49 - (هذا ذكر) لهم بالثناء الجميل هنا (وإن للمتقين) الشاملين لهم (لحسن مآب) مرجع في الآخرة
وقوله "هذا ذكر" يقول تعالى ذكره : هذا القرآن الذي أنزل إليك يا محمد ذكر لك ولقومك ، ذكرناك لي إياهم به.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن الحسين، قال : ثنا أحمد بن المفضل، قال : ثنا أسباط، عن السدي "هذا ذكر" قال : القرآن.
وقوله "وإن للمتقين لحسن مآب" يقول : وإن للمتقين الذين اتقوا الله فخافوه بأداء فرائضه ، واجتناب معاصيه ، لحسن مرجع يرجعون إليه في الآخرة، ومصير يصيرون إليه . ثم أخبر تعالى ذكره عن ذلك الذي وعدهم من حسن المآب ما هو، فقال : "جنات عدن مفتحة لهم الأبواب".
حدثنا محمد بن الحسين، قال : ثنا أحمد، قال : ثنا أسباط، عن السدي، قوله "وإن للمتقين لحسن مآب" قال : لحسن منقلب.
" هذا ذكر " بمعنى هذا ذكر جميل في الدنيا وشرف يذكرون به في الدنيا أبداً . " وإن للمتقين لحسن مآب " أي لهم مع هذا الذكر الجميل في الدنيا حسن المرجع في القيامة .
يخبر تعالى عن عباده المؤمنين السعداء أن لهم في الدار الاخرة لحسن مآب وهو المرجع والمنقلب ثم فسره بقوله تعالى: "جنات عدن" أي جنات إقامة مفتحة لهم الأبواب والألف واللام ههنا بمعنى الإضافة كأنه يقول مفتحة لهم أبوابها أي إذا جاءوها فتحت لهم أبوابها, قال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن ثواب الهباري حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا عبد الله بن مسلم يعني ابن هرمز عن ابن سابط عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة قصراً يقال له عدن حوله البروج والمروج له خمسة آلاف باب عند كل باب خمسة آلاف حبرة لا يدخله ـ أو لا يسكنه ـ إلا نبي أو صديق أو شهيد أو إمام عدل" وقد ورد في ذكر أبواب الجنة الثمانية أحاديث كثيرة من وجوه عديدة.
وقوله عز وجل: "متكئين فيها" قيل متربعين على سرر تحت الحجال "يدعون فيها بفاكهة كثيرة" أي مهما طلبوا وجدوا وأحضر كما أرادوا "وشراب" أي من أي أنواعه شاؤوا أتتهم به الخدام "بأكواب وأباريق وكأس من معين" "وعندهم قاصرات الطرف" أي عن غير أزواجهن فلا يلتفتن إلى غير بعولتهن "أتراب" أي متساويات في السن والعمر هذا معنى قول ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وسعيد بن جبير ومحمد بن كعب والسدي "هذا ما توعدون ليوم الحساب" أي هذا الذي ذكرنا من صفة الجنة هي التي وعدها لعباده المتقين التي يصيرون إليها بعد نشورهم وقيامهم من قبورهم وسلامتهم من النار. ثم أخبر تبارك وتعالى عن الجنة أنه لا فراغ لها ولا زوال ولا انقضاء ولا انتهاء فقال تعالى: " إن هذا لرزقنا ما له من نفاد " كقوله عز وجل "ما عندكم ينفد وما عند الله باق" وكقوله جل وعلا "عطاء غير مجذوذ" وكقوله تعالى: "لهم أجر غير ممنون" أي غير مقطوع وكقوله عز وجل: "أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار" والايات في هذا كثيرة جداً.
49- "هذا ذكر" الإشارة إلى ما تقدم من ذكر أوصافهم: أي هذا ذكر جميل في الدنيا وشرف يذكرون به أبداً "وإن للمتقين لحسن مآب" أي لهم مع هذا الذكر الجميل حسن مآب في الآخرة، والمآب: المرجع، والمعنى: أنهم يرجعون في الآخرة إلى مغفرة الله ورضوانه ونعيم جنته.
49. " هذا ذكر "، أي: هذا الذي يتلى عليكم ذكر، أي: شرف، وذكر جميل تذكرون به " وإن للمتقين لحسن مآب ".
49-" هذا " إشارة إلى ما تقدم من أمورهم . " ذكر " شرف لهم ، أو نوع من الذكر وهو القرآن .ثم شرع في بيان ما أعد لهم ولأمثالهم فقال : " وإن للمتقين لحسن مآب " مرجع .
49. This is a reminder. And lo! for those who ward off (evil) is a happy journey's end,
49 - This is a Message (of admonition): and verily, for the Righteous, is a beautiful place of (final) Return,