44 - (فعتوا) تكبروا (عن أمر ربهم) عن امتثاله (فأخذتهم الصاعقة) بعد مضي الثلاثة أيام أي الصيحة المهلكة (وهم ينظرون) أي بالنهار
قوله تعالى " فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون "
"فعتوا عن أمر ربهم " أي خالفوا أمر الله فعقروا الناقة "فأخذتهم الصاعقة " أي الموت . وقيل هي كل عذاب مهلك . قال الحسين بن واقد : كل صاعقة في القرآن فهو العذاب . وقرأ عمر بن الخطاب وحميد وابن محيصن و مجاهد و الكسائي الصعقة يقال صعق الرجل صعقة وتصعاقا أي غشي عليه . وصعقتهم السماء أي ألقت عليهم الصاعقة والصاعقة أيضا صيحة العذاب وقد مضى في البقرة وغيرها . " وهم ينظرون" إليها نهارا
يقول تعالى: "وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين" أي بدليل باهر وحجة قاطعة "فتولى بركنه" أي فأعرض فرعون عما جاءه به موسى من الحق المبين استكباراً وعناداً. وقال مجاهد: تعزز بأصحابه, وقال قتادة: غلب عدو الله على قومه, وقال ابن زيد "فتولى بركنه" أي بجموعه التي معه ثم قرأ "لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد" والمعنى الأول قوي كقوله تعالى: "ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله" أي معرض عن الحق مستكبر "وقال ساحر أو مجنون" أي لا يخلو أمرك فيما جئتني به من أن تكون ساحراً أو مجنوناً قال الله تعالى: "فأخذناه وجنوده فنبذناهم" أي ألقيناهم "في اليم" وهو البحر "وهو مليم" أي وهو ملوم كافر جاحد فاجر معاند.
ثم قال عز وجل "وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم" أي المفسدة التي لا تنتج شيئاً قاله الضحاك وقتادة وغيرهما ولهذا قال تعالى: "ما تذر من شيء أتت عليه" أي مما تفسده الريح "إلا جعلته كالرميم" أي كالشيء الهالك البالي, وقد قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو عبيد الله ابن أخي ابن وهب, حدثنا عمي عبد الله بن وهب, حدثني عبد الله يعني ابن عياش الغساني, حدثني عبد الله بن سليمان عن دراج عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الريح مسخرة من الثانية ـ يعني من الأرض الثانية ـ, فلما أراد الله تعالى أن يهلك عاداً أمر خازن الريح أن يرسل عليهم ريحا تهلك عاداً قال أي رب أرسل عليهم الريح قدر منخر الثور ؟ قال له الجبار تبارك وتعالى لا إذاً تطفأ الأرض ومن عليها ولكن أرسل عليهم بقدر خاتم فهي التي قال الله عز وجل في كتابه: "ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم" " هذا الحديث رفعه منكر والأقرب أن يكون موقوفاً على عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما من زاملتيه اللتين أصابهما يوم اليرموك, والله أعلم. قال سعيد بن المسيب وغيره في قوله تعالى: "إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم" قالوا: هي الجنوب. وقد ثبت في الصحيح من رواية شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور" "وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين" قال ابن جرير: يعني إلى وقت فناء آجالكم. والظاهر أن هذه كقوله تعالى: "وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون" وهكذا قال ههنا: " وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين * فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون " وذلك أنهم انتظروا العذاب ثلاثة أيام فجاءهم في صبيحة اليوم الرابع بكرة النهار "فما استطاعوا من قيام" أي من هرب ولا نهوض "وما كانوا منتصرين" أي لا يقدرون على أن ينتصروا مما هم فيه. وقوله عز وجل: "وقوم نوح من قبل" أي وأهلكنا قوم نوح من قبل هؤلاء "إنهم كانوا قوماً فاسقين" وكل هذه القصص قد تقدمت مبسوطة في أماكن كثيرة من سور متعددة, والله أعلم.
44- "فعتوا عن أمر ربهم" أي تكبروا عن امتثال أمر الله "فأخذتهم الصاعقة" وهي كل عذاب مهلك. قرأ الجمهور "الصاعقة" وقرأ عمر بن الخطاب وحميد وابن محيصن ومجاهد والكسائي " الصاعقة " وقد مر الكلام على الصاعقة في البقرة، وفي مواضع "وهم ينظرون" أي يرونها عياناً، والجملة في محل نصب على الحال، وقيل إن المعنى: ينتظرون ما وعدوه من العذاب، والأول أولى.
44. " فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة "، بعد مضي الأيام الثلاثة، وهي الموت في قول ابن عباس، قال مقاتل : يعني العذاب، و ((الصاعقة)): كل عذاب مهلك، وقرأ الكسائي : ((الصعقة))، وهي الصوت الذي يكون من الصاعقة، " وهم ينظرون "، يرون ذلك عياناً.
44-" فعتوا عن أمر ربهم " فاستكبروا عن امتثاله . " فأخذتهم الصاعقة " أي العذاب بعد الثلاث . و قرأ الكسائي الصعقة وهي المرة من الصعق . " وهم ينظرون " إليها فإنها جاءتهم معاينة بالنهار.
44. But they rebelled against their Lord's decree, and so the thunderbolt overtook them even while they gazed;
44 - But they insolently defied the Command of their Lord: so the stunning noise (of an earthquake) seized them, even while they were looking on.