(أم) بل أ(لهم نصيب من الملك) أي ليس لهم شيء منه ولو كان (فإذا لا يؤتون الناس نقيرا) أي شيئا تافها قدر النقرة في ظهر النواة لفرط بخلهم
قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: "أم لهم نصيب من الملك"، أم لهم حظ من الملك، يقول: ليس لهم حظ من الملك، كما:
حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي : "أم لهم نصيب من الملك"، يقول: لو كان لهم نصيب من الملك، إذا لم يؤتوا محمداً نقيراً.
حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا حجاج قال، قال ابن جريج: قال الله: "أم لهم نصيب من الملك"، قال: فليس لهم نصيب من الملك، [لم يؤتوا الناس نقيرا]، "فإذا لا يؤتون الناس نقيرا"، ولو كان لهم نصيب وحظ من الملك، لم يكونوا إذا يعطون الناس نقيرا، من بخلهم.
واختلف أهل التأويل في معنى: النقير.
فقال بعضهم: هو النقطة التي في ظهر النواة.
ذكر من قال ذلك:
حدثني المثنى قال، حدثني عبد الله قال، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: "نقيرا"، يقول: النقطة التي في ظهر النواة. حدثني سليمان بن عبد الجبار قال، حدثنا محمد بن الصلت قال، حدثنا أبو كدينة، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عباس قال: النقير الذي في ظهر النواة.
حدثني جعفر بن محمد الكوفي المروزي قال، حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن خصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: النقير وسط النواة.
حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: "فإذا لا يؤتون الناس نقيرا"، النقير نقير النواة، وسطها.
حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي قول: "أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا"، يقول: لو كان لهم نصيب من الملك، إذا لم يؤتوا محمدا نقيرا، و النقير، النكتة التي في وسط النواة.
حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، حدثني طلحة بن عمرو: أنه سمع عطاء بن أبي رباح يقول: النقير الذي في ظهر النواة.
حدثني يحيى بن أبي طالب قال، أخبرنا يزيد قال، أخبرنا جويبر، عن الضحاك قال: النقير، النقرة التي تكون في ظهر النواة.
حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا حصين، عن أبي مالك قال: النقير، الذي في ظهر النواة.
وقال آخرون: النقير، الحبة التي تكون في وسط النواة.
ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله، "نقيرا"، قال: النقير، حبة النواة التي في وسطها.
حدثني المثنى قال، حدثنا أبوحذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: "فإذا لا يؤتون الناس نقيرا"، قال: النقير، حبة النواة التي في وسطها. حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا يحيى بن سعيد قال، حدثنا سفيان بن سعيد، عن منصور، عن مجاهد قال: النقير، في النوى.
حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج قال، قال ابن جريج، أخبرني عبد الله بن كثير: أنه سمع مجاهداً يقول: النقير، نقير النواة الذي في وسطها.
حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ يقول، أخبرنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك بن مزاحم يقول: النقير، نقير النواة الذي يكون في وسط النواة.
وقال آخرون: معنى ذلك: نقر الرجل الشيء بطرف أصابعه.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن يزيد بن درهم أبي العلاء قال، سمعت أبا العالية: ووضع ابن عباس طرف الإبهام على ظهر السبابة، ثم رفعهما وقال: هذا النقير.
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله وصف هؤلاء الفرقة من أهل الكتاب بالبخل باليسير من الشيء الذي لا خطر له، ولو كانوا ملوكا وأهل قدرة على الأشياء الجليلة الأقدار.
فإذ كان ذلك كذلك، فالذي هو أولى بمعنى النقير، أن يكون أصغر ما يكون من النقر. وإذا كان ذلك أولى به، فالنقرة التي في ظهر النواة من صغار النقر، وقد يدخل في ذلك كل ما شاكلها من النقر.
ورفع قوله: "لا يؤتون الناس"، ولم ينصب ب إذن ، ومن حكمها أن تنصب الأفعال المستقبلة إذا ابتدىء الكلام بها، لأن معها فاء. ومن حكمها إذا دخل فيها بعض حروف العطف، أن توجه إلى الابتداء بها مرة، وإلى النقل عنها إلى غيرها أخرى. وهذا الموضع مما أريد ب الفاء فيه، النقل عن إذن إلى ما بعدها، وأن يكون معنى الكلام: أم لهم نصيب، فلا يؤتون الناس نقيراً إذن.
