51 - (إنا نطمع) نرجو (أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا) أي بأن (أول المؤمنين) في زماننا
يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل السحرة : إنا نطمع : إنا نرجو أن يفصح لنا ربنا عن خطايانا التيسلفت منا قبل إيماننا به ، فلا يعاقبنا بها .
كما حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله " إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا " قال : السحر و الكفر الذي كانوا فيه " أن كنا أول المؤمنين " يقول : لأن كنا أول من آمن بموسى و صدقه بما جاء به من توحيد الله و تكذيب فرعون في ادعائه الربوبية في دهرنا هذا وزماننا .
و بنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله " أن كنا أول المؤمنين " قال : كانوا كذلك يومئذ أول من آمن بآياته حين رأوها .
وقوله " وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي " يقول : و أوحينا إلى موسى إذ تمادى فرعون في غيه و أبى إلا الثبات على طغيانه بعد ما أريناه آياتنا ، أن أسر بعبادي : يقول أن سر ببني إسرائيل ليلا من أرض مصر " إنكم متبعون " إن فرعون وجنده متبعوك وقومك من بني إسرائيل ، ليحولوا بينكم و بين الخروج من أرضهم ، أرض مصر .
قوله تعالى : " إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين " ( أن ) في موضع نصب لأن كنا . وأجاز الفراء كسرها على أن تكون مجازاة . ومعنى : " أول المؤمنين " أي عند ضهور الآية ممن كان في جانب فرعون. الفراء : أول مؤمني زماننا . وأنكره الزجاج وقال : قد روي أنه آمن معه ستمائة ألف وسبعون ألفاًً ، وهم الشرذمة القليلون الذين قال فيهم فرعون ( إن هؤلاء لشرذمة قليلون ) روي ذلك عن ابن مسعود وغيره .
تهددهم فلم يقطع ذلك فيهم, وتوعدهم فما زادهم إلا إيماناً وتسليماً, وذلك إنه قد كشف عن قلوبهم حجاب الكفر, وظهر لهم الحق بعلمهم ما جهل قومهم من أن هذا الذي جاء به موسى لا يصدر عن بشر إلا أن يكون الله قد أيده به, وجعله له حجة ودلالة على صدق ما جاء به من ربه, ولهذا لما قال لهم فرعون "آمنتم له قبل أن آذن لكم ؟" أي كان ينبغي أن تستأذنوني فيما فعلتم, ولا تفتاتوا علي في ذلك, فإن أذنت لكم فعلتم, وإن منعتكم امتنعتم فإذني أنا الحاكم المطاع "إنه لكبيركم الذي علمكم السحر" وهذه مكابرة يعلم كل أحد بطلانها, فإنهم لم يجتمعوا بموسى قبل ذلك اليوم, فكيف يكون كبيرهم الذي أفادهم صناعة السحر ؟ هذا لا يقوله عاقل.
ثم توعدهم فرعون بقطع الأيدي والأرجل والصلب فقالوا "لا ضير" أي لاحرج, ولا يضرنا ذلك, ولا نبالي به "إنا إلى ربنا منقلبون" أي المرجع إلى الله عز وجل, وهو لا يضيع أجر من أحسن عملاً, ولا يخفى عليه ما فعلت بنا, وسيجزينا على ذلك أتم الجزاء, ولهذا قالوا "إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا" أي ما قارفنا من الذنوب وما أكرهتنا عليه من السحر "أن كنا أول المؤمنين" أي بسبب أنا بادرنا قومنا من القبط إلى الإيمان. فقتلهم كلهم.
وفي قوله: 51- "أن كنا أول المؤمنين" قالوا كانوا كذلك يومئذ أول من آمن بآياته حين رأوها.
51- "إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين"، من أهل زماننا.
51 -" إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا " لأن كنا . " أول المؤمنين " من أتباع فرعون ، أو من أهل المشهد والجملة في المعنى تعليل ثان لنفي الضمير ، أو تعليل للعلة المتقدمة . وقرئ " إن كنا " على الشرط لهضم النفس وعدم الثقة بالخاتمة ، أو على طريقة المدل بأمره نحو إن أحسنت إليك فلا تنس حقي .
51. Lo! we ardently hope that our Lord will forgive us our sins because we are the first of the believers.
51 - They said: No matter! For us, we shall but return to our Lord!