48 - (واذكر إسماعيل واليسع) وهو نبي واللام زائدة (وذا الكفل) اختلف في نبوته قيل كفل مائة نبي فروا إليه من القتل (وكل) كلهم (من الأخيار) جمع خير بالثقيل
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: واذكر يا محمد إسماعيل واليسع وذا الكفل ، وما أبلوا في طاعة الله ، فتأس بهم ، واسلك منهاجهم في الصبر على ما نالك في الله ، والنفاذ لبلاغ رسالته . وقد بينا قبل من أخبار إسماعيل واليسع وذا الكفل فيما مضى من كتابنا هذا ما أغنى عن إعادته في هذا الموضع . والكفل في كلام العرب : الحظ والجد.
قوله تعالى : " واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل " مضى ذكر اليسع في < الأنعام > وذكر ذي الكفل في < الأنبياء > . " وكل من الأخيار " أي ممن اختير للنبوة .
يقول تبارك وتعالى مخبراً عن فضائل عباده المرسلين وأنبيائه العابدين "واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار" يعني بذلك العمل الصالح والعلم النافع والقوة في العبادة والبصيرة النافذة, قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما "أولي الأيدي" يقول أولي القوة والعبادة "والأبصار" يقول الفقه في الدين. وقال مجاهد "أولي الأيدي" يعني القوة في طاعة الله تعالى والأبصار يعني البصر في الحق وقال قتادة والسدي: أعطوا قوة في العبادة وبصراً في الدين.
وقوله تبارك وتعالى: "إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار" قال مجاهد أي جعلناهم يعملون للاخرة ليس لهم غيرها وكذا قال السدي ذكرهم للاخرة وعملهم لها. وقال مالك بن دينار نزع الله تعالى من قلوبهم حب الدنيا وذكرها وأخلصهم بحب الاخرة وذكرها, وكذا قال عطاء الخراساني. وقال سعيد بن جبير يعني بالدار الجنة يقول أخلصناها لهم بذكرهم لها, وقال في رواية أخرى ذكرى الدار عقبى الدار, وقال قتادة كانوا يذكرون الناس الدار الاخرة والعمل لها, وقال ابن زيد جعل لهم خاصة أفضل شيء في الدار الاخرة.
وقوله تعالى: "وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار" أي لمن المختارين المجتبين الأخيار فهم أخيار مختارون.
وقوله تعالى: "واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار" قد تقدم الكلام على قصصهم وأخبارهم مستقصاة في سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بما أغنى عن إعادته ههنا.
وقوله عز وجل: "هذا ذكر" أي هذا فصل فيه ذكر لمن يتذكر, قال السدي يعني القرآن العظيم.
48- "واذكر إسماعيل" قيل وجه إفراده بالذكر بعد ذكر أبيه وأخيه وابن أخيه للإشعار بأنه عريق في الصبر الذي هو المقصود بالتذكير هنا "واليسع وذا الكفل" قد تقدم ذكر اليسع، والكلام فيه في الأنعام، وتقدم ذكر ذا الكفل والكلام فيه في سورة الأنبياء، والمراد من ذكر هؤلاء أنهم من جملة من صبر من الأنبياء وتحملوا الشدائد في دين الله. أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يذكرهم ليسلك مسلكهم في الصبر "وكل من الأخيار" يعني الذين اختارهم الله لنبوته واصطفاهم من خلقه.
48. " واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار "
48-" واذكر إسماعيل واليسع " هو ابن أخطوب استخلفه إلياس على بني إسرائيل ثم استنبئ ، واللام فيه كما في قوله :
رأيت الوليد بن اليزيد مباركا
وقرأ حمزة و الكسائي ولليسع تشبيهاً بالمنقول من ليسع من اللسع . " وذا الكفل " ابن عم يسع أو بشر بن أيوب . واختلف في نبوته لقبه فقيل فر إليه مائة نبي من بني إسرائيل من القتل فآواهم وكلفهم ، وقيل كفل بعمل رجل صالح كان يصلى كل يوم مائة صلاة " وكل " أي وكلهم . " من الأخيار " .
48. And make mention of Ishmael and Elisha and Dhul Kifl. All are of the chosen.
48 - And commemorate Ismail Elisha, and Zul Kifl: each of them was of the company of the Good.