم رسوله . ليبلغوا الأجل الذي اجل لهم ، فيحل بهم نقمته ، كسنته فيمن قبلهم من الأمم السالفة .
قوله تعالى: " ثم أنشأنا من بعدهم " أي من بعد هلاك هؤلاء. " قرونا آخرين " أي أمماً. " آخرين " قال ابن عباس: يريد بني إسرائيل، وفي الكلام حذف: فكذبوا أنبياءهم فأهلكناهم.
يقول تعالى: "ثم أنشأنا من بعدهم قروناً آخرين" أي أمماً وخلائق "ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون" يعني بل يؤخذون على حسب ما قدر لهم تعالى في كتابه المحفوظ, وعلمه قبل كونهم أمة بعد أمة, وقرناً بعد قرن, وجيلاً بعد جيل, وخلفاً بعد سلف, " ثم أرسلنا رسلنا تترا " قال ابن عباس يعني يتبع بعضهم بعضاً, وهذا كقوله تعالى: " ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة ". وقوله: "كلما جاء أمة رسولها كذبوه" يعني جمهورهم وأكثرهم, كقوله تعالى: "يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون". وقوله: "فأتبعنا بعضهم بعضاً" أي أهلكناهم كقوله: "وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح". وقوله: "وجعلناهم أحاديث" أي أخباراً وأحاديث للناس كقوله: "فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق".
وقوله: 42- "ثم أنشأنا من بعدهم" أي من بعد إهلاكهم "قروناً آخرين" قيل هم قوم صالح ولوط وشعيب كما وردت قصتهم على هذا الترتيب في الأعراف وهود، وقيل هم بنو إسرائيل. والقرون الأمم، ولعل وجه الجمع هنا للقرون والإفراد فيما سبق قريباً أنه أراد ها هنا متعددة وهناك أمة واحدة.
42. " ثم أنشأنا من بعدهم قروناً آخرين "، أي: أقواماً آخرين.
42ـ " ثم أنشأنا من بعدهم قروناً آخرين " هي قوم صالح ولوط وشعيب وغيرهم .
42. Then after them We brought forth other generations.
42 - Then We raised after them other generations.