قوله تعالى :" أم لهم نصيب من الملك " أي ألهم ؟ والميم صلة نصيب حظ من الملك وهذا على وجه الإنكار يعني ليس لهم من الملك شيء ولو كان لهم منه شيء لم يعطوا أحداً منه شيئاً لبخلهم وحسدهم وقيل: المعنى بل ألهم نصيب فتكون أم منقطعة معناها الإضراب عن الأول والاستئناف للثاني: وقيل: هي عاطفة على محذوف لأنهم أنفوا من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم : والتقدير: أهم أولى بالنبوة ممن أرسلته أم لهم نصيب من الملك ؟
"فإذا لا يؤتون الناس نقيرا" أي يمنعون الحقوق، خبر الله عز وجل عنهم بما يعلمه منهم والنقير : النكتة في ظهر النواة عن ابن عباس وقتادة وغيرهما وعن ابن عباس أيضاً النقير : ما نقر الرجل بأصبعه كما ينقر الأرض. وقال أبو العالية : سألت ابن عباس عن النقير فوضع طرف الإبهام على باطن السبابة ثم رفعهما وقال: هذا النقير. والنقير: أصل خشبة ينقر وينبذ فيه وفيه جاء النهي ثم نسخ وفلان كريم النقير أي الأصل وإذا هنا ملغاة غير عاملة لدخول فاء العطف عليها، ولو نصب لجاز ، قال سيبويه:إذا في عوامل الأفعال بمنزلة أظن في عوامل الأسماء أي تلغى إذا لم يكن الكلام معتمداً عليها فإن كانت في أول الكلام وكان الذي بعدها مستقبلاً نصبت كقولك أنا أزورك فيقول مجيباً لك: إذا أكركم قال عبد الله بن عنمة الضبي :
أردد حمارك لا يرتع بروضتنا إذن يرد وقيد العير مكروب
نصب لأن الذي قبل إذن تام فوقعت ابتداء كلام فإن وقعت متوسطة بين شيئين كقولك : زيد إذاً يزورك ألغيت ، فإن دخل عليها فاء العطف أو واو العطف أو واو العطف فيجوز فيها الإعمال والإلغاء أما الإعمال فلأن ما بعد الواو يستأنف على طريق عطف الجملة على الجملة فيجوز في غير القرآن فإذا لا يؤتوا وفي التنزيل " وإذا لا يلبثون " [الإسراء:76] وفي مصحف أبي وإذا لا يلبثوا وأما الإلغاء فلأن ما بعد الواو لا يكون إلا بعد كلام العطف عليه، والناصب للفعل عند سيبويه إذا لمضارعتها أن وعند الخليل أن مضمرة بعد إذا وزعم الفراء أن إذاً تكتب بالألف وأنها منونة قال النحاس: وسمعت علي بن سليمان يقول سمعت أبا العباس محمد بن يزيد يقول: أشتهي أن أكوي يد من يكتب إذاً بالألف إنها مثل لن وأن ولا يدخل التنوين في الحروف .
