47 - (فما منكم من أحد) هو اسم ما ومن زائدة لتأكيد النفي ومنكم حال من أحد (عنه حاجزين) ما نعين خبر ما وجمع لأن أحدا في سياق النفي بمعنى الجمع وضمير عنه للنبي صلى الله عليه وسلم لا مانع لنا عنه من حيث العقاب
يقول تعالى ذكره : فما منكم أيها الناس من أحد عن محمد لو تقول علينا بعض الأقاويل ، فأخذنا منه باليمين ، ثم لقطعنا منه الوتين ، حاجزين يحجزوننا عن عقوبته ، وما نفعله به ، وقيل : حاجزين فجمع وهو فعل لأحد ، وأحد في لفظ واحد رداً على معناه ، لأن معناه الجمع ، والعرب تجعل أحداً للواحد والاثنين والجمع ، كما قيل " لا نفرق بين أحد من رسله " [ البقرة : 285 ] ، و ( بين ) لا تقع إلا على اثنين فصاعداً .
قوله تعالى: "فما منكم من أحد عنه حاجزين" ما نفي وأحدي في معنى الجمع، فذلك نعته بالجمع، أي فما منكم قوم يحجزون عنه، كقوله تعالى: "لا نفرق بين أحد من رسله" البقرة:285 هذا جمع، لأن بين لا تقع إلا على اثنين فما زاد.
قال النبي الله صلى الله عليه وسلم: "لم تحل الغنائم لأحد سود الرءوس قبلكم". لفظه واحد ومعناه الجمع. ومن زائدة. والحجز: المنع. وحاجزين يجوز أن يكون صفة لأحد على المعنى كما ذكرنا، فيكون في موضع جر. والخبر منكم ويجوز أن يكون منصوباً على أنه خبر ومنكم ملغى، ويكون متعلقاً بـ حاجزين. ولا يمنع الفصل به من انتصاب الخبر في هذا، كما لم يمتنع الفصل به في إن فيك زيداً راغب.
يقول تعالى: "ولو تقول علينا" أي محمد صلى الله عليه وسلم لو كان كما يزعمون مفترياً علينا فزاد في الرسالة أو نقص منها, أو قال شيئاً من عنده فنسبه إلينا وليس كذلك لعاجلناه بالعقوبة, ولهذا قال تعالى: "لأخذنا منه باليمين" قيل: معناه لانتقمنا منه باليمين لأنها أشد في البطش, وقيل لأخذنا منه بيمينه "ثم لقطعنا منه الوتين" قال ابن عباس : وهو نياط القلب وهو العرق الذي القلب معلق فيه, وكذا قال عكرمة وسعيد بن جبير والحكم وقتادة والضحاك, ومسلم البطين وأبو صخر حميد بن زياد , وقال محمد بن كعب هو القلب ومراقه وما يليه. وقوله تعالى: "فما منكم من أحد عنه حاجزين" أي فما يقدر أحد منكم أن يحجز بيننا وبينه إذا أردنا به شيئاً من ذلك. والمعنى في هذا بل هو صادق بار راشد لأن الله عز وجل مقرر له ما يبلغه عنه ومؤيد له بالمعجزات الباهرات والدلالات القاطعات.
ثم قال تعالى: "وإنه لتذكرة للمتقين" يعني القرآن كما قال تعالى: "قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى" ثم قال تعالى: "وإنا لنعلم أن منكم مكذبين" أي مع هذا البيان والوضوح سيوجد منكم من يكذب بالقرآن. ثم قال تعالى: "وإنه لحسرة على الكافرين" قال ابن جرير : وإن التكذيب لحسرة على الكافرين يوم القيامة. وحكاه عن قتادة بمثله, وروى ابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي مالك "وإنه لحسرة على الكافرين" يقول لندامة , ويحتمل عود الضمير على القرآن, أي وإن القرآن والإيمان به لحسرة في نفس الأمر على الكافرين كما قال تعالى: " كذلك سلكناه في قلوب المجرمين * لا يؤمنون به " وقال تعالى: "وحيل بينهم وبين ما يشتهون" ولهذا قال ههنا "وإنه لحق اليقين" أي الخبر الصادق الحق الذي لا مرية فيه ولا شك ولا ريب, ثم قال تعالى: "فسبح باسم ربك العظيم" أي الذي أنزل هذا القرآن العظيم. آخر تفسير سورة الحاقة ولله الحمد والمنة)
47- "فما منكم من أحد عنه حاجزين" أي ليس منكم أحد يحجزنا عنه ويدفعنا منه، فكيف يتكلف الكذب على الله لأجلكم مع علمه أنه لو تكلف ذلك لعاقبناه ولا تقدرون على الدفع منه، والحجز والمنع، "حاجزين" صفة لأحد، أو خبر لما الحجازية.
47- "فما منكم من أحد عنه حاجزين"، مانعين يحجزوننا عن عقوبته، والمعنى: أن محمداً لا يتكلف الكذب لأجلكم مع علمه بأنه لو تكلفه لعاقبناه ولا يقدر أحد على دفع عقوبتنا عهن وإنما قال: "حاجزين" بالجمع وهو فعل واحد رداً على معناه كقوله: "لا نفرق بين أحد من رسله" (البقرة- 285).
47-" فما منكم من أحد عنه " عن القتل أو المقتول . " حاجزين " دافعين وصف لأحد فإنه عام والخطاب للناس .
47. And not one of you could have held Us off from him.
47 - Nor could any of you withhold him (from Our wrath).