يقول تعالى: أم لهم نصيب من الملك, وهذا استفهام إنكاري, أي ليس لهم نصيب من الملك ثم وصفهم بالبخل, فقال: "فإذاً لا يؤتون الناس نقيراً", أي لأنهم لو كان لهم نصيب في الملك والتصرف لما أعطوا أحداً من الناس ولا سيما محمداً صلى الله عليه وسلم شيئاً, ولا ما يملأ النقير وهو النقطة التي في النواة في قول ابن عباس والأكثرين. وهذه الاية كقوله تعالى: "قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذاً لأمسكتم خشية الإنفاق" أي خوف أن يذهب ما بأيديكم مع أنه لا يتصور نفاده وإنما هو من بخلكم وشحكم, ولهذا قال تعالى: "وكان الإنسان قتوراً" أي بخيلاً, ثم قال "أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله" يعني بذلك حسدهم النبي صلى الله عليه وسلم على ما رزقه الله من النبوة العظيمة, ومنعهم من تصديقهم إياه حسدهم له, لكونه من العرب وليس من بني إسرائيل. وقال الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي, حدثنا يحيى الحماني, حدثنا قيس بن الربيع عن السدي, عن عطاء, عن ابن عباس في قوله "أم يحسدون الناس" الاية, قال ابن عباس: نحن الناس دون الناس, قال الله تعالى: "فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً" أي فقد جعلنا في أسباط بني إسرائيل, الذين هم من ذرية إبراهيم النبوة وأنزلنا عليهم الكتب وحكموا فيهم بالسنن, وهي الحكمة, وجعلنا منهم الملوك ومع هذا "فمنهم من آمن به", أي بهذا الإيتاء وهذا الإنعام, "ومنهم من صد عنه" أي كفر به وأعرض عنه وسعى في صد الناس عنه, وهو منهم ومن جنسهم أي من بني إسرائيل. فقد اختلفوا عليهم, فكيف بك يا محمد ولست من بني إسرائيل ؟ وقال مجاهد: "فمنهم من آمن به", أي بمحمد صلى الله عليه وسلم, "ومنهم من صد عنه", فالكفرة منهم أشد تكذيباً لك, وأبعد عما جئتهم به من الهدى, والحق المبين, ولهذا قال متوعداً لهم "وكفى بجهنم سعيراً" أي وكفى بالنار عقوبة لهم على كفرهم وعنادهم ومخالفتهم كتب الله ورسله.
قوله 53- "أم لهم نصيب من الملك" أم منقطعة، والاستفهام للإنكار، يعني ليس لهم نصيب من الملك " فإذا لا يؤتون الناس نقيرا " والفاء للسببية الجزائية لشرط محذوف: أي إن جعل لهم نصيب من الملك على أن معنى أم الإضراب عن الأول والاستئناف للثاني، وقيل: هي عاطفة على محذوف، والتقدير: أهم أولى بالنبوة ممن أرسلته، أم لهم نصيب من الملك، فإذن لا يؤتون الناس نقيراً؟ والنقير: النقرة في ظهر النواة، وقيل: ما نقر الرجل بأصبعه كما ينقر الأرض. والنقير أيضاً: خشبة تنقر وينبذ فيها. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النقير كما ثبت في الصحيحين وغيرهما، والنقير: الأصل، يقال: فلان كريم النقير: أي كريم الأصل. والمراد هنا: المعنى الأول، والمقصود به المبالغة في الحقارة كالقطمير والفتيل. وإذن هنا ملغاة غير عاملة لدخول فاء العطف عليها، ولو نصب لجاز. قال سيبويه: إذن في عوامل الأفعال بمنزلة أظن في عوامل الأسماء التي تلغى إذ لم يكن الكلام معتمداً عليها، فإن كانت في أول الكلام وكان الذي بعدها مستقبلاً نصبت.
53-"أم لهم"يعني: ألهم؟ والميم صلة "نصيب" حظ"من الملك" وهذا على جهة الإنكار، يعني: ليس لهم من الملك شيء ولو كان لهم من الملك شيء،"فإذا لا يؤتون الناس نقيراً" ، لحسدهم وبخلهم ، والنقير: النقطة التي تكون في ظهر النواة ومنها تنبت النخلة، وقال أبو العالية :هو نقر الرجل الشيء بطرف أصبعه كما ينقر الدرهم.
53" أم لهم نصيب من الملك " أم منقطعة ومعنى الهمزة إنكار أن يكون لهم نصيب من الملك وجحد لما زعمت اليهود من أن الملك سيصير إليهم. " فإذا لا يؤتون الناس نقيرا " أي لو كان لهم نصيب من الملك فإذاً لا يؤتون أحداً ما يوازي نقيراً، وهو النقرة في ظهر النواة. وهذا هو الإغراق في بيان شحهم فإنهم إن بخلوا بالنقير وهم ملوك فما ظنك بهم إن كانوا فقراء أذلاء متفاقرين، ويجوز أن يكون المعنى إنكار أنهم أتوا نصيباً من الملك على الكناية، وأنهم لا يؤتون الناس شيئاً وإذا وقع بعد الواو والفاء لا لتشريك مفرد جاز فيه الإلغاء والإعمال، ولذلك قرئ فإذاً لا يؤتوا الناس على النصب.
53. Or have they even a share in the Sovereignty? Then in that case, they would not give mankind even the speck on a date stone.
53 - Have they a share in dominion or power? behold, they give not a farthing to their fellow